يشتهر النجم البريطاني روان أتكينسون بشخصياته الكوميدية في السينما والتلفاز، ولكن خلف ابتسامته يختبئ شغف عميق بعالم السيارات الفائقة. خصّص جزءاً من ثروته لاقتناء أيقونة هندسية نادرة، ثم خضعت هذه السيارة لسلسلة إصلاحات طويلة ومنازعات تأمينية معقدة. أخيراً، طرح أتكينسون سيارته في مزاد علني واستخرج منها أرباحاً تجاوزت 11 مليون دولار، ما يعادل 41 مليون ريال سعودي. تتناول الفقرات التالية تفاصيل هذه الرحلة الاستثنائية التي جمعت بين الحوادث والإصلاحات وقوة علامة ماكلارين التجارية.
شغف أتكينسون بسيارة ماكلارين F1
اختار أتكينسون هذه السيارة الأسطورية بعد إدراكه أنها تمثل قمة الابتكار الهندسي في تسعينيات القرن الماضي. طرح المصنع الطراز الأصلي بسعر يبلغ 830 ألف دولار (3,1 مليون ريال سعودي)، وهو رقم صُنف خيالياً وقتها وتماشى مع شخصية أتكينسون التي لا ترضى إلا بالامتياز. استحوذت السيارة على إعجابه بسرعتها التي تجاوزت 386 كم/س على الطرق المفتوحة، واعتبرها مثال الاندماج بين الحرفية البريطانية وأداء محركات بي إم دبليو. قادها لسنوات في مناسبات خاصة وسباقات الهواة، ما ضمن وصول العداد نحو أربعين ألف ميل قبل أن تبدأ سلسلة الحوادث التي حددت مصيرها ومسحت عليها بصمة لا تُنسى.
حوادث متتالية وإصلاحات مكلفة
تعرضت السيارة لأول حادث عام 1999 حين اصطدمت بمقدمة سيارة أخرى، فانحرفت مقدمتها نحو الأشجار وتضرر هيكلها الأمامي بشدة. كلف إصلاح تلك الأضرار مبالغ طائلة ولم يخفف ذلك من ولع أتكينسون بها آنذاك. وبعد اثني عشر عاماً، شهدت السيارة حادثاً أكثر دراماتيكية عندما انزلقت في منعطف خاطئ واصطدمت بشجرة ولافتة إرشادية، ثم اندلعت فيها النيران. قُدرت فاتورة الإصلاح حينها بنحو 1.4 مليون دولار (5,2 مليون ريال)، وسجلت شركات التأمين أعلى مطالبة فردية في تاريخ تأمين السيارات فائقة الأداء.
المزاد وبيع يُسجل التاريخ
أنهى أتكينسون تحمّله لأعباء الصيانة والتكاليف الباهظة فقرر في 2015 طرح السيارة في مزاد علني عالمي. ورغم الأضرار السابقة، حافظت ماكلارين F1 على مكانتها الفريدة باعتبارها واحدة من 64 نسخة أنتجتها الشركة للمستخدمين، وهو قيد يرفع من قيمتها السوقية. واجه المزاد منافسة قوية بين هواة جمع السيارات فائقة الأداء، فبلغت أعلى مزايدة 12.2 مليون دولار (45,7 مليون ريال). وبعد احتساب مصروفات الإصلاح والنفقات الأخرى، سجل أتكينسون صافي ربح يقارب 11.3 مليون دولار (42,3 مليون ريال)، ما يبرهن على قوة الطلب على نسخ نادرة حتى بعد تعرضها لحوادث جسيمة وإعادة تأهيلها.
تجسّد تجربة روان أتكينسون مع ماكلارين F1 اندماج الولع بالسرعة والخبرة التقنية، إضافة إلى سمعة العلامة التجارية التي تتفوق على التحديات. فمن قيادة أسرع سيارة إنتاجية في العالم إلى بيعها بصفقة تاريخية، يثبت أتكينسون أنه لا يكتفي بمنزلة هاوٍ بل يراقب بدقة تقلبات المزادات وعوائد الاستثمار في أيقونات الأداء.

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.