تجلّت هيونداي توسان كواحدة من أهم سيارات الكروس أوفر في أسواق الخليج، بفضل قدرتها على الجمع بين التصميم العصري والاعتمادية التي تتناسب مع تضاريس المنطقة. في السطور التالية نستعرض مسار اختيار اسم توسان وتوظيفه التسويقي، مع تسليط الضوء على البعد الثقافي الذي وفّرته الشركة عبر هذه التسمية، حتى صار اسم توسان علامة مميزة في تاريخ هيونداي على الصعيد العالمي.
جذور اسم توسان وأبعاد رمزية
يرتبط اسم توسان بمدينة في ولاية أريزونا الأمريكية تشتهر بتشكيلاتها الصخرية الحمراء وكثبانها الرملية الشاسعة. اختارت هيونداي هذا الاسم بعناية لتجسيد الصلابة التي تحتاج إليها السيارة لعبور التضاريس الوعرة، فتُمثّل الصحاري تحدياً للقوى الطبيعية وظروف القيادة سواء في الرحلات اليومية أو المغامرات البعيدة.
ونشأت هذه الرؤية من دراسات تسويقية معمّقة أجرتها هيونداي في الأسواق الخليجية والعالمية، إذ اكتشفت رغبة المستهلك في سيارة تجمع بين الفخامة والمتانة. وبناءً على ذلك، أُعدّت توسان لتوفر ثباتاً ممتازاً عند المنعطفات وراحةً فائقة على الطرق المتعرجة مع الحفاظ على مظهرها الرياضي اللافت.
لا يقتصر الاسم على بعد جغرافي فحسب، بل يوجّه رسالة إلى الباحثين عن أداء راقٍ وتصميم يضفي على كل رحلة لمسة رقي. ومن خلال اختيار اسم توسان، أضافت هيونداي صفة درامية تجمع بين العملية وروح البداوة التي تميّز البيئة الصحراوية الأمريكية.
كيف عزّز اختيار الاسم الهوية التسويقية
حوّلت هيونداي تسمية توسان إلى أداة فعّالة لترسيخ مكانتها في سوق سيارات الكروس أوفر. ركّزت الحملات الإعلانية على إبراز قدرة السيارة على الانطلاق عبر تضاريس متعددة، ما يعكس الأداء العالي الذي يوفره محركها والمقاومة التي تضمن استمرار عمل السيارة في أقسى درجات الحرارة.
أظهرت الدراسات أن انتشار اسم توسان رفع الوعي بالعلامة التجارية لدى شريحة الشباب الباحثين عن سيارة تجمع بين الحداثة والعملية. ربطت استراتيجيات التسويق الاسم بفعاليات ميدانية لاختبار قدرات السيارة، الأمر الذي عزّز الثقة في جودة البناء ومتانة المكونات.
كما أوحت التسمية بمزج العنصر الثقافي بالابتكار التقني، حيث اختارت هيونداي اسم توسان لتبرهن على قدرتها على منافسة الطرازات العالمية بتصميم جذاب وميزات أمان متطورة. شملت هذه الميزات أنظمة مساعدة السائق والتقنيات الذكية التي تمنح تجربة قيادة أكثر سلاسة وأماناً، سواء في الشوارع الحضرية أو على الطرق الوعرة.
التواصل الثقافي والرؤية العالمية
تجاوزت تسمية توسان الجانب التجاري لتعبر عن جسر يربط بين ثقافات متعددة. استلهمت هيونداي الاسم من المدينة الأمريكية وحافظت في الوقت ذاته على القيم التي تلائم الذوق الخليجي، فتبرز الرغبة في الانطلاق بثقة والإصرار على بلوغ الأهداف رغم التحديات.
تسعى العلامة بهذا الاختيار لإيصال رسالة واضحة: الالتقاء بين التراث والحداثة يخلق قيمة فريدة. لذلك جمعت الشركة بين تفاصيل المقصورة المتينة والتقنيات الرقمية المتطورة، فأعطت المستخدم توازناً بين الشعور بالأمان والانغماس في تجربة متصلة عبر شاشات عالية الدقة وخدمات ذكية للاتصال.
كما ساهمت هذه الاستراتيجية في تعزيز حضور هيونداي في الأسواق الناشئة، إذ أصبح المشترون يبحثون عن هوية تعكس شخصيتهم ولا تقتصر على وسيلة نقل فحسب. ولهذا صارت توسان رمزاً لرحلة النجاح المتجددة وجسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب.

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.