- فكرة ثورية قلبت موازين كرايسلر
- سيارة صنعت لأجل السرعة فقط
- تطورات بارزة عبر الأجيال
- عودة قوية ونهاية مشرفة
ليست دودج فايبر مجرد سيارة رياضية، بل تجسيد حي للقوة الأمريكية الجامحة والتصميم الجريء الذي لا يخضع لقواعد السوق التقليدية. ولدت من رحم التحديات حين كانت كرايسلر تتأرجح على حافة أزمة مالية، فجاءت فايبر كرمز للمقاومة والأداء الخالص. واليوم، وبعد مسيرة حافلة بالنجاح والغياب ثم العودة، ما تزال فايبر محفورة في ذاكرة عشاق السيارات القوية، خصوصًا في الخليج، حيث تزداد قيمة السيارات ذات الشخصية المتفردة.
فكرة ثورية قلبت موازين كرايسلر
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كانت كرايسلر تعاني من ضعف المبيعات وتأخر في المنافسة أمام شيفروليه وفورد، ما دفع بوب لوتز، نائب رئيس الشركة حينها، إلى اقتراح تطوير سيارة رياضية فريدة. استلهم فكرته من شيلبي كوبرا، ودفع بها إلى حيز التنفيذ عبر المصمم المخضرم توم جيل، الذي سبق له تصميم بلايموث باراكودا وتشالنجر.
جاء التصميم الخارجي مستلهمًا من سيارات الستينيات، بغطاء محرك طويل وخلفية قصيرة وسقف مفتوح، ما منحها مظهرًا هجوميًا متوحشًا. لم يكن اختيار اسم فايبر (Viper) عبثيًا، فهو استمرار لفكرة الكوبرا التي ألهمت المشروع. وفي معرض أمريكا الشمالية للسيارات عام 1989، ظهرت النسخة النموذجية التي أثارت اهتمام المشاهير قبل العامة، حتى أن البعض حاول تقديم رشاوى لضمان حجز نسخة. ومع بداية الإنتاج في 1992، طرحت دودج 285 وحدة فقط، ما زاد من ندرتها وشعبيتها.
سيارة صنعت لأجل السرعة فقط
منذ انطلاقتها، تحدت فايبر كل المفاهيم التقليدية للراحة والسلامة. لم تتوفر فيها مكيفات هواء أو نوافذ كهربائية أو حتى مقابض أبواب تقليدية. كان الهدف أن تكون أقرب لسيارة سباق منها إلى سيارة للاستخدام اليومي. ولمزيد من الأداء، استعانت كرايسلر بخبرات لامبورجيني، التي كانت تملكها آنذاك، لتحويل محرك V10 الضخم إلى نسخة خفيفة الوزن من الألمنيوم بسعة 8.0 لتر.
هذا المحرك تفوق على محرك ديابلو بسعة 2.0 لتر، بينما ظلت فايبر تباع بربع سعر ديابلو، لكنها نجحت في مجاراة فيراري ولامبورجيني، لتثبت أنها سيارة خارقة بأسلوب أمريكي صرف.
تطورات بارزة عبر الأجيال
في 1994، بدأت فايبر تضيف بعض اللمسات العملية، مع تقديم نظام تكييف للهواء، ثم جاءت فئة GTS في 1996 بسقف صلب ومقابض أبواب، ما جعلها أكثر ملاءمة للحياة اليومية. وفي 1999، ظهرت نسخة ACR المخصصة للحلبات، بنظام تعليق محسن وسرعة قصوى تجاوزت 290 كيلومترًا في الساعة، بينما هيمنت GTS-R على عالم السباقات بفوزها في 16 من أصل 18 سباقًا خلال عامين.
شهد عام 2003 تحديثًا كبيرًا في التصميم، حيث أصبحت السيارة أكثر ضخامة لكن أخف وزنًا بـ 45 كيلوغرامًا، وازدادت قوتها إلى 500 حصان. من 2003 حتى 2005، توفرت بنسخة كشف فقط، ثم عادت GTS لعام 2006 لفترة قصيرة قبل أن تختفي مجددًا نتيجة مشاكل كرايسلر المالية وتخلي دايملر عنها.
عودة قوية ونهاية مشرفة
في 2008، عادت فايبر بتصميم أكثر شراسة ومحرك أقوى بقوة 600 حصان، ثم توقفت في 2009 بعد استحواذ فيات على كرايسلر. وبعد أربع سنوات، أعيد إحياؤها في 2013 بتصميم أكثر حدة وقوة 640 حصان. وقدمت الشركة إصدار Time Attack بلون برتقالي خاص واستخدام مكثف للكربون فايبر، بالإضافة إلى عودة فئة ACR التي جعلت فايبر ضمن أسرع 6 سيارات إنتاجية على الحلبات عالميًا.
وفي 16 أغسطس 2017، خرجت آخر نسخة من دودج فايبر من خط الإنتاج بنفس الطلاء الأحمر الذي زين أول نسخة منها، في وداعية أيقونية تليق بتاريخها. وبينما توقفت رسميًا، يظل الأمل معلقًا بعودتها من جديد، فقد عادت من قبل مرتين، وقد تفاجئ العالم مرة ثالثة.