في خطوة تعكس طموحات المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة في قطاع النقل، أعلنت أرامكو السعودية عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة بي واي دي الصينية، التي تُعد من أبرز الشركات العالمية في صناعة السيارات الكهربائية. وتهدف هذه الشراكة إلى تطوير سيارات منخفضة الانبعاثات تخدم السوق المحلي والعالمي، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المملكة تحولًا متسارعًا في سوق السيارات، مع تنامي الاهتمام بالتقنيات البيئية الحديثة. ومع دخول علامات بارزة مثل تيسلا إلى السوق السعودي، تسعى أرامكو من خلال هذا التعاون إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز رائد إقليميًا في مجال النقل المستدام، عبر شراكة قائمة على الابتكار ونقل الخبرات مع بي واي دي.
التوسع في التنقل الكهربائي بدعم خطط المملكة المستقبلية
تسعى المملكة من خلال هذه الشراكة إلى رفع نسبة السيارات الكهربائية على طرقها من 1% إلى 30% خلال خمس سنوات، في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل هيكل السوق المحلي ليتماشى مع التوجهات العالمية في مجال الاستدامة. ويعكس هذا المسار التزامًا واضحًا بتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، مع دعم استخدام الطاقة النظيفة عبر تبني تقنيات متقدمة تتماشى مع طبيعة الطرق وظروف القيادة في السعودية والخليج عمومًا.
ويأتي توقيع الاتفاقية في وقت تشهد فيه السوق السعودية تحولات متسارعة، أبرزها دخول شركة تيسلا رسميًا وافتتاحها لصالات عرض جديدة. هذا الحراك يشير إلى تصاعد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية داخل المملكة. وبينما تركز تسلا على تعزيز حضورها التجاري وتوسيع قاعدة عملائها، تنطلق الشراكة بين أرامكو وبي واي دي في اتجاه أعمق، عبر الاستثمار في البحث والتطوير، وإنتاج حلول تقنية مصممة خصيصًا لتلائم متطلبات السائق الخليجي والتحديات البيئية المحلية.
رؤية صناعية تقودها التقنية والخبرة المحلية
أوضح علي المشاري، النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في أرامكو، أن هذه الشراكة تنطلق من قاعدة بحثية وتقنية متينة أرستها الشركة خلال السنوات الماضية، وتركّز على تطوير أنظمة نقل حركة متقدمة، وتعزيز كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، إلى جانب ابتكار أنواع وقود منخفضة الانبعاثات. ولفت إلى أن توحيد هذه الإنجازات مع خبرات بي واي دي في إنتاج السيارات الكهربائية يُمثل خطوة واعدة نحو تقديم حلول مبتكرة تجمع بين الأداء العالي والاستدامة البيئية.
من جانبه، عبّر لو هونجبين، النائب الأعلى للرئيس في شركة بي واي دي، عن ثقته في أن هذا التعاون سيساهم في تجاوز الحدود الجغرافية والاختلافات الثقافية، مشيرًا إلى أن تكامل القدرات بين الجانبين سيفتح آفاقًا جديدة لتطوير سيارات تعتمد على أحدث التقنيات وتراعي متطلبات خفض الانبعاثات، بما يعزز التوجه العالمي نحو التنقل الذكي والمستدام.
توطين التقنية وبناء قاعدة صناعية متقدمة
تعكس هذه الشراكة توجه المملكة الجاد نحو توطين التكنولوجيا والمعرفة في القطاعات الصناعية الحيوية، وسعيها إلى أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في رسم مستقبل الصناعة عالميًا. ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في إنشاء مراكز متخصصة للبحث والتطوير داخل السعودية، إلى جانب استقطاب استثمارات صناعية تدعم تأسيس منظومة إنتاج محلية متقدمة للسيارات الكهربائية والهجينة.
كما يُرتقب أن تُعزز الاتفاقية جهود توظيف الكفاءات الوطنية في مجالات تقنية حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتطبيقات البرمجيات المرتبطة بالنقل الذكي، ما يدفع نحو بناء اقتصاد معرفي متكامل قادر على تلبية احتياجات السوق المحلي ودعم التوسع الإقليمي.

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.