- تراجع التوقعات وثقة المستثمرين
- السياسة وتأثيرها على صورة تسلا
- عام صعب وتسارع التراجع
- منافسة شرسة وخيارات أفضل
- رهانات المستقبل: الروبوتاكسي
بالرغم من أن شركة تسلا كانت لسنوات طويلة نجمة وول ستريت ومحل إعجاب المستثمرين ومحبي السيارات الكهربائية، إلا أن الأوضاع تغيرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. فقد بدأت الشركة تواجه تحديات غير مسبوقة، ليس على صعيد المنافسة المتزايدة في سوق السيارات الكهربائية فقط، بل أيضًا بسبب التصرفات والتوجهات السياسية لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك، والتي باتت تلقي بظلال ثقيلة على صورة الشركة ومبيعاتها عالميًا.
تراجع التوقعات وثقة المستثمرين
في الفترة الأخيرة، خفّض عدد من المحللين الماليين توقعاتهم لأداء تسلا في عامي 2025 و2026، مستندين إلى مؤشرات تراجع الطلب في أسواق رئيسية مثل الصين وأوروبا، بالإضافة إلى تهديدات سياسية بإلغاء الحوافز الفيدرالية للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، قامت شركة "أوبنهايمر" بتقليص تقديراتها لتسليمات تسلا إلى 1.63 مليون سيارة في 2025، وهو ما يعني استمرار تراجع المبيعات للعام الثاني على التوالي. كما خفضت "غولدمان ساكس" توقعاتها لتسليمات الربع الثاني من 410 آلاف وحدة إلى 365 ألف وحدة فقط، في إشارة واضحة إلى حجم التحديات التي تواجهها الشركة.
السياسة وتأثيرها على صورة تسلا
منذ صيف العام الماضي، أصبح إيلون ماسك أكثر انخراطًا في السياسة الأمريكية، معلنًا دعمه الصريح للرئيس السابق دونالد ترامب، وقدم لحملته الانتخابية أكثر من ربع مليار دولار. هذا التوجه السياسي الحاد أدى إلى نفور شريحة كبيرة من عملاء تسلا التقليديين، خاصة أولئك المنتمين إلى التيار الليبرالي الذين ساهموا في بناء سمعة الشركة كرمز للابتكار والاستدامة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تصاعد الجدل بعد أن دخل ماسك في صدامات علنية حتى مع أنصار ترامب، حيث صرح مؤخرًا بتصريحات مثيرة للجدل حول الرئيس السابق، ما زاد من حالة الاستقطاب حول شخص ماسك وأثر سلبًا على صورة تسلا في أعين الجمهور بمختلف توجهاته.
عام صعب وتسارع التراجع
لم تكن سنة 2024 سهلة على تسلا، إذ سجلت الشركة لأول مرة منذ عقد من الزمن تراجعًا في نمو مبيعاتها السنوية. وفي عام 2025، تفاقمت الأزمة مع تزايد الانتقادات العلنية لماسك، إلى جانب إغلاق بعض خطوط الإنتاج لتحديث موديل Y، الأمر الذي انعكس مباشرة على الأرقام: فقد تراجعت مبيعات تسلا خلال أول أربعة أشهر من 2025 بنحو 18,700 سيارة، أي بانخفاض نسبته 9.7% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
منافسة شرسة وخيارات أفضل
تزامن هذا التراجع مع دخول شركات تقليدية وجديدة إلى سوق السيارات الكهربائية، مقدمة نماذج أكثر تطورًا وتنوعًا، ما جعل المستهلك أمام خيارات أوسع وأحيانًا أكثر جاذبية من عروض تسلا الحالية. وبات واضحًا أن الاعتماد على سمعة ماسك الشخصية لم يعد كافيًا لجذب العملاء، بل أصبح عاملًا سلبيًا في بعض الأحيان.
رهانات المستقبل: الروبوتاكسي
يحاول ماسك إنعاش صورة تسلا من خلال وعود متكررة بإطلاق سيارة الأجرة الذاتية القيادة "Robotaxi"، والتي قال إنها ستظهر بأعداد محدودة قريبًا. لكن كثيرًا من المحللين يشككون في قدرة هذا المشروع على تغيير مسار الشركة في ظل التحديات الحالية، خاصة مع تراجع الثقة في وعود ماسك السابقة.
تواجه تسلا اليوم اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على الصمود في سوق يتغير بسرعة، حيث لم تعد الريادة التقنية وحدها كافية، بل أصبحت صورة القيادة والإدارة عاملًا حاسمًا في قرارات العملاء والمستثمرين. تصرفات إيلون ماسك السياسية والاستقطابية أثرت بشكل مباشر على مكانة تسلا، ومع استمرار التراجع في المبيعات وتزايد المنافسة، يبدو أن الشركة بحاجة إلى مراجعة إستراتيجيتها، ليس فقط على مستوى المنتجات، بل أيضًا في كيفية إدارة صورتها العامة وعلاقتها بجمهورها.