- قرار مثير للجدل
- حرمان المستخدم من الحرية الرقمية
- بين الحرية والربح
في خطوة أثارت انتقادات واسعة بين عشاق السيارات والتقنية، أعلنت شركة جنرال موتورز أنها ستتوقف عن دعم نظامي أبل كاربلاي وأندرويد أوتو في جميع سياراتها المستقبلية، وليس فقط الكهربائية منها. القرار الذي وصفه كثيرون بأنه "ضد المستهلك" يعكس توجهًا متزايدًا في صناعة السيارات نحو فرض تحكم أكبر على تجربة المستخدم داخل السيارة، في محاولة واضحة لتحويل الخدمات الرقمية إلى مصدر ربح إضافي عبر الاشتراكات والبيانات.
قرار مثير للجدل
![]()
تحدثت الرئيسة التنفيذية لمجموعة جنرال موتورز ماري بارا في مقابلة مع بودكاست Decoder من موقع The Verge، مشيرة إلى أن العديد من العملاء اشتكوا من تجربة كاربلاي ووصفوها بأنها "غير سلسة" وتتسبب في تشتيت الانتباه أثناء القيادة. وقالت بارا إن الانتقال بين وظائف النظام المدمج في السيارة وتطبيقات الهاتف قد يخلق نوعًا من الفوضى للمستخدم.
لكن بدلاً من تحسين التكامل بين الأنظمة أو تطوير واجهة أكثر سلاسة، قررت الشركة ببساطة إزالة هذه الميزة التي يعتمد عليها الملايين حول العالم. وهذا ما فسره كثيرون بأنه محاولة من جنرال موتورز للتحكم الكامل في بيئة الاستخدام داخل السيارة واحتكار تجربة السائق الرقمية.
![]()
القرار لا يتعلق فقط بالراحة أو الأمان، بل يبدو أقرب إلى خطوة تجارية بحتة تهدف إلى:
فرض اشتراكات شهرية على الخدمات الرقمية التي كانت مجانية.
استغلال الاتصال بالإنترنت داخل السيارة كمصدر دخل إضافي.
جمع بيانات المستخدمين وتحويلها إلى أرباح عبر التطبيقات والخدمات التابعة لها.
هذه الخطوة، برأي العديد من الخبراء، تضع جنرال موتورز في مواجهة مباشرة مع شريحة واسعة من العملاء الذين يرون في كاربلاي وأندرويد أوتو جزءًا أساسيًا من تجربة القيادة الحديثة.
حرمان المستخدم من الحرية الرقمية
![]()
تجربة أحد المستخدمين بعد الإعلان كشفت أن أنظمة الملاحة مثل Apple Maps يمكن أن تعمل بكفاءة تامة حتى بدون اتصال دائم بالإنترنت أو حساب iCloud، وهو ما يوضح أن المستخدمين لا يحتاجون بالضرورة إلى الاشتراك في خدمات مدفوعة للبقاء على اتصال أثناء القيادة.
ومع ذلك، تسعى جنرال موتورز من خلال نظامها التشغيلي الخاص إلى:
فرض تسجيل الدخول إلى حسابات جوجل للوصول إلى متجر Google Play.
التحكم الكامل في الوصول إلى الخرائط والملاحة وتحديثاتها.
إغلاق الباب أمام أي تعديلات خارجية أو حلول بديلة تتيح إعادة تفعيل كاربلاي.
وبذلك، يصبح مالك السيارة مقيدًا بالنظام الداخلي للشركة الذي يمكن أن يفرض عليه مستقبلاً رسومًا إضافية للوصول إلى وظائف كانت مجانية سابقًا مثل:
استخدام الخرائط دون اتصال.
عرض بيانات القيادة والتحليل.
تشغيل تطبيقات الموسيقى والمكالمات دون اشتراك منفصل.
هذه الخطوة تمنح جنرال موتورز تحكمًا شبه مطلق في تجربة المستخدم الرقمية داخل السيارة، في الوقت الذي تحافظ فيه شركات مثل فوردالإمارات فورد السعودية فورد البحرين فورد مصر فورد الكويت فورد عُمان فورد قطر فورد على دعم أنظمة الهواتف الذكية بالكامل، حيث صرح رئيسها التنفيذي جيم فارلي قائلاً: "نحن لا نريد تقييد العملاء فقط لتحقيق الأرباح، بل نريد أن نجعل القيادة تجربة مريحة وسهلة".
بين الحرية والربح
![]()
تحاول جنرال موتورز تبرير قرارها بأنه يسعى إلى تحسين التكامل بين نظام القيادة الذاتية Super Cruise وشبكة الشحن الخاصة بها، لكن كثيرين يرون أن هذا مجرد غطاء لخطة تهدف إلى زيادة الإيرادات من خلال الاشتراكات الرقمية.
القرار يعكس اتجاهًا جديدًا في صناعة السيارات نحو تحويل كل خدمة داخل السيارة إلى منتج مدفوع، سواء كانت:
تحديثات البرمجيات.
خدمات الملاحة الذكية.
المساعدات الصوتية.
أو حتى خيارات الترفيه والموسيقى.
ورغم أن الشركة أكدت أن سياراتها الحالية المزودة بمحركات احتراق ستستمر في دعم كاربلاي وأندرويد أوتو "في المستقبل القريب"، إلا أن التوجه العام يشير إلى نهاية حقبة حرية المستخدم داخل سيارات جنرال موتورز.

