في ظل التوجه العالمي نحو تقنيات السيارات الصديقة للبيئة، باتت السيارات الهجينة من الخيارات الأكثر شيوعًا للمستهلكين الراغبين في تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة. ومع انتشار هذه التقنية، ظهر نوعان رئيسيان من السيارات الهجينة: الهجينة الخفيفة (Mild-Hybrid) والهجينة القابلة للشحن (Plug-in Hybrid). في هذا المقال، سنوضح الفرق بين هذين النوعين بشكل مفصل، مع التركيز على ميزات كل منهما وكيفية عملهما، لمساعدتك على اختيار السيارة الأنسب لاحتياجاتك.
ما هي السيارة الهجينة الخفيفة (Mild-Hybrid)؟
السيارة الهجينة الخفيفة أو Mild-Hybrid هي مركبة تجمع بين محرك احتراق داخلي تقليدي (بنزين أو ديزل) ونظام كهربائي صغير يعمل ببطارية ذات جهد منخفض، عادة لا تتجاوز 48 فولت. هذا النظام الكهربائي لا يمكنه تشغيل السيارة بمفرده، بل يعمل كمساعد لمحرك الاحتراق الداخلي لتحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات.
كيف تعمل الهجينة الخفيفة؟
دعم المحرك: عند التسارع أو الحاجة إلى قوة إضافية، يوفر النظام الكهربائي دعمًا لمحرك البنزين، مما يقلل من استهلاك الوقود.
استعادة الطاقة: يتم شحن البطارية الكهربائية من خلال نظام الكبح المتجدد، حيث تُحول الطاقة الحركية أثناء الكبح إلى طاقة كهربائية تُخزن في البطارية.
إيقاف وتشغيل المحرك: تساعد تقنية إيقاف وتشغيل المحرك التلقائي (Start-Stop) في تقليل استهلاك الوقود عند التوقف، مثل إشارات المرور.
مميزات الهجينة الخفيفة
تكلفة أقل: مقارنة بالأنظمة الهجينة الأخرى، فإن تكلفة تصنيع وصيانة الهجينة الخفيفة أقل.
تحسين الاقتصاد: توفر استهلاكًا أفضل للوقود بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15% مقارنة بالسيارات التقليدية.
سهولة الاستخدام: لا تحتاج إلى شحن خارجي، فالبطارية تُشحن تلقائيًا أثناء القيادة.
عيوب الهجينة الخفيفة
عدم القدرة على القيادة الكهربائية: لا يمكن للسيارة السير على الكهرباء فقط، لذا لا توفر قيادة صامتة أو انبعاثات صفرية.
تحسين محدود: نسبة تحسين استهلاك الوقود أقل مقارنة بالأنظمة الهجينة الكاملة أو القابلة للشحن.
ما هي السيارة الهجينة القابلة للشحن (Plug-in Hybrid)؟
السيارة الهجينة القابلة للشحن أو Plug-in Hybrid (PHEV) هي مركبة تجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي قوي، مع بطارية أكبر يمكن شحنها من مصدر كهربائي خارجي، مثل مقبس منزلي أو محطات الشحن العامة. هذا يسمح للسيارة بالسير لمسافات قصيرة على الكهرباء فقط، دون تشغيل محرك البنزين.
كيف تعمل الهجينة القابلة للشحن؟
القيادة الكهربائية: يمكن للسيارة السير على الكهرباء فقط لمسافة تتراوح بين 40 إلى 80 كيلومترًا حسب سعة البطارية، ما يقلل بشكل كبير من استهلاك الوقود والانبعاثات.
الشحن الخارجي: تُشحن البطارية عبر توصيل السيارة بمصدر كهربائي، مما يمنح السائق مرونة أكبر في استخدام الطاقة الكهربائية.
التشغيل الهجين: عند نفاد شحن البطارية أو عند الحاجة لأداء أعلى، يعمل محرك البنزين بالتزامن مع المحرك الكهربائي.
مميزات الهجينة القابلة للشحن
توفير كبير في الوقود: إمكانية القيادة لمسافات قصيرة بالكهرباء فقط تقلل من استهلاك البنزين بشكل ملحوظ.
انبعاثات أقل: تقليل الانبعاثات الكربونية خاصة في الاستخدام اليومي داخل المدينة.
مرونة في الاستخدام: يمكن للسائق اختيار نمط القيادة الكهربائي أو الهجين حسب الحاجة.
عيوب الهجينة القابلة للشحن
تكلفة أعلى: بسبب البطارية الأكبر والتقنيات المعقدة، تكون تكلفة الشراء والصيانة أعلى من الهجينة الخفيفة.
الحاجة للشحن: يتطلب النظام شحنًا منتظمًا من مصدر كهربائي خارجي، وهو ما قد يمثل تحديًا في بعض المناطق.
وزن أكبر: البطارية الأكبر تزيد من وزن السيارة، مما قد يؤثر على الأداء الديناميكي.
أيهما أفضل لك؟
إذا كنت تبحث عن تحسين بسيط في استهلاك الوقود بدون الحاجة لشحن البطارية، وتفضل تكلفة أقل، فالهجينة الخفيفة هي الخيار المناسب.
أما إذا كنت ترغب في تقليل استهلاك الوقود بشكل كبير، وتقضي معظم وقتك في التنقل داخل المدينة حيث يمكنك الاستفادة من القيادة الكهربائية فقط، وتستطيع شحن بطارية السيارة بانتظام، فالسيارة الهجينة القابلة للشحن هي الخيار الأمثل.
السيارات الهجينة الخفيفة والهجينة القابلة للشحن تمثلان حلولًا مبتكرة لتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات، لكنهما يختلفان في التكنولوجيا، الأداء، والتكلفة. فهم الفرق بينهما يساعدك على اختيار السيارة التي تلبي احتياجاتك اليومية وتتماشى مع أسلوب حياتك، سواء كنت تبحث عن سيارة اقتصادية بسيطة أو مركبة متطورة توفر قيادة كهربائية حقيقية.

كاتب كبير بمجرد ظهور أول ذكريات كان البحث عن المعرفة السيارية قد بدأ. وقد تم استكشاف مصادر معلومات مختلفة، حتى تلك المشبوهة، ومن بين هذه المصادر: ألعاب الفيديو والتلفزيون والمجلات أو حتى منتديات الإنترنت. وما زلت عالقة في ذلك الثقب النفسي.