صانعو السيارات اليابانية يعكفون حاليًا على وضع استراتيجية جديدة لعصر السيارات الحديثة، وهم يقومون باللمسات الأخيرة على الخطة. ستتحد ثلاث شركات لتأسيس تحالف مستقل. هذا الأسبوع، وافقت شركتا هوندا ونيسان بشكل أولي على الاتفاقية التي تم التوصل إليها لأول مرة في شهر مارس، وأضافتا المزيد من التفاصيل حول كيفية التعاون، وانضمت إليهم شركة ميتسوبيشي للسيارات. أشار الرئيس التنفيذي لشركة هوندا، توشيهيرو إيبو، إلى أنه رغم عدم مناقشة تحالف رأس المال بعد، إلا أن تحقيق ذلك أمر ممكن.
ذكرت الشركات الثلاث أن التعاون سيشمل تطوير مشترك للبرمجيات والبطاريات ومكونات السيارات الكهربائية الأخرى، إلى جانب تقديم خدمات شحن السيارات الكهربائية. جاء هذا التقارب بين الشركات الثلاث بعد استحواذ تويوتا على أسهم في شركات سوبارو وسوزوكي ومازدا، وفِي عصر يشهد تحديات كبيرة لشركات السيارات التقليدية.
ومع أن تويوتا تحتفظ بمركزها القوي كأعلى مبيعات عالمية لمدة أربع سنوات متتالية، تظل هوندا ونيسان وميتسوبيشي من اللاعبين الأصغر نسبيًا على الساحة العالمية. يعتبر الاجتماع الأخير خطوة لتعزيز صناعة السيارات اليابانية من وجهة نظر الحكومة اليابانية، خاصة بعد صعود الصين كقائد جديد في مبيعات السيارات العالمية.
جيمس هونغ، المحلل في شركة ماكواري للأوراق المالية في كوريا، صرح قائلاً: "الحكومة تنسق هذه الحركة لتنمية صناعة سيارات تنافسية." وأضاف أن أغلب شركات تصنيع السيارات في اليابان صغيرة الحجم، وليس بمقدورها الاستثمار بمفردها في مجال السيارات الكهربائية. كما أشار إلى أن "هذا يبدو كتحالف مدفوع بالدوافع السياسية."
تمتلك الولايات المتحدة ثلاث شركات سيارات كبرى: جنرال موتورز، فورد، وكرايسلر، التي تملكها الآن شركة ستيلانتس. ألمانيا أيضاً تمتلك ثلاثة عمالقة في قطاع السيارات: مجموعة فولكسفاجن، مجموعة بي إم دبليو، ومرسيدس-بنز. تملك اليابان عدداً أكبر من شركات تصنيع السيارات، التي تنتج السيارات في أنحاء العالم كافة.
بلغ إجمالي مبيعات هوندا، نيسان، وميتسوبيشي حوالي 4 ملايين سيارة عالمياً في النصف الأول من هذا العام، بينما بلغت مبيعات شركة تويوتا وحدها 5.2 ملايين سيارة. على الرغم من أن هذه الشركات أشادت بإمكانيات التعاون، إلا أن كبار المديرين اعترفوا بضرورة تجاوز التناقضات بين الشركات الثلاث.
ماكوتو أوتشيدا، الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، أعرب خلال مؤتمر صحفي مع شركة Meibi عن أنه "على الرغم من اختلاف ثقافاتنا، إلا أننا نواجه تحديات مشتركة." تأخرت شركات نيسان، هوندا، وميتسوبيشي في دخول مجالات التكنولوجيا الحديثة للسيارات، السيارات الكهربائية، والسيارات الهجينة. الشهر الماضي، حددت الحكومة اليابانية هدفًا للشركات يقضي بأن تشكل هذه الصناعات ما نسبته 30% من سوق السيارات الحديثة بحلول عام 2030.
علاوة على ذلك، تضمن التعاون بين هذه الشركات المصنعة للسيارات في مجال البرمجيات شمل القيادة الذاتية، الاتصالات والذكاء الاصطناعي، ومن المحتمل أيضًا مشاركة مواصفات البطاريات ومكونات الإنتاج. تدرس هوندا ونيسان إعادة إطلاق طرازات كل منهما تحت اسم الآخر. لم تقدم الشركتان بعد تفاصيل محددة حول الطرازات أو كيفية تكاملها بحسب المناطق.
أعلنت هوندا عن خطة لاستثمار تريليون ين ياباني خلال العقد القادم في مجال السيارات الكهربائية، بينما تمتلك نيسان خبرة غنية ناتجة عن إطلاقها أول سيارة كهربائية حديثة، Leaf، في عام 2010. تتمتع ميتسوبيشي بمنافسة قوية في مجال السيارات الهجينة القابلة للشحن، ولها مكانة مهمة في أسواق جنوب شرق آسيا.
تعتبر الصين أيضًا عاملاً محوريًا في تعاون شركات هوندا، نيسان، وميتسوبيشي، حيث خسرت هذه الشركات اليابانية حصصًا في السوق الصينية إلى حد كبير بسبب الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية. في يونيو، انخفضت مبيعات هوندا ونيسان في الصين بنسب 40% و27% على التوالي، جزئيًا بسبب إغلاق بعض المصانع المحلية. الأسبوع الماضي، قررت هوندا تخفيض إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين في الصين بنسبة 19%، في حين أن ميتسوبيشي انسحبت من السوق العام الماضي.
أشار تاتسو يوشيدا، كبير المحللين للسيارات في بلومبيرغ إنتليدجنس، إلى أن "هوندا ونيسان تواجهان صعوبات في السوق الصينية، ويجب عليهما زيادة إنتاج السيارات الكهربائية للحفاظ على أعمالهما هناك، لذا فإن الشراكة المتبادلة أمر منطقي."
بالنسبة لنيسان، فإن التعامل مع هوندا يشير إلى أن أهمية تحالفها مع رينو ستقل في المستقبل. على الرغم من أن هذا المصنع الفرنسي قد قدم المساعدة لنيسان قبل أكثر من عقدين من الزمن، إلا أنهم الآن يعملون على توازن الحصص بينهما وتفكيك بعض جوانب تعاونهما الممتد لعقود.