- إحياء روح RX-7 بمفهوم عصري
- جيل جديد من MX-5 في الطريق
- تقنية هجينة بنبض مازدا الكلاسيكي
- مازدا تعيد تعريف متعة القيادة
بعد سنوات من التركيز على السيارات العملية والتقنيات المستقبلية، تعود مازدا لتشعل من جديد شغف عشاق السيارات الرياضية حول العالم. فقد أعلنت العلامة اليابانية عن تطوير طرازين جديدين يعيدان تعريف متعة القيادة الخالصة، أحدهما يمثل الامتداد الروحي للطراز الشهير RX-7، والآخر يعد الجيل الجديد من MX-5 المحبوبة. هذه الخطوة تعكس رغبة مازدا في استعادة مكانتها في فئة السيارات التي تهتم بالتجربة الحقيقية خلف المقود، بتصاميم جريئة وأداء ينبض بالإثارة.
إحياء روح RX-7 بمفهوم عصري
ظهرت ملامح RX-7 الجديدة من خلال نموذج Iconic SP الاختباري الذي أبهر الجميع بتصميم يجمع بين الحداثة والتقاليد. ووفقاً لتصريحات رئيس قسم التقنية في مازدا، فإن هذا الطراز سيحمل جوهر RX-7 ولكن برؤية متجددة. السيارة تعتمد على منظومة هجينة متطورة تجمع بين محرك كهربائي ومحرك دوار صغير الحجم يعمل كمولد للطاقة، لتنتج قدرة إجمالية تبلغ 365 حصاناً.
أبعاد السيارة تكشف عن شخصية مستقلة، إذ يصل طولها إلى 4,180 ملم، ما يجعلها أطول من MX-5 الحالية بـ265 ملم وأقصر من RX-7 الكلاسيكية بـ105 ملم. هذا التوازن يمنحها طابعاً يجمع ما بين أناقة الماضي وجرأة المستقبل، ويؤهلها لتكون كوبيه رياضية جذابة. وقد أشارت مازدا إلى إمكانية إطلاق نسخة الإنتاج في عام 2026، وفقاً لدراسة الجدوى التجارية للمشروع.
أما بخصوص الاسم، فقد أكدت الشركة أنها لم تحسم قرارها بعد بشأن ما إذا كانت ستعيد استخدام اسم RX-7 أو ستمنح السيارة هوية جديدة كلياً. إلا أنها استبعدت تماماً العودة إلى اسم Cosmo، ما يوضح أنها تسعى لتقديم تجربة مختلفة في الشكل والمضمون.
جيل جديد من MX-5 في الطريق
رغم أن مازدا لم تحدد موعداً نهائياً لإطلاق الجيل القادم من MX-5، إلا أن العمل عليه جارٍ بالفعل. وتشير الشركة إلى أن النسخة المقبلة ستحافظ على المبادئ الأساسية التي جعلت من هذه السيارة رمزاً بين محبي الرودستر، مثل الحجم الصغير، والوزن الخفيف، ومتعة القيادة، إلى جانب الحفاظ على السعر التنافسي الذي ميز جميع أجيالها السابقة.
ستعتمد السيارة الجديدة على محرك Skyactiv Z الذي تطوره مازدا حالياً، والذي يعد بتحسينات كبيرة في الأداء وكفاءة استهلاك الوقود. ويتوقع أن يكون المحرك رباعي الأسطوانات بتنفس طبيعي، مع استمرار توفر ناقل الحركة اليدوي، ليحافظ الطراز على علاقته الأصيلة بمحبي القيادة الكلاسيكية. وستبقى السيارة بمقعدين ودفع خلفي، لتقديم تجربة رياضية خالصة، بينما ستستوحي خطوطها التصميمية من نموذج Iconic SP ولكن بمقاييس أكثر جمعاً.
تقنية هجينة بنبض مازدا الكلاسيكي
الابتكار الأبرز في مشروع RX-7 الجديدة يتمثل في اعتماد محرك دوار كمصدر ثانوي للطاقة، يستخدم لتمديد مدى القيادة الكهربائي. بعكس منظومات الدفع الهجينة التقليدية، يقتصر دور المحرك الدوار هنا على تغذية البطارية دون أن يقود العجلات مباشرة. هذه الفكرة تعيد تقديم المحرك الدوار في قالب عصري يوازن بين الأداء العالي والانبعاثات المنخفضة.
وقد أوضحت مازدا أن هذه التقنية تطورت من تجربتها السابقة مع طراز MX-30 الكهربائي، وتعمل حالياً على تحسين أداء النظام ليكون أقوى ويلائم شروط الانبعاثات في السوق الأمريكية. وهناك احتمال لتقديم نسخة ثانية تعتمد على المحرك الدوار كمصدر رئيسي للدفع، ما يعزز الطابع الرياضي للسيارة ويمنحها طابعاً فريداً في السوق.
في الوقت نفسه، أوضح مسؤولو الشركة أن RX-7 الجديدة لن تؤثر على مبيعات MX-5، بل ستكملها كنموذج رياضي أكثر نضجاً وفخامة، موجه لهواة القيادة الحقيقية الذين يبحثون عن سيارة كوبيه رياضية نادرة بطابع خاص.
مازدا تعيد تعريف متعة القيادة
بعيداً عن سباق الأرقام والقوة، تركز مازدا في توجهها الجديد على تقديم تجربة قيادة صادقة تلامس إحساس السائق وتمنحه سيطرة تامة على الطريق. فبينما تنطلق RX-7 الجديدة برؤية مستقبلية وهندسة هجينة مبتكرة، تستمر MX-5 في تقديم فلسفتها البسيطة التي تقوم على التوازن والدقة في كل منعطف.
الفارق بين السيارتين لا يتوقف عند التصميم أو منظومة الحركة، بل يشمل أيضاً أسلوب الاستخدام. فبينما تأتي RX-7 بتصميم 2+2 عملي نسبياً، تبقى MX-5 مخلصة لكونها سيارة رودستر خفيفة الوزن بمحرك أمامي ودفع خلفي، تلبي رغبات السائقين الذين يبحثون عن سيارة نقية من حيث الإحساس والتفاعل.
تثبت مازدا بهذا النهج الجديد أنها لا تزال تفهم جوهر متعة القيادة. فهي لا تسعى فقط إلى إرضاء السوق، بل تخاطب العاطفة، وتمنح عشاق السيارات الرياضية تجربة أصيلة تجمع بين الحنين للماضي وتطلعات المستقبل، بأسلوب يعكس تفرد العلامة اليابانية وشغفها بالتفاصيل.