- نمو صادرات السيارات الصينية
- تراجع واردات السيارات إلى الصين
- تأثير الحرب التجارية على واردات السيارات الأمريكية
- الحواجز التجارية المتبادلة
- أبرز المستوردين والمصدرين
- مستقبل صناعة السيارات الصينية
تشهد صناعة السيارات في الصين تحولات جذرية تعكس ديناميكيات السوق المتغيرة والتوترات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد عودة الرئيس ترامب لفترة رئاسية ثانية. فبينما تستمر صادرات السيارات الصينية في الارتفاع بشكل ملحوظ، تتراجع واردات السيارات إلى الصين إلى أدنى مستوياتها، مما يجعل السوق الصينية سوقًا أحادي الاتجاه في الوقت الراهن.
نمو صادرات السيارات الصينية
أظهرت بيانات رابطة وكلاء السيارات في الصين (CADA) أن الصين صدرت نحو 2.83 مليون سيارة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بزيادة 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وكان شهر مايو وحده قد شهد تصدير 682,000 سيارة، بزيادة 20% على أساس سنوي، مما يدل على قوة الطلب العالمي على السيارات الصينية، خصوصًا المركبات الجديدة للطاقة (NEVs) التي تشمل السيارات الكهربائية والهجينة.
تتصدر البرازيل (35,478 وحدة)، وبلجيكا (30,405 وحدة)، والفلبين (21,517 وحدة)، والمملكة المتحدة (21,456 وحدة)، والمكسيك (14,587 وحدة)، وأستراليا (14,250 وحدة) قائمة أكبر المستوردين للسيارات الصينية الجديدة للطاقة في مايو 2025.
تراجع واردات السيارات إلى الصين
على الجانب الآخر، انخفضت واردات السيارات إلى الصين بنسبة 25% في مايو 2025، لتصل إلى حوالي 47,000 وحدة فقط، مع تراجع إجمالي الواردات منذ بداية العام بنسبة 33% إلى 180,000 وحدة. هذا الانخفاض يعكس بشكل واضح تأثير الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، حيث فرضت الصين رسومًا جمركية مرتفعة على السيارات الأمريكية، خصوصًا تلك التي تزيد سعة محركاتها عن 2.5 لتر، والتي تخضع لضريبة 25%، في حين تفرض ضريبة 15% على السيارات الأصغر.
تأثير الحرب التجارية على واردات السيارات الأمريكية
تراجعت واردات السيارات الخفيفة من الولايات المتحدة إلى الصين بنسبة 68% في مايو 2025، لتصل إلى 3,130 وحدة فقط، وهو انخفاض حاد مستمر منذ بداية العام حيث انخفضت الواردات بنسبة 48% إلى 18,849 وحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى. بالرغم من اتفاق الهدنة المؤقتة لمدة 90 يومًا بين البلدين في مايو 2025 لتجميد زيادة الرسوم الجمركية، إلا أن الرسوم الحالية لا تزال تؤثر بشكل كبير على حجم الواردات.
الحواجز التجارية المتبادلة
لم تفتح الولايات المتحدة أبوابها بسهولة أمام السيارات الصينية أيضًا، حيث أصدرت قواعد جديدة تحظر فعليًا استيراد جميع السيارات الصينية، مستندة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي. تستهدف هذه القواعد بشكل خاص بيع أو استيراد برمجيات السيارات المتصلة التي تنشأ في "دول محل قلق"، وتشمل الصين بشكل مباشر.
أبرز المستوردين والمصدرين
رغم عدم تفصيل رابطة وكلاء السيارات الصينية أرقام الواردات حسب العلامات التجارية، إلا أن شركات مثل جنرال موتورز، وفورد، وتيسلا تعد من أكبر المستوردين إلى الصين. كما تصدر بي إم دبليو العديد من سياراتها من الولايات المتحدة إلى الصين.
على صعيد آخر، تتصدر اليابان قائمة الدول المصدرة للسيارات إلى الصين، بإجمالي 70,037 وحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، تليها ألمانيا بـ41,675 وحدة، وسلوفاكيا بـ25,833 وحدة.
مستقبل صناعة السيارات الصينية
يبدو أن الصين ماضية في تعزيز مكانتها كقوة عالمية في صناعة السيارات، خاصة في قطاع السيارات الجديدة للطاقة التي تحظى بشعبية متزايدة في الأسواق العالمية. ويعكس ازدهار الصادرات هذا التوجه، في حين أن تراجع الواردات يشير إلى تحول الصين نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على السيارات المستوردة.
تُظهر البيانات أن صناعة السيارات الصينية تسير في اتجاه واحد واضح: تصدير متزايد ونمو مستدام، مقابل تراجع حاد في الواردات، خاصة من الولايات المتحدة، بسبب الحرب التجارية والرسوم الجمركية المتبادلة. هذا الواقع يعكس التحولات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على سوق السيارات العالمي، ويبرز أهمية التكيف مع هذه التحديات لتحقيق النمو والاستقرار.