تتعرض بطارية السيارة الكهربائية في دول الخليج لضغط كبير نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف؛ فتتراجع قدرتها على الاحتفاظ بالشحن وتضعف كفاءتها التشغيلية. يؤدي التعرض المطوّل لدرجات الحرارة المرتفعة إلى تدهورٍ تدريجي في الخلايا الكهربائية، ويقلّل مدى القيادة، ويُطيل زمن الشحن اللازم. يهدف هذا الدليل إلى عرض إجراءات عملية لتخفيف العبء الحراري عن البطارية وضمان أفضل أداء لها لأطول وقت ممكن في المناخ الصحراوي الحار.
حماية السيارة من التعرض المباشر للشمس
تعمل الأماكن المظللة على تقليل امتصاص السيارة للإشعاع الشمسي وتبقي درجة الحرارة الداخلية منخفضة نسبياً، ما يحافظ على سلامة الخلايا الكهربائية. يمكن تركيب أفلام عاكسة على الزجاج الأمامي والجانبي لتقليل انتقال الحرارة أو استخدام أغطية خارجية مخصصة تحافظ على حرارة البطارية ضمن نطاق آمن.
ينصح بتجنب ركن السيارة أمام واجهات زجاجية عاكسة أو قرب مبانٍ تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، لأن ذلك يرفع درجة الحرارة حول هيكل السيارة ويزيد الضغط على نظام التبريد الداخلي.
اختيار التوقيت الأمثل للشحن
يعد شحن السيارة في أوقات ارتفاع الحرارة عاملاً رئيسياً في تسريع تدهور خلايا البطارية. لذلك يفضل بدء الشحن في ساعات الصباح الباكر قبل شروق الشمس أو بعد غروبها، حين تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
توفر حرارة البطارية المعتدلة امتصاصاً أكثر كفاءة للطاقة وتقلل من التفاعلات الكيميائية الضارة. كما ينبغي تجنب استخدام الشحن السريع مباشرة بعد إنهاء رحلات طويلة، إذ تحتاج البطارية أولاً إلى فترة تبريد قبل الشحن الكامل.
استغلال المواقف المظللة والمغطاة
توفر مواقف المباني المغلقة والجراجات تحت الأرض حماية أفضل لبطارية السيارة من الحرارة المرتفعة مقارنة بالمواقف المكشوفة، إذ يقلّل انخفاض درجة حرارة المكان المحيط بالسيارة الضغط الحراري على الخلايا الكهربائية.
عند عدم توفر مرآب خاص، يفضّل استئجار مساحة مظللة قريبة أو ترك السيارة بجانب جدار موجه شمالاً حيث تخفّ حدة أشعة الشمس المباشرة، ما يقلّل فعلياً من تأثير الحرارة على البطارية طوال ساعات النهار.
إدارة درجة حرارة البطارية في مرحلة التخزين
عند توقّف السيارة لفترة طويلة وقبل إعادة تشغيلها، يُفضل إبقاء نسبة الشحن بين عشرين و ثمانين في المئة لتجنّب الشحن الزائد أو التفريغ العميق في ظروف حرارة مرتفعة. تحافظ هذه النسبة المتوازنة على توازن الخلايا وتخفّف الضغط الكيميائي داخل البطارية.
ينصح بتنشيط نظام التبريد المدمج قبل بدء فترة التخزين لدفع هواء معتدل إلى حجرة البطارية، وعند توفر مراوح خارجية يُستحسن تركيبها لتوجيه تيار خفيف من الهواء نحو البطارية حال توفرها، ما يساعد على الحفاظ على درجة حرارتها ضمن نطاق آمن.
الصيانة الدورية والمراقبة الذكية
تسهم الزيارة المنتظمة إلى مراكز الخدمة المعتمدة في فحص حالة البطارية وتطبيق تحديثات البرمجيات المتخصصة في إدارة الطاقة وتنظيم درجة الحرارة. يعزز تحديث وحدة التحكم الإلكترونية من أداء نظامي التبريد والشحن، فيضبط عملياتهم بما يتناسب مع التغيرات الحرارية المحيطة.
يساعد تتبع درجة حرارة البطارية ومستوى الشحن عبر التطبيقات الذكية على الهواتف في اتخاذ الإجراءات الوقائية قبل أن تتجاوز الحرارة حدود الأمان، كتشغيل التبريد الإضافي أو تأجيل بدء الشحن إلى فترات أكثر اعتدالاً في درجات الحرارة.
نصائح إضافية لأسلوب القيادة في الصيف
يمكن للأسلوب القيادي أن يخفف الضغط الحراري على البطارية بتجنب التسارع المفاجئ والفرملة القوية التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة النظام الكهربائي. يستحسن الثبات على سرعات معتدلة عند القيادة على الطرق السريعة وتفعيل نظام استعادة الطاقة الحركية عند التباطؤ لتخفيض استهلاك البطارية.
كما يسهم ضبط درجة تكييف الهواء الداخلية على مستوى معتدل في تقليل استهلاك الطاقة المخصصة للتبريد من دون التنازل عن راحة الركاب.

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.