حين يبحث المهتم بأسواق السيارات المستعملة عن صفقة جذابة، قد يخفي البائع قراءة عداد المسافات الحقيقية باستخدام أدوات تعديل متطورة. يستهدف هذا التلاعب إضفاء انطباع بأن السيارة تمتلك استخدامًا أقل من الواقع، فتتصاعد قيمتها السعرية في السوق. لذا يصبح الإلمام بخطوات فحص بسيطة وسريعة قبل الدفع أمرًا ضروريًا لضمان صحة القراءة وتجنب استنزاف المال في سيارة تحمل تاريخ استخدام مبالغ فيه.
فحص سجل الصيانة بعيون فاحصة
ينطلق التحقق من مراجعة سجلات الصيانة المعتمدة لدى مراكز الخدمة، حيث يدوّن الفنيون مسافة القيادة الحقيقية في كل زيارة للصيانة الدورية أو تغيير قطع الغيار. يقارن المشتري بين قراءة عداد المسافات الحالية والمسافات المدرجة في تلك السجلات ليكتشف أي تناقض واضح. هذه الطريقة توضح ما إذا تحرك العداد للأمام فقط، أو إذا تعرّض للتلاعب بغرض خفض المسافة المعروضة.
مقارنة الاستهلاك الطبيعي مع عمر السيارة
تقطع السيارة العادية نحو عشرين ألف كيلومتر سنويًا في الظروف الاعتيادية. فإذا ظهرت قراءة العداد منخفضة جدًا بالنسبة لعمر السيارة، مثل 50 ألف كيلومتر لسيارة عمرها خمس سنوات، فهذا يثير الشكوك على الفور. يقرأ الخبراء هذا الفارق على أنه مؤشر قوي للتلاعب، خاصة عند تجاهل البائع لهذا التباين أو تقديم تبريرات غير منطقية.
تقييم حالة الدواسات لترجمة الأميال الفعلية
تعكس تآكلات دواسات الوقود والفرامل نمط استخدام السيارة، فالدواسات المهترئة جدًّا مع قراءة عداد منخفضة تكشف أن الأميال الحقيقية لا تتطابق مع القراءة. أما إذا بدت الدواسات سليمة وبحالة مناسبة للكيلومترات المعلنة، فيعد ذلك إشارة جيدة على مصداقية العداد. تعطينا هذه الملاحظة البسيطة دليلًا بصريًا سريعًا على مدى مصداقية بيانات المسافة.
تدقيق لوحة القيادة وكواليس العداد
تتطلب عملية كشف التلاعب النظر إلى لوحة القيادة بحثًا عن آثار فك أو إعادة تركيب حول مكان تثبيت عداد المسافات. يشير وجود براغٍ فضفاضة أو فجوات ضيقة بين قطع التابلوه إلى أن فنيًا غير مختص فتح الغطاء لجري تعديلات على شريط الأرقام. يكشف هذا الفحص البصري ما إذا حاول البائع استخدام طرق ميكانيكية لتغيير القراءة الأصلية.
مراقبة محاذاة أرقام العداد
يعتمد الكثير من الغشاشين على استبدال شريط الأرقام يدويًا، فتظهر الأرقام مائلة أو غير مصطفة في خط مستقيم على لوحة العدّاد. يكشف هذا الاختلال البسيط عن تدخل بشري في عزل كل رقم وتركيبه مكانه، ما يسيء إلى دقة القراءة. على المشتري تجاهل الصفقة فورًا إذا لاحظ أي انحراف أو تباعد بين الأرقام.
استنتاج من الإطارات وحالة التآكل
تتيح الإطارات مهارة إضافية في قراءة استهلاك السيارة، فالإطارات المصنعية تتآكل تدريجيًا مع كل كيلومتر تقطعه السيارة. إذا وجدت إطارات مهترئة للغاية بينما القراءة الإجمالية على العداد منخفضة جدًا، تبرز فجوة واضحة بين الاستخدام الفعلي والقراءة المعروضة. تشير هذه الفجوة إلى احتمال تلاعب العداد بغرض التقليل من قيمة الكيلومترات الحقيقية.
بتطبيق هذه الخطوات العملية، يضع مشتري السيارات المستعملة نفسه في موقف يمكنه من كشف أي تلاعب مبكرًا قبل تسوية الثمن النهائي. يوفّر التحقق من سجلات الصيانة ومطابقة متوسط الاستهلاك وتقييم الأجزاء البصرية مثل الدواسات والإطارات فهماً واضحًا للصيانة وسجل الاستخدام. هذه الفحوص توفّر للمشتري حماية مالية وتضمن اختيار سيارة بثقة حول دقة قراءة عداد المسافات، بعيدًا عن المحاولات الخادعة التي تضر بالميزانية وتقلل من قيمته الحقيقية.
بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.
