- تحول غير متوقع: لماذا تتجه الصين لتصدير سيارات البنزين؟
- انهيار الشراكات الغربية وصعود العلامات الصينية
- اجتياح الأسواق الناشئة: خسائر الغرب تزداد
- مستقبل سوق السيارات: هل تستمر الهيمنة الصينية؟
خلال الأعوام الأخيرة، شهد سوق السيارات العالمي تحولًا جذريًا مع تصاعد قوة العلامات الصينية. فبينما تركزت الأنظار على السيارات الكهربائية وتوسعها اللافت، تعمل شركات صناعة السيارات في الصين بهدوء على تصدير ملايين السيارات التي تعمل بمحركات البنزين إلى أسواق العالم. هذا الزحف الصيني لا يؤثر فقط في الأسواق الناشئة، بل يهدد أيضًا سيطرة الشركات الغربية التي كانت تهيمن لسنوات طويلة. في السطور التالية نسلط الضوء على أسباب هذا التوسع، وتأثيره على المنافسين، والمستقبل الذي ينتظر سوق السيارات العالمي.
تحول غير متوقع: لماذا تتجه الصين لتصدير سيارات البنزين؟
![]()
خلافًا للتوقعات التي كانت تشير إلى أن الصين ستكتفي بتصدير السيارات الكهربائية، شهدت الأسواق العالمية تدفقًا غير مسبوق لملايين سيارات البنزين القادمة من الصين. يرجع ذلك بشكل أساسي إلى التحولات الكبيرة في السوق المحلي الصيني، حيث أدت سياسات دعم السيارات الكهربائية والتسهيلات الحكومية إلى تراجع الطلب على سيارات البنزين داخل الصين، وتراكم مخزون هائل لدى الشركات المصنعة.
اضطرت شركات السيارات إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف هذا المخزون، فوجهت أنظارها نحو الدول التي لا تزال البنية التحتية للسيارات الكهربائية فيها ضعيفة، وتعتبر أسعار السيارات عاملاً حاسمًا في قرار الشراء، مثل أسواق شرق أوروبا، وأمريكا الجنوبية، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا.
![]()
أبرز الأسباب التي دفعت الصين لهذا التوجه:
الدعم الحكومي الضخم للسيارات الكهربائية داخل الصين
انخفاض الطلب المحلي على السيارات التقليدية
تكدس المصانع بمخزون يفوق الحاجة
الحاجة لتصريف الإنتاج الزائد في أسواق خارجية
ضعف البنية التحتية للسيارات الكهربائية في العديد من الدول الناشئة
قدرة الشركات الصينية على تقديم سيارات بنزين بأسعار تنافسية جدًا مقارنة بالمنافسين الغربيين
انهيار الشراكات الغربية وصعود العلامات الصينية
![]()
لطالما اعتمدت الشركات الصينية الكبرى مثل SAIC، دونغ فينغ، BAICالسعودية بايك الإمارات بايك البحرين بايك الكويت بايك عُمان بايك قطر بايك مصر بايك ، وشانجان على شراكات استراتيجية مع علامات غربية مثل جنرال موتورز، ونيسان، وهوندا. لكن مع تراجع مبيعات السيارات التقليدية داخل الصين، بدأت هذه الشراكات تضعف بشكل واضح. فعلى سبيل المثال، انخفضت مبيعات SAIC GM في السوق المحلي من أكثر من مليون سيارة سنويًا إلى أقل من 400 ألف، بينما تحولت العلامة إلى التوسع الخارجي لتعويض هذا التراجع.
من أبرز نتائج هذا التحول:
شركة SAIC صدرت أكثر من مليون سيارة في عام واحد
مبيعات شيري العالمية ارتفعت من 700 ألف في 2020 إلى أكثر من 2.5 مليون في 2024، معظمها سيارات بنزين
اعتماد متزايد على الأسواق الناشئة كمنافذ تصدير رئيسية
تقدم واضح للسيارات الصينية في الأسواق التي كانت تهيمن عليها علامات أمريكية وأوروبية
اجتياح الأسواق الناشئة: خسائر الغرب تزداد
![]()
لاحظت الشركات الغربية، بعد فوات الأوان، أن منافسيها الجدد ليسوا فقط من قطاع السيارات الكهربائية، بل من قطاع سيارات البنزين الرخيصة. في المكسيك، على سبيل المثال، تتجه العلامات الصينية لتحقيق حصة سوقية تبلغ 14%، بينما تستحوذ في جنوب أفريقيا على 16% من السوق رغم شبه غياب السيارات الكهربائية هناك. وفي تشيلي، تشكل السيارات الصينية ثلث مبيعات السيارات الجديدة، ومعظمها مزودة بمحركات بنزين تقليدية.
أهم النقاط حول سيطرة الصين على هذه الأسواق:
انخفاض الأسعار بشكل كبير مقارنة بالموديلات الغربية
تقديم سيارات مبنية على نفس منصات ومكونات علامات مشهورة لكن بسعر أقل
المرونة في التصدير والتكيف مع متطلبات كل سوق
ضعف المنافسة بسبب انسحاب أو تراجع اهتمام الشركات الغربية بالأسواق الناشئة
سيارات بيك أب صينية تنافس شاحنات نيسان وفورد بأسعار أقل
مستقبل سوق السيارات: هل تستمر الهيمنة الصينية؟
![]()
تشير التوقعات إلى أن شركات السيارات الصينية ستضيف نحو 4 ملايين سيارة إضافية إلى صادراتها بحلول عام 2030. وإذا استمر هذا الزخم، ستصبح الصين قادرة على الاستحواذ على نحو ثلث سوق السيارات العالمي خلال أقل من خمس سنوات. هذا التحول لن يتوقف هنا، إذ تعمل الشركات الصينية على تطوير سيارات كهربائية وهجينة بأسعار تنافسية لتكتسح حتى الأسواق المتقدمة.




