- زيادة خفية في الأسعار رغم ثبات الملصق
- انخفاض الحوافز وارتفاع الرسوم
- تأثير الرسوم الجمركية الجديدة
- التقليل من المواصفات القياسية
- التلاعب بين الفئات والموديلات
- أرقام ودلالات من السوق
- مستقبل الأسعار: لا انخفاض في الأفق
- نصائح للمستهلكين
في السنوات الأخيرة، أصبح شراء سيارة جديدة تحديًا ماليًا أكبر مما كان عليه في السابق، رغم أن شركات السيارات تروج لثبات الأسعار الرسمية وعدم زيادتها. لكن الواقع الذي يواجهه المستهلكون مختلف تمامًا، إذ باتت التكلفة الفعلية لاقتناء سيارة جديدة أعلى بكثير من السعر المعلن، وذلك بسبب مجموعة من الاستراتيجيات الخفية التي تتبعها الشركات لتحقيق أرباح إضافية دون المساس بسعر الملصق الرسمي (MSRP).
زيادة خفية في الأسعار رغم ثبات الملصق
يؤكد العديد من خبراء السوق ووكلاء السيارات أن ما يحدث اليوم ليس مجرد ارتفاعات تقليدية في الأسعار، بل هو نظام متكامل من الرسوم الإضافية والتغييرات غير المرئية التي ترفع التكلفة النهائية على المستهلك. فبينما تعلن الشركات مثل فورد وستيلانتس وهيونداي وغيرها عن التزامها بعدم رفع الأسعار، إلا أن الواقع يكشف عن ارتفاع حقيقي في تكلفة الشراء الفعلية.
انخفاض الحوافز وارتفاع الرسوم
من أبرز الأساليب التي تتبعها الشركات تقليص الحوافز والعروض التي كانت تمنحها للمشترين، مثل التخفيضات أو التمويل بدون فوائد. فقد انخفضت الحوافز إلى 6.7% فقط بعد أن كانت تصل إلى 10% في فترات سابقة. في الوقت نفسه، ارتفعت رسوم التوصيل والشحن بشكل ملحوظ، وأصبحت العروض التمويلية أقل جاذبية مع تراجع صفقات الفائدة الصفرية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2019.
تأثير الرسوم الجمركية الجديدة
مع تصاعد التوترات التجارية والحديث عن فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات المستوردة، بدأت بعض الشركات بالفعل في رفع أسعار موديلات 2026. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن ترفع مرسيدس أسعارها بنسبة تتراوح بين 3% و5%، بينما ستزيد بي إم دبليو الأسعار بمعدل 1.9%، وفولفو بنسبة 4%. أما سوبارو فقد رفعت أسعارها بنسبة 4.2% منذ نوفمبر الماضي. ويتوقع الخبراء أن هذه الزيادات ستتسارع مع نفاد المخزون الحالي من السيارات غير الخاضعة للرسوم الجديدة.
التقليل من المواصفات القياسية
إحدى الحيل الأخرى التي تلجأ إليها الشركات هي تقليص المواصفات القياسية في السيارات الجديدة دون خفض السعر، بحيث يحصل المستهلك على سيارة أقل تجهيزًا بنفس السعر السابق. هذا يعني أن السيارة قد لا تبدو أغلى من حيث السعر، لكنها فعليًا تقدم قيمة أقل مقابل المال المدفوع، ما يُعد زيادة غير مباشرة في التكلفة.
التلاعب بين الفئات والموديلات
تعمد بعض الشركات إلى رفع أسعار الموديلات الأعلى تجهيزًا بشكل أكبر لتعويض التكاليف أو الخسائر في الفئات الاقتصادية. فبينما قد تظل أسعار السيارات الصغيرة أو الأقل تجهيزًا شبه ثابتة، ترتفع أسعار السيارات الفاخرة أو الشاحنات البيك أب بشكل ملحوظ، ما يوازن أرباح الشركة ويزيد من متوسط سعر البيع.
أرقام ودلالات من السوق
تشير بيانات Kelley Blue Book إلى أن متوسط سعر بيع السيارات ارتفع بنسبة 2.5% في أبريل، وهو أكبر ارتفاع شهري منذ خمس سنوات. هذا الارتفاع جاء رغم ثبات الأسعار الرسمية، ما يدل على أن التكلفة الحقيقية للشراء تتجاوز بكثير ما يظهر في الإعلانات أو تصريحات الشركات.
مستقبل الأسعار: لا انخفاض في الأفق
يرى محللو السوق أن موجة ارتفاع الأسعار ستستمر في ظل استمرار الرسوم الجمركية وتقلص الحوافز وارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن. ويؤكدون أن المستهلكين يجب ألا يثقوا كثيرًا في التصريحات التسويقية أو وعود المسؤولين التنفيذيين، فالحقيقة أن السيارات لن تصبح أكثر توفيرًا في المستقبل القريب، بل على العكس، ستواصل الأسعار ارتفاعها تدريجيًا بطرق غير مباشرة.
نصائح للمستهلكين
يجب على المشترين دراسة جميع الرسوم الإضافية بعناية وعدم الاكتفاء بسعر الملصق.
مقارنة العروض بين الوكلاء والبحث عن الحوافز المتاحة.
الانتباه للمواصفات القياسية والتأكد من عدم تقليصها في الموديلات الجديدة.
الاستعداد لارتفاع محتمل في الأسعار مع اقتراب تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة.
في النهاية، أصبح شراء سيارة جديدة اليوم يتطلب وعيًا أكبر بالتكلفة الحقيقية، وفهمًا عميقًا لاستراتيجيات التسعير الحديثة التي تتبعها الشركات، حتى لا يقع المستهلك ضحية للزيادات الخفية التي لا تظهر على الملصق، لكنها تثقل كاهله عند الدفع.