تولي دول الخليج اهتماماً متزايداً بمستقبل التنقل الكهربائي، لا سيما بعد وصول درجات الحرارة في السعودية إلى مستويات قياسية تبلغ أربعين درجة مئوية في أشهر الصيف. تتعرض بطاريات هذه السيارات لضغوط حرارية غير مسبوقة، ما يطرح تساؤلات حول قدرتها على المحافظة على الأداء واستدامة الكفاءة على المدى البعيد. تستعرض الفقرات التالية أبرز التحديات التي تواجه أنظمة تبريد البطارية وتأثير الحرارة على مدى القيادة، ثم تقدم مجموعة نصائح عملية للمستخدمين لضمان سلامة سياراتهم الكهربائية والحفاظ على أدائها المثالي.
نظم تبريد البطارية للحفاظ على الأداء
تُعدّ البطارية في السيارة الكهربائية العنصر الأهم، وانعدام التحكم في درجة حرارتها يؤدي إلى تراجع ملحوظ في كفاءتها. حرصت شركات تصنيع السيارات على دمج حلول تبريد متقدمة تعمل بواسطة دوائر سائلة تمر عبر وحدات الخلايا، ثم تنقل الحرارة إلى المشعّات خارج الهيكل تضمن تبديدها بسرعة.
وتعتمد هذه المنظومة على مضخة تدفع السائل داخل ممرات ضيقة، في حين تستفيد بعض الطرازات الراقية من مراوح إضافية تزيد من تبريد المكونات الإلكترونية المحيطة. تستمر دورة التبريد هذه طوال فترة القيادة وحتى أثناء التوقف الطويل في الأماكن المكشوفة، فتضمن بقاء درجة حرارة البطارية ضمن نطاق آمن ما يطيل عمرها التشغيلي ويقلل من احتمالية حدوث أعطال حرارية مفاجئة.
انكماش المدى في مواجهة الحرارة الشديدة
يتأثر مدى القيادة المتاح للسيارة الكهربائية بشكل مباشر بمدى توافر الطاقة المخزنة في البطارية، وترتبط هذه الطاقة بمدى تعرض الخلايا للحرارة المرتفعة. وجدت دراسات ميدانية أُجريت في صحراء المملكة أن المدى ينخفض بنحو خمسة إلى خمسة عشر في المئة عند الثبات على سرعة متوسطة في يوم حار مقارنة بالرحلة نفسها في طقس معتدل. وتتركز الأسباب في استنزاف جزء من شحنة البطارية لتشغيل مضخات التبريد والمكيف الذي يضمن راحة الركاب.
يُمكن للمستخدمين تقليل هذا الانخفاض عبر تبني عادات قيادة هادئة والاعتماد على أوضاع التوفير التي تقيّد تسارع السيارة وتضغط على استهلاك الطاقة، مع ضبط المكيف عند درجة حرارة معقولة لا تتجاوز سبع وعشرين أو ثمانية وعشرين درجة مئوية، كي لا يستهلك الكثير من الطاقة أثناء الخروج من المحطة.
طرق عملية لحماية السيارة من الشمس المباشرة
عندما تتسيد أشعة الشمس المباشرة سماء الصحراء، ترتفع حرارة مكونات السيارة بشكل سريع، فتتطلب خطوات وقائية قبل الرحلة وبعدها. يُفضّل ركن السيارة تحت مظلة أو داخل موقف مظلل، فهذا الإجراء وحده يخفض حرارة المقصورة الداخلية بما يفوق عشرة درجات خلال ساعة واحدة. ويمكن استخدام أغطية تعكس الأشعة فوق البنفسجية على الزجاج والأبواب، ما يخلق طبقة عازلة تحجب الحرارة وتحفظ المكيف من التشغيل على سرعة قصوى عند بداية الرحلة.
يضاف إلى ذلك فتح النوافذ لفترة قصيرة قبل الانطلاق للسماح بتبادل الهواء الساخن مع الهواء الخارجي، ثم إغلاق النوافذ وتوجيه التهوية نحو الأماكن التي يستعد الركاب للجلوس فيها، ما يضمن بيئة قيادة أكثر راحة دون إرهاق البطارية.
صيانة دورية وخيارات شحن محسّنة
تزداد أهمية الصيانة الدورية للسيارات الكهربائية في مناخ السعودية الحار، لأنها تحافظ على نظام التبريد وتمد البطارية بعمر تشغيلي أطول. يجب فحص مستوى سائل التبريد واستبداله حسب توصيات المصنع، إضافة إلى تنظيف المشعّات من الغبار والرمال التي قد تعيق تدفق الهواء. كما يوصى بفحص عمل المضخات الكهربائية والتأكد من عدم صدأ الأنابيب التي تمر فيها السوائل.
ومن ناحية شحن السيارة، يبرز الاستثمار في محطات الشحن السريع المزوّدة بأنظمة تبريد للبطارية، فتسمح هذه المحطات بشحن آمن وفعّال حتى عند ارتفاع حرارة البيئة المحيطة. ويُفضّل اختيار محطات تعتمد تقنية التحكم بدرجة حرارة البطارية أثناء الشحن لضمان عدم تدهور الخلايا نتيجة تراكم الحرارة.

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.