فورد موستانج GTD تحطم رقمها القياسي في نوربورغرينغ: أسطورة أمريكية تتفوق على عمالقة أوروبا
في عالم السيارات الرياضية، يُعتبر حلبة نوربورغرينغ الألمانية "الجحيم الأخضر" المعيار الذهبي لاختبار قدرات السيارات الخارقة. ومنذ سنوات، ظلت الأرقام القياسية على هذه الحلبة حكراً على أسماء أوروبية مثل بورشه، فيراري، ولامبورغيني. لكن في عام 2025، قلبت فورد موستانج GTD الطاولة، ليس فقط بتحطيم رقمها القياسي السابق، بل بتسجيل زمن مذهل جعلها أسرع من سيارات أسطورية مثل بورشه 918 سبايدر وفيراري 296 GTB.
إنجاز أمريكي غير مسبوق
انطلقت فورد موستانج GTD بقوة 815 حصاناً على حلبة نوربورغرينغ، وحققت زمناً قدره 6 دقائق و52.072 ثانية، متفوقةً بخمس ثوانٍ كاملة على رقمها القياسي السابق. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان حصيلة تطويرات دقيقة في منظومة القيادة، الشاسيه، أنظمة التعليق، ونظام الإيروديناميكية.
ما وراء الإنجاز: تقنيات متطورة وتفانٍ هندسي
رغم أن موستانج GTD تحمل اسم "موستانج"، إلا أنها في الحقيقة سيارة سباق متكاملة تم تطويرها من الصفر لتكون أقرب ما يكون لسيارات حلبات GT3. تعتمد السيارة على ناقل حركة مزدوج القابض من ثماني سرعات موضوع في الخلف لتحسين توزيع الوزن، ويرتبط بالمحرك عبر أنبوب عزم مصنوع من ألياف الكربون. الشاسيه حصل على صلابة التوائية أعلى، وتمت إعادة ضبط نظام التعليق النشط الذي طورته شركة Multimatic ليستخدم مخمدات spool-valve وهندسة pushrod مع rocker arm، وهي تقنيات نادراً ما نجدها إلا في سيارات السباق الاحترافية.
تحديثات حاسمة لتحقيق الرقم القياسي
فورد لم تكتفِ بقوة المحرك الهائلة، بل ركزت على تحديث نظام إدارة المحرك، وضبط نظام المكابح المانع للانغلاق (ABS) ونظام التحكم في التماسك، بالإضافة إلى تحسين الديناميكية الهوائية. كل هذه التفاصيل ساهمت في تقليص الزمن بخمس ثوانٍ مقارنة بمحاولة العام الماضي، وهي فترة ضخمة في عالم سباقات الحلبات.
مقارنة مع العمالقة: أسرع من بورشه وفيراري ولامبورغيني
ما يجعل هذا الإنجاز استثنائياً هو أن موستانج GTD تفوقت على سيارات مثل بورشه 918 سبايدر، بورشه 911 GT3، فيراري 296 GTB، ولامبورغيني أفينتادور SV. هذه السيارات لطالما كانت مرجعية في الأداء والديناميكية، لكن فورد أثبتت أن الهندسة الأمريكية قادرة على منافسة بل وتجاوز عمالقة أوروبا.
ليست موستانج عادية: سيارة سباق بلباس إنتاجي
من الجدير بالذكر أن موستانج GTD ليست مجرد نسخة مطورة من الموستانج التقليدية. هي مشروع خاص يعتمد على هيكل مخصص، ناقل حركة متطور، توزيع وزن مثالي، ونظام تعليق مستوحى من سيارات السباق. حتى الإطارات والتقنيات المستخدمة في السيارة تم تطويرها خصيصاً لهذا الطراز، ما يجعلها أقرب إلى سيارات GT3 منها إلى السيارات الإنتاجية العادية.
رسالة فورد: الطموح الأمريكي بلا حدود
هذا الإنجاز يبعث برسالة قوية لعالم السيارات: لم تعد الهيمنة الأوروبية على الحلبات أمراً مسلماً به. فورد موستانج GTD تمثل ذروة الطموح الهندسي الأمريكي، وتؤكد أن الابتكار والتفاني في التطوير قادران على إعادة رسم خريطة المنافسة في عالم السيارات الرياضية.
مستقبل موستانج GTD: من الحلبة إلى الطريق
مع أن موستانج GTD صُممت أساساً للحلبات، إلا أنها سيارة إنتاجية محدودة ستصل إلى العملاء الذين يبحثون عن تجربة قيادة فريدة تجمع بين الأداء الخارق والتقنيات المتقدمة. هذا الطراز يفتح الباب أمام جيل جديد من السيارات الأمريكية القادرة على منافسة أفضل ما تقدمه أوروبا واليابان، ليس فقط في خطوط الإنتاج، بل أيضاً على أصعب حلبات العالم.
ما حققته فورد موستانج GTD في نوربورغرينغ ليس مجرد رقم جديد على لوحة الشرف، بل هو تتويج لسنوات من الابتكار والعمل الهندسي الدؤوب. السيارة لم تكتفِ بتحطيم الأرقام، بل أعادت تعريف ما يمكن أن تقدمه سيارة أمريكية في عصر السيارات الخارقة. اليوم، تقف موستانج GTD في مصاف الأساطير، وتؤكد أن الحلم الأمريكي في عالم السيارات الرياضية ما زال ينبض بقوة وإبداع.
تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.
