ضوابط جديدة لسلامة مقابض الأبواب المخفية في الصين تعزز حماية الركاب

أطلقت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين مشروعاً لتعديل المعيار الوطني الإلزامي الخاص بالمتطلبات الفنية لسلامة مقابض أبواب السيارات في ظل تزايد الاعتماد على المقابض المخفية والإلكترونية في الطرازات الحديثة. وتهدف هذه الخطوة إلى رفع مستوى الأمان خلال حالات الطوارئ عبر اعتماد متطلبات هندسية واختبارية دقيقة، بالتعاون مع المركز الصيني لأبحاث تكنولوجيا السيارات ومعهد جيلي للبحوث وشركة لي أوتو. كما يسعى المعيار الجديد إلى المزج بين الطابع التصميمي الأنيق والوظائف الأمنية المضمونة لضمان عمل نظام الفتح والإغلاق بشكل موثوق حتى عند انقطاع التيار الكهربائي أو التعرض لصدمات عنيفة.

خلفية تقنية وتصميمية

نشط تصميم المقابض المخفية خلال السنوات الأخيرة لتعزيز انسيابية الشكل الخارجي وإضفاء طابع مستقبلي للسيارات. وتعتمد هذه التقنية على آليات إلكترونية تنبثق من هيكل السيارة عند الاقتراب أو الضغط على موضع محدد، فتقلل مقاومة الهواء وتبرز الخطوط الديناميكية للجسم. إلا أن هذا التوجه كشف عن ثغرات عدة بسبب تعقيد النظام الإلكتروني وافتقار الإجراءات الميكانيكية الاحتياطية للقوة الكافية، ما استدعى إجراء مراجعة شاملة لمتطلبات السلامة لضمان عدم عطل وظيفة الفتح أو تعلق المقبض في الظروف الطارئة.

التحديات والمخاطر المكتشفة

أبدت النتائج الأولية تراجعاً في قدرة المقبض على تحمل الصدمات الجانبية والاصطدامات العنيفة، ما عرّض الركاب لصعوبة إخلاء السيارة بسرعة وأمان. وأكدت الاختبارات أن انقطاع التيار الكهربائي يُعطل نظام الفتح الإلكتروني بالكامل، ما يحرم فرق الإنقاذ من أي إمكانية لفتح الأبواب فوراً. كما لوحظ ارتفاع مخاطر انحشار اليد أو الأصابع أثناء تحريك المقبض المخفي بسرعة، وزاد القلق من ضعف وضوح علامات فتح الطوارئ، ما يصعّب على الركاب والمُنقذين تحديد مواقعها في الأوقات الحاسمة.

تفاصيل التعديلات المعيارية

يركز مشروع المعيار على دمج آليات ميكانيكية احتياطية تضمن استمرار عمل نظام الفتح اليدوي عند تعطل الدائرة الإلكترونية. ويتطلب التصميم تزويد المقابض بنظام حماية مزدوج يمنع انبثاقها أثناء انقلاب السيارة أو سقوطها، ما يساهم في تقليل مخاطر خروج الركاب في ظروف غير مستقرة. كما يشترط المشروع تطبيق علامات مرئية موحدة على المقابض الداخلية والخارجية لتسهيل التعرف عليها سريعًا من قبل الركاب أو فرق الطوارئ.

ويدعم ذلك سلسلة اختبارات صارمة للتحقق من مقاومة الانسداد والأداء الديناميكي والتحمل الهيكلي تحت تأثير الأحمال المختلفة، ما يضمن ثبات المقابض وقدرتها على الصمود على المدى البعيد.

التزام الشركات والتحضيرات

يلتزم المصنعون بتحديث خطوط الإنتاج التقنية الحالية عبر تعاون وثيق بين علامات مثل نيو ولي أوتو وزيكر مع مزودي قطع الغيار ووحدات الاختبار لتطبيق المتطلبات الجديدة على وجه السرعة. ويتضمن ذلك تعديل إجراءات الفحص المخبري وإعادة تصميم النماذج الأولية حتى تحصل على الموافقة اللازمة لاستئناف الإنتاج على نطاق واسع. وتعمل الجهات التنظيمية على إنهاء مرحلة التشاور العام خلال الأشهر القليلة المقبلة لإصدار النسخة النهائية من المعيار استعدادًا لسريانها مطلع العام القادم.

آفاق ومستقبل الأمان

تمثل هذه المبادرة نقطة تحول في مسار صناعة السيارات الصينية، إذ ترسخ نهجاً متوازناً بين الجاذبية البصرية والإجراءات الواقعية لحماية الأرواح. يعزّز المعيار الجديد ثقة المستخدمين بالتقنيات المتقدمة، ويدفع المنافسين إلى تقليل زمن استجابة نظام الفتح في حالات الطوارئ. ويعتقد الخبراء أن هذه التجربة ستُلهم تبني مواصفات مماثلة على المستوى الدولي، الأمر الذي يساهم في وضع معايير مشتركة تؤمّن مستوى أمان موحداً عبر جميع العلامات والموديلات.

في ضوء هذه التطورات، برزت جدية الجهات التنظيمية في تعزيز سلامة الركاب دون التضحية بابتكارات التصميم العصري، ويرافق ذلك تطور مستمر في بروتوكولات الاختبار وأدوات القياس لضمان جودة الأداء والتغلّب على أي ثغرات قبل طرح السيارات في الأسواق.