مع تزايد انتشار السيارات الكهربائية في الأسواق العالمية والعربية، أصبح تحقيق أقصى مدى من كل شحنة هدفاً رئيسياً لكل من يقتني سيارة كهربائية، سواء للاستخدام اليومي أو للرحلات الطويلة. فالمدى الذي تقطعه السيارة بين كل شحنة هو العامل الأهم في تجربة القيادة الكهربائية، ويعتمد بشكل كبير على عادات القيادة، واستخدام التكييف، والعناية بالبطارية، وحتى الظروف المناخية. في هذا المقال نقدم لك عشر نصائح عملية مجرّبة تساعدك على زيادة مدى سيارتك الكهربائية والاستمتاع بقيادة أكثر اقتصادية واطمئناناً.
قُد بسلاسة وتجنب التسارع المفاجئ
القيادة السلسة هي المفتاح الأول لتقليل استهلاك الطاقة. كلما كانت قيادتك هادئة وخالية من التسارع الحاد أو الكبح المفاجئ، قل استهلاك البطارية. حاول الضغط على دواسة التسارع تدريجياً، وتجنب الانطلاق السريع أو التوقف المفاجئ. هذه العادة لا توفر الطاقة فقط، بل تطيل أيضاً عمر البطارية وتقلل من تآكل الإطارات والمكابح.
راقب سرعتك والتزم بالسرعات المعتدلة
السرعة الزائدة هي العدو الأول للمدى الكهربائي. كلما زادت السرعة، زاد استهلاك الطاقة بسبب مقاومة الهواء. حاول القيادة بسرعات معتدلة، ويفضل أقل من 100 كم/س على الطرق السريعة، لتحقيق أفضل كفاءة للطاقة. القيادة بسرعة ثابتة باستخدام مثبت السرعة (إن وجد) تساعد أيضاً في تقليل استهلاك البطارية.
استفد من نظام الكبح المتجدد
معظم السيارات الكهربائية الحديثة مزودة بنظام الكبح المتجدد (Regenerative Braking)، الذي يعيد جزءاً من الطاقة إلى البطارية عند التباطؤ أو النزول من المرتفعات. حاول توقع التوقفات ورفع قدمك عن دواسة التسارع مبكراً لتفعيل الكبح المتجدد بدلاً من الكبح التقليدي، ما يزيد من مدى السيارة بشكل ملحوظ.
قلل استخدام التكييف والتدفئة
أجهزة التكييف والتدفئة تستهلك قدراً كبيراً من طاقة البطارية. في الأيام المعتدلة، استخدم التهوية الطبيعية أو افتح النوافذ بدلاً من تشغيل التكييف. في الشتاء، استخدم تدفئة المقاعد أو عجلة القيادة بدلاً من تدفئة المقصورة بالكامل، لأن هذه الأنظمة تستهلك طاقة أقل.
حافظ على ضغط الإطارات المثالي
الإطارات غير المنفوخة جيداً تزيد من مقاومة التدحرج وتستهلك المزيد من الطاقة. افحص ضغط الإطارات بانتظام واحتفظ به عند المستوى الموصى به من الشركة المصنعة. الإطارات المناسبة لا تزيد فقط من مدى السيارة، بل ترفع أيضاً مستوى الأمان وتقلل من تآكل الإطارات.
خطط مسارك لتجنب الطرق المزدحمة والمرتفعات
اختيار طريق أقل ازدحاماً وأقل مرتفعات يقلل من استهلاك الطاقة. استخدم تطبيقات الملاحة الذكية لاختيار المسار الأكثر كفاءة لرحلتك، وتجنب التوقفات المتكررة والزحام قدر الإمكان. القيادة في طرق مستوية أفضل بكثير من الطرق الجبلية أو المزدحمة للمدى الكهربائي.
قلل من وزن السيارة واحمل فقط الضروريات
كلما زاد وزن السيارة أو زادت الحمولة غير الضرورية، زاد استهلاك الطاقة. أزل الأشياء غير الضرورية من الصندوق ولا تترك الأغراض الثقيلة إلا عند الحاجة. حتى حاملات الدراجات أو صناديق السقف تؤثر على الديناميكية الهوائية وتزيد من استهلاك الطاقة.
أغلق الأجهزة والإكسسوارات غير الضرورية
كل جهاز كهربائي إضافي مثل الشاشات، شحن الهواتف، الإضاءة الزائدة أو حتى أنظمة الصوت القوية، يستهلك جزءاً من طاقة البطارية. استخدم فقط ما تحتاجه أثناء القيادة، وحاول تقليل استخدام الإكسسوارات غير الضرورية خاصة في الرحلات الطويلة.
حافظ على شحن البطارية بين 20% و80%
تجنب الشحن الكامل أو التفريغ الكامل للبطارية بشكل متكرر، فذلك يساعد في الحفاظ على كفاءتها ويطيل عمرها، ما ينعكس إيجاباً على المدى الكلي للسيارة. الشحن الجزئي هو الأفضل للاستخدام اليومي، أما الشحن الكامل فيفضل قبل الرحلات الطويلة فقط.
استغل التحديثات البرمجية وصيانة السيارة الدورية
تأكد من تحديث نظام السيارة باستمرار، فبعض الشركات تطلق تحديثات لتحسين إدارة الطاقة وتطوير كفاءة البطارية. ولا تهمل الصيانة الدورية لضمان عمل كل الأنظمة بكفاءة عالية، خاصة أنظمة التبريد والإدارة الحرارية للبطارية.
زيادة مدى سيارتك الكهربائية لا يعتمد فقط على سعة البطارية، بل يرتبط بشكل مباشر بعادات القيادة اليومية، والصيانة، واستخدام التقنيات الذكية المتوفرة في سيارتك. التزم بهذه النصائح وستلاحظ فرقاً واضحاً في مدى سيارتك، مما يمنحك راحة بال أكبر ويقلل من الحاجة للشحن المتكرر، ويجعل تجربة القيادة الكهربائية أكثر متعة واطمئناناً.
تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.
