شهدت حقبة التسعينيات نقلة نوعية في صناعة السيارات، إذ جمعت التقنيات الحديثة بين الأداء المتفوّق والفخامة المتناهية والراحة التي لم تكن مألوفة آنذاك. أسهمت ابتكارات مثل حقن الوقود الإلكتروني ورؤوس الأسطوانات متعددة الصمامات في رفع مستوى الكفاءة والقوة لمحركات السيارات، فيما أعاد المصمّمون تعريف المفاهيم المتعلقة بالرفاهية والوظائف الداخلية. في السطور التالية نستعرض أبرز السيارات التي ظهرت خلال تلك الفترة وأسرت عشاق القيادة في دول الخليج بمزيجها الفريد من القوة والأناقة.
لكزس LS 1990 رائد السيدان الفاخرة
أطلقت لكزس LS عام 1990 لتضع معياراً جديداً لسيدان الرفاهية، حيث زوّدت بمحرك V8 متطوّر يجمع بين العزم العالي والسلاسة. وفّرت العزلة الصوتية فائقة الدقة جواً هادئاً في المقصورة كأنه صالون متحرّك، فيما أضافت اللمسات اليابانية لمسات فاخرة على اللوحة الأمامية والمقاعد الجلدية.
دفع ظهور هذه السيارة المنافسين الأوروبيين إلى إعادة النظر فيما يقدمونه من تجهيزات وتقنيات، فأثبتت LS أنّ الرفاهية المطلقة تبدأ من هندسة محكمة وتفاصيل مدروسة.
مازدا مياتا 1990 نبض متجدّد للقيادة الرياضية
قدمت مازدا مياتا في العام نفسه تجربة قيادة خفيفة ومرحة بعيداً عن التعقيد، معتمدة على تصميم بسيط مستوحى من الطرازات البريطانية الكلاسيكية. مكّن نظام التعليق المتجاوب والفرامل الدقيقة السائق من الاستمتاع بكل منعطف، بينما حافظ جسم السيارة المنخفض على ثبات ممتاز.
حرصت مازدا على جودة التصنيع وثبات الأداء، ما جعل مياتا خياراً سائداً بين هواة السيارات المكشوفة، لتثبت أنّ المتعة لا تتطلب تكلفة باهظة.
جيب جراند شيروكي 1993 فخامة بلا حدود على الوعر
دخلت جراند شيروكي عام 1993 بأسلوب مختلف جمع بين الصلابة التي تحتاجها الطرق الوعرة والراحة المماثلة لسيارات الصالون. تبنّت شاسيه متيناً ونظام تعليق محسّن يضمن توازناً مناسباً بين القدرة على المغامرة والأمان داخل المدن.
صممت المقاعد لتستوعب العائلة بسهولة، فيما وفّرت أنظمة أمان متطورة كأجهزة مانعة للانغلاق ABS ونظام التحكم الديناميكي بسرعة السيارة. منح هذا التوازن بين الأداء والفخامة لقب “شاحنة العام” وأعاد تعريف مفهوم سيارات الدفع الرباعي للمستخدم.
دودج رام 1994 إعادة رسم معالم شاحنات البيك أب
أطلقت دودج رام في 1994 تصميم “الشاحنة الكبيرة” بجرأة ملفتة،ٍ مستفيدة من محركات قوية تبدأ من Cummins التيربو ديزل وصولاً إلى V10 سعة 8.0 لترات. أتاح هذا المزيج قدرات سحب استثنائية وأداء ثابتاً في مختلف الظروف. اعتمدت المقصورة تصميم مقاعد داعمة لمسافات طويلة ونظام ترفيهي متطور آنذاك، فحوّلت الشاحنة من مجرد أداة للشغل إلى أسلوب حياة يعكس القوّة والراحة في آن واحد.
تويوتا راف فور 1997 انطلاقة الكروس أوفر العصرية
قدمت تويوتا راف فور عام 1997 رؤية جديدة لسيارات الإس يو في صغيرة الحجم، فصممت على قاعدة سيارات الركاب مع هيكل شبابي يعكس عملية التنقل داخل المدينة. عملت المحركات الاقتصادية بكفاءة عالية على توفير أداء يومي سلس دون التضحية باقتصاد الوقود، فيما وفّرت المقصورة مواد متينة ومساحات تخزين ذكية تناسب العائلات والشباب. برهنت راف فور أن مفهوم الكروس أوفر لا يقتصر على القدرة فحسب، بل يتعلق أيضاً بالمرونة والراحة.
في نهاية التسعينيات تركت هذه النماذج بصمة لا تُمحى في ذاكرة مهتمي عالم السيارات، فأثبتت لكزس LS أنّ الفخامة تتجسّد بهدوء المحرك وتفاصيل المقصورة، فيما أكدت مازدا مياتا أنّ متعة القيادة قد تأتي في حزمة خفيفة وميسورة.
أعادت جراند شيروكي صياغة مفهوم الرفاهية على الطرق الوعرة، ووضعت دودج رام معياراً جديداً للقوّة العملية، بينما مهّدت تويوتا راف فور الطريق أمام جيل كامل من الكروس أوفر التي نراها اليوم في شوارع الخليج. هذه الأساطير الخالدة تذكّرنا دوماً بأنّ روح الابتكار والتحدي هي التي تدفع صناعة السيارات قُدماً.
9 ورقة

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.