- موستانج: نجمة المطاردات على مر الأجيال
- أنجليا وGT40 وفالكون: من الخيال إلى السباقات
- كورتينا وغران تورينو: من واقع الجريمة إلى عمق الإنسانية
لطالما تجاوزت سيارات فورد دورها كوسيلة نقل، لتصبح جزءاً أساسياً من تاريخ السينما العالمي. فخلال ما يزيد عن قرن، ساهمت هذه العلامة الأمريكية في تشكيل مشاهد لا تنسى، حيث شاركت في أعمال تتراوح بين الكوميديا والدراما والتشويق، لتغدو رمزاً سينمائياً له حضوره الخاص على الشاشة.
موستانج: نجمة المطاردات على مر الأجيال
منذ انطلاقتها عام 1964، خطفت فورد موستانج الأضواء في أول ظهور سينمائي لها بفيلم جولدفينجر، أحد أشهر أفلام جيمس بوند، حيث ظهرت في مشهد مطاردة مثير بسيارة مكشوفة أنيقة. وواصلت تألقها عام 1966 في فيلم جراند برييه، حين تولت دور البطولة في قيادة جيمس غارنر على طرق مونتي كارلو المتعرجة، ما أكد على ديناميكيتها وقدرتها على الأداء الرياضي المذهل.
وفي عام 1989، أضفت لمسة من الطرافة على فيلم K9، حين قادها جيمس بيلوشي مع كلبه الشقي في مغامرة كوميدية داخل مغسلة سيارات. غير أن أبرز لحظاتها جاءت في فيلم Gone in 60 Seconds عام 2000، حين ظهرت موستانج شيلبي GT500 طراز 1967 باللون الرمادي الداكن، في مشهد قفز فيه نيكولاس كيج فوق منحدر هاربًا من الشرطة، مشهد أصبح من الأكثر تداولًا وإعجابًا، ودفع الكثيرين لمحاكاة تصميم السيارة كما ظهرت في الفيلم.
أنجليا وGT40 وفالكون: من الخيال إلى السباقات
لم تقتصر مساهمات فورد على الأداء الرياضي، بل لعبت دورًا في عالم السحر والخيال من خلال فورد أنجليا 105E، التي ظهرت في فيلم هاري بوتر وحجرة الأسرار عام 2002. تجسدت السيارة الكلاسيكية بطراز 1959 كوسيلة طيران سحرية غير مرئية، تعكس ارتباط المؤلفة جي كي رولينغ بها، ما أضفى بعدًا شخصيًا وإنسانيًا على ظهورها السينمائي.
أما فورد GT40، فقد جسدت ذروة الصراع بين عمالقة السيارات في ستينيات القرن الماضي، حيث شاركت في سباقات لومان الشهيرة وبرزت على حلبة كيالامي بجنوب أفريقيا، لتؤكد هيمنة فورد على مضامير السباقات. وقد وثقت أفلام عديدة تلك الحقبة الذهبية، لا سيما أول ظهور لها عام 1965 في سباق التحمل، حين خطفت الأنظار بأدائها اللافت وقوتها الصارخة.
وفي الجانب الأكثر ظلمة من السينما، تألقت فورد فالكون XB GT في فيلم ماد ماكس عام 1979، حيث قادها ميل جيبسون في بيئة سينمائية قاتمة تصور عالم ما بعد الكارثة. شكل تصميمها العدواني وأداؤها العنيف رمزًا للقوة والفوضى، لتصبح واحدة من أكثر السيارات شهرة في هذا النوع من الأفلام.
كورتينا وغران تورينو: من واقع الجريمة إلى عمق الإنسانية
في فيلم ستاندر الصادر عام 2003، أدت فورد كورتينا XR6 دورًا رئيسيًا في تجسيد قصة حقيقية عن ضابط شرطة جنوب أفريقي تحول إلى سارق بنوك. تميزت السيارة بمشاركتها في مشاهد المطاردات التي صُورت وسط شوارع جوهانسبرغ، حيث لعبت دور الهروب المثالي لعصابة ستاندر، ما عزز من حضورها السينمائي ضمن أجواء الجريمة والتوتر.
وفي عام 2008، حضرت فورد غران تورينو بطرازها الكلاسيكي لعام 1972 في فيلم حمل اسمها، من إخراج وبطولة كلينت إيستوود. لم تكن مجرد وسيلة تنقل، بل كانت رمزاً للحنين والهوية، تربط الجندي الأمريكي القديم بماضيه، وتشكل جسرًا إنسانيًا بينه وبين جاره من أصول كورية. تجاوز الفيلم 270 مليون دولار من العائدات، وأثبت أن السيارة قادرة على التعبير عن مشاعر معقدة لا تقل أهمية عن أداء الممثلين على الشاشة.