تفرض القيادة في الأجواء الممطرة تحديات كبيرة، خصوصًا على الطرق السريعة في مدن مثل الرياض ودبي وأبوظبي، حيث قد تتسبب الأمطار المفاجئة في تقليل الرؤية وزيادة احتمالات الانزلاق. ومع تطور البنية التحتية في الخليج، إلا أن تصريف المياه قد لا يكون مثاليًا في جميع المناطق، ما يجعل من الضروري اتباع سلوك قيادة واعٍ ومسؤول. من خلال هذا المقال، نسلّط الضوء على أهم الخطوات التي يجب اتباعها لتفادي الحوادث خلال المطر وضمان سلامتك وسلامة مرافقيك.
تخفيف السرعة أولًا: الطريق لا يرحم في أول القطرات
من اللحظة التي تبدأ فيها الأمطار، يجب على السائق تقليل سرعته بشكل فوري. فالطرق، خصوصًا في بداية تساقط المطر، تصبح شديدة الزلق بسبب امتزاج الماء بزيوت السيارات المتراكمة. التمهل في هذه اللحظات يمنح السائق تحكمًا أكبر في السيارة، ويقلل من فرص فقدان السيطرة، لا سيما عند الانعطافات أو عند الحاجة للفرملة المفاجئة. القيادة بسرعة منخفضة تعني رد فعل أسرع وفرصة أكبر لتجنب الاصطدامات، خاصة على الأسطح المبللة.
مسافة الأمان والفرامل: ترك المجال يساوي فرصة النجاة
في الظروف العادية، تُعد مسافة الأمان ضرورية، لكنها تصبح أكثر أهمية عند هطول الأمطار. على الطرق الخليجية، التي غالبًا ما تشهد سرعات عالية، يُنصح بمضاعفة المسافة بينك وبين السيارة التي أمامك. السبب يعود إلى ضعف استجابة الفرامل في الأجواء الرطبة، حيث تقل قدرة الإطارات على الالتصاق بالطريق. هذا التأخير في الاستجابة قد يضع السائق في موقف خطير إذا لم يكن هناك مسافة كافية. أيضًا، تجنّب الكبح المفاجئ قدر الإمكان، وبدلًا من ذلك استخدم المكابح تدريجيًا لتفادي الانزلاق.
رؤية واضحة وتجهيزات سليمة: لأن التفاصيل تصنع الفارق
لا يمكن للسائق اتخاذ قرارات دقيقة دون رؤية جيدة للطريق، ولذلك فإن التأكد من كفاءة مسّاحات الزجاج الأمامي والخلفي أمر لا يُستهان به. يجب فحص حالة المطاط والتأكد من خلوه من التشققات أو التآكل. وفي حال كانت المسّاحات لا تعمل بالكفاءة المطلوبة، يُفضل استبدالها فورًا. كما يجب استخدام الأنوار المنخفضة خلال المطر، حيث إن الأنوار العالية تنعكس على قطرات الماء وتُسبب تشويشًا في الرؤية. الهدف هو رؤية الطريق بوضوح، والأهم أن تكون مرئيًا لباقي السائقين.
التعامل مع البرك والمطبات: لا تغامر بما لا تراه
تُعد البرك المائية من أخطر التحديات أثناء القيادة في الأجواء الممطرة، فهي تخفي تحتها مطبّات أو حفرًا قد تلحق ضررًا فوريًا بهيكل السيارة أو الإطارات. كما أن المرور السريع فوقها قد يؤدي إلى ما يُعرف بالانزلاق المائي، وهو فقدان السيارة لتماسكها الكامل مع الطريق نتيجة وجود طبقة ماء كثيفة بين الإطارات والأسفلت. هذا النوع من الانزلاق قد يسبب فقدانًا تامًا للتحكم، خاصة في السيارات الخفيفة أو التي لا تعتمد نظام دفع رباعي. لذلك، من الأفضل التغيير الفوري للمسار إذا لاحظ السائق وجود بركة كبيرة.
الإطارات ومثبت السرعة: لا تترك الأمور للصدفة
الاهتمام بالإطارات يبدأ قبل مغادرة المنزل، فسلامتها ضرورية لتجنب الحوادث. تأكد من عمق النقشة على الإطار، حيث يساعد التصميم السليم على تصريف المياه بعيدًا عن سطح التلامس. الإطارات البالية أو الناعمة تفقد هذه القدرة ما يؤدي إلى تقليل التشبث. كذلك، يُمنع استخدام مثبت السرعة أثناء المطر، لأن هذا النظام يُبقي السيارة على سرعة ثابتة دون تفاعل مباشر من السائق، ما يجعل من الصعب استعادة التحكم في حال حدوث انزلاق أو طارئ مفاجئ على الطريق.

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.