تواجه شركة بولينجر موتورز (Bollinger Motors)، إحدى الشركات الناشئة في صناعة السيارات الكهربائية، أزمة مالية حادة قد تقودها إلى تصفية أصولها بالكامل. وفقاً لتقارير حديثة من Automotive News، تم وضع الشركة تحت وصاية قضائية (Receivership) بعد أن تقدّم مؤسسها والرئيس التنفيذي السابق روبرت بولينجر بدعوى قضائية يطالب فيها بمبلغ 10 ملايين دولار كقرض لم يتم سداده.
خلفية الأزمة: من الابتكار إلى النزاعات القانونية
تأسست بولينجر موتورز بهدف إنتاج سيارات كهربائية فريدة، حيث كانت تخطط في البداية لإطلاق سيارتي SUV وبيك أب بتصميم مربع مميز، وهما طرازا B1 وB2. لكن الشركة غيرت استراتيجيتها لاحقاً لتطوير مركبة تجارية كبيرة باسم B4، مع التركيز على السوق التجاري بدلاً من السوق الاستهلاكية.
في مارس 2025، رفع روبرت بولينجر دعوى قضائية ضد الشركة، مطالباً بسداد قرض قيمته 10 ملايين دولار قدمه للشركة مع شروط دفع فوائد دورية لم تُلتزم بها. ويُذكر أن بولينجر غادر منصبه في يونيو 2024، ومنذ ذلك الحين أصبحت الشركة مملوكة لشركة مولين أوتوموتيف (Mullen Automotive) التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها.
قرار الوصاية القضائية وتأثيره على الشركة
بناءً على طلب بولينجر، أصدرت المحكمة قراراً بوضع الشركة تحت الوصاية القضائية بهدف حماية أصولها التي كانت مرهونة كضمان للقرض. ويُشير التقرير إلى أن ممثلي شركة مولين لم يحضروا جلسة المحكمة في 7 مايو 2025، مما أدى إلى قبول طلب الوصاية.
هذا القرار يعني تجميد جميع أصول بولينجر موتورز، بما في ذلك عدد غير معروف من شاحنات B4 التي تم تجميعها وتنتظر المشترين. كما أن بولينجر ليس الطرف الوحيد الذي يتخذ إجراءات قانونية، إذ توجد دعاوى قضائية أخرى مرفوعة من قبل بعض الموردين.
المُعين من المحكمة لديه مهلة 30 يوماً لتقديم خطة لسداد ديون الشركة، والتي قد تتضمن تصفية كاملة للشركة.
رد الشركة والرؤية المستقبلية
في رسالة إلكترونية إلى Motor1، صرح برايان تشامبرز، رئيس بولينجر موتورز التنفيذي، قائلاً:
"لا يمكننا التعليق على نتائج القضية القضائية في الوقت الحالي. خلال هذه الفترة، نركز على المضي قدماً ونظل ملتزمين بتقديم سيارة عالمية المستوى لعملائنا، ونحن متفائلون بشأن مستقبلنا وتأثيرنا في سوق المركبات التجارية."
وأضاف:
"نواصل العمل مع وكلائنا لبيع وصيانة شاحنات بولينجر B4. لقد أوقفنا الإنتاج مؤقتاً لتكييف عملياتنا مع ظروف السوق الحالية ونخطط لإنتاج موديل عام 2026."
نشاط الشركة الأخير: مبيعات وتعاونات
رغم الأزمة القانونية، لا تزال بولينجر موتورز تحاول الحفاظ على نشاطها التجاري. فقد أعلنت الشركة في 29 أبريل 2025 عن بيع شاحنة B4 لمركز البيئة في لوور إيست سايد بنيويورك، كما أصدرت بياناً في 15 أبريل عن مبيعات متعددة لشاحنات B4 لشركة EnviroCharge، مع خطط لعرض أول شاحنة في معرض Advanced Clean Trucking (ACT) في كاليفورنيا أواخر أبريل. إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت الشاحنة قد حضرت المعرض بالفعل.
تحديات صناعة السيارات الكهربائية الناشئة
تعكس أزمة بولينجر موتورز التحديات الكبيرة التي تواجهها شركات السيارات الكهربائية الناشئة، خاصة تلك التي تحاول دخول سوق المركبات التجارية الثقيلة أو المتخصصة. فبينما يشهد القطاع نمواً متسارعاً، تظل الاستثمارات الضخمة، التطوير التكنولوجي، والقدرة على تسويق المنتجات من أكبر العقبات التي تواجه هذه الشركات.
إضافة إلى ذلك، النزاعات القانونية والمالية، مثل تلك التي تواجهها بولينجر، قد تؤدي إلى تآكل الثقة بين المستثمرين والعملاء، مما يزيد من صعوبة الاستمرار في السوق التنافسي.
نظرة مستقبلية
مع وجود مهلة 30 يوماً لوضع خطة لسداد الديون، يواجه بولينجر موتورز خيارين رئيسيين: إما إعادة هيكلة مالية شاملة تمكنها من استئناف نشاطها، أو التوجه نحو تصفية الأصول ووقف العمليات بشكل نهائي.
في حال نجحت الشركة في تجاوز هذه الأزمة، فإن تركيزها على المركبات التجارية الكهربائية، خصوصاً شاحنة B4، قد يمنحها فرصة للعودة بقوة في سوق يشهد طلباً متزايداً على حلول التنقل المستدامة.
تُعد أزمة بولينجر موتورز مثالاً واضحاً على الصعوبات التي تواجهها شركات السيارات الكهربائية الناشئة، والتي رغم الابتكار والتوجه نحو المستقبل الأخضر، إلا أنها معرضة لمخاطر مالية وقانونية قد تهدد وجودها.
يبقى السؤال مفتوحاً حول مصير الشركة، وهل ستتمكن من تخطي هذه الأزمة لتثبت نفسها كلاعب رئيسي في سوق المركبات الكهربائية التجارية، أم ستصبح حالة أخرى من حالات الانهيار التي شهدها قطاع السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة.
سنبقى في مجلة "الكتونية للسيارات" على اطلاع دائم بكل جديد حول تطورات هذه القضية وغيرها من أخبار صناعة السيارات الكهربائية حول العالم.
تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.