كارتيأخبارالسيارات الصينيةحرب الأسعار الحادة لشركة BYD تثير ردود فعل سلبية من الصناعة وتحذيرات تنظيمية

حرب الأسعار الحادة لشركة BYD تثير ردود فعل سلبية من الصناعة وتحذيرات تنظيمية

user-avatar
تمارا شلق
2025-06-04
الفهرس

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في أوساط صناعة السيارات الصينية، أطلقت شركة BYD في 23 مايو 2025 جولة جديدة من التخفيضات الحادة على أسعار 22 طرازاً من سياراتها الكهربائية والهجينة، حيث وصلت قيمة التخفيضات إلى 53 ألف يوان (حوالي 7,300 دولار أمريكي) في بعض الموديلات. شملت هذه الحملة طرازات رئيسية من سلسلتي Dynasty وOcean، ليبدأ سعر سيارة Seagull المزودة بأنظمة مساعدة القيادة المتقدمة من 55,800 يوان (نحو 7,700 دولار)، بينما انخفض سعر Seal 07 DM-i إلى 102,800 يوان (14,400 دولار) بعد احتساب دعم الشركة والحكومة.

حرب الأسعار الحادة لشركة BYD تثير ردود فعل سلبية من الصناعة وتحذيرات تنظيمية

هذه الحملة هي الثالثة من نوعها منذ نهاية مارس، وتأتي في سياق سعي BYD لتصفية المخزون والدفاع عن حصتها في سوق السيارات الكهربائية الذي يشهد تشبعاً متزايداً ومنافسة شرسة. وقد أحدثت هذه الخطوة صدىً كبيراً في القطاع، حيث سارعت شركات كبرى مثل جيلي وتشيري وSAIC-GM إلى الرد بتخفيضات وعروض خاصة لفترات محدودة، في محاولة للحفاظ على تنافسيتها. على سبيل المثال، خفضت جيلي سعر Geome Xingyuan إلى (8,400 دولار) 30849 درهم اماراتي ، بينما طرحت تشيري Tiggo 3X بسعر (4,900 دولار) ما يعادل 17995 درهم اماراتي  ضمن حملة دعم بقيمة 10 مليارات يوان. كما أعادت بويك تسعير طرازاتها Envision وLaCrosse بأسعار ثابتة لجذب العملاء.

قلق الصناعة والجهات التنظيمية

أثارت حرب الأسعار المتصاعدة قلقاً واضحاً لدى اتحاد مصنعي السيارات الصينيين (CAAM) ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات (MIIT)، حيث صدرت تحذيرات رسمية من "حروب الأسعار الفوضوية" التي تهدد بهبوط هوامش الربح في القطاع، والتي انخفضت بالفعل من 4.3% عام 2024 إلى 3.9% في الربع الأول من 2025. كما حذرت وسائل الإعلام الحكومية من تكرار سيناريو صناعة الدراجات النارية التي انهارت في جنوب شرق آسيا بسبب التسعير غير المستدام.

ضغوط على الموردين والوكلاء

لم تقتصر تداعيات حرب الأسعار على المصنعين فقط، بل امتدت لتشمل الموردين والوكلاء. فقد طالب BYD الموردين بتخفيض أسعار المكونات بنسبة 20-30%، ما دفع العديد منهم للقبول بهوامش ربح ضئيلة مقابل زيادة حجم التوريد. كما شهد أحد الوكلاء في مدينة جينان انهياراً مالياً بسبب تراكم المخزون وصعوبات التدفق النقدي، مما أدى إلى تعثر تسليم السيارات للعملاء.

انتقادات من داخل الصناعة

لم تغب الانتقادات عن المشهد، حيث وصف رئيس مجلس إدارة جريت وول موتورز الوضع بأنه "إيفرجراند قطاع السيارات"، في إشارة إلى مخاطر الاعتماد المفرط على الديون والضغط على الموردين. أما رئيس تشيري فأكد أن الشركة اضطرت للمشاركة في التخفيضات بشكل "قَسري". وأعربت جيلي عن ضرورة المنافسة على القيمة وليس السعر فقط، في حين حذر البعض من مخاطر تراجع الجودة نتيجة خفض التكاليف، مثل استبدال أنظمة الأمان ببدائل أرخص.

دوافع BYD وخططها المستقبلية

تسعى BYD لتحقيق هدف طموح ببيع 5.5 مليون سيارة في 2025، لكنها لم تحقق سوى 1.38 مليون وحدة في أول أربعة أشهر من العام، ما يفسر لجوءها إلى التخفيضات الحادة. وتستفيد الشركة من تكاملها الرأسي القوي وانخفاض أسعار المواد الخام، خصوصاً الليثيوم، ما يمنحها ميزة تنافسية في خفض التكاليف مع الحفاظ على هامش ربح إجمالي يقارب 20%.

حرب الأسعار الحادة لشركة BYD تثير ردود فعل سلبية من الصناعة وتحذيرات تنظيمية

ورغم الخسائر الكبيرة في القيمة السوقية للشركة (تراجع السهم بأكثر من 10% وخسارة 100 مليار يوان من قيمتها)، يرى بعض المحللين أن BYD ما زالت في وضع مالي قوي بفضل أرباحها المرتفعة واستثماراتها الكبيرة في البحث والتطوير.

المستهلكون بين الفائدة والمخاطر

بالنسبة للمستهلكين، تعني هذه التخفيضات إمكانية الحصول على سيارات مجهزة بأنظمة قيادة ذكية ومزايا رفاهية متقدمة بأسعار أقل من 100 ألف يوان (14 ألف دولار). لكن خبراء الصناعة يحذرون من أن خفض التكاليف قد يؤدي إلى تراجع في جودة بعض المكونات، مثل أنظمة الفرامل أو الأمان.

مستقبل السوق: نحو منافسة نوعية

تتوقع الجهات التنظيمية أن تؤدي هذه الحرب إلى اندماج السوق حول 5-7 علامات رئيسية فقط، مع انتقال المنافسة مستقبلاً من الأسعار إلى الابتكار التكنولوجي والتوسع العالمي. وتستعد شركات مثل BYD وجيلي لاستخدام مزيج من الابتكار والهجوم السعري للضغط على العلامات الأجنبية والشركات المشتركة، في حين بدأت بعض الطرازات اليابانية في خفض أسعارها بشكل كبير لمواكبة المنافسة.

حرب الأسعار الحادة لشركة BYD تثير ردود فعل سلبية من الصناعة وتحذيرات تنظيمية

تعكس حرب الأسعار التي أطلقتها BYD التوترات العميقة بين توسع السوق والتقدم التكنولوجي في صناعة السيارات الصينية. ومع تدخل الجهات التنظيمية للحد من المنافسة المدمرة، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد انتقال التركيز نحو التميز التقني والابتكار، بعيداً عن سباق التخفيضات الذي قد يهدد استدامة القطاع على المدى الطويل.

تمارا شلقتمارا شلق
معلومات رئيس التحرير:

تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.

السابق: شياو بنغ تكشف عن الجيل الجديد من P7: تصميم رياضي وأداء كهربائي متطورالتالي: أومودا C5 بيسك 2025 تصل للسعودية بتصميم شبابي وسعر منافس