فيراري تطور نظام تبديلات تروس افتراضية لسيارتها الكهربائية

مع تحول صناعة السيارات لاعتماد الطاقة النظيفة وارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية، تحرص فيراري على الحفاظ على روح الأداء والإثارة التي تميّزت بها على مرّ السنوات. تستهدف الشركة الإيطالية إطلاق أول طراز كهربائي يمزج بين قوة المحركات الكهربائية وجاذبية الأصوات الأصيلة للمحركات الاحتراقية. تكشف طلبات براءات اختراع حديثة عن نظام افتراضي يحاكي عزم المحرك وتنفيذ تبديلات التروس متعدد السرعات، إضافة إلى توليد توقيع صوتي رقمي يتفاعل مع أسلوب قيادة السائق. وتعكس هذه الخطوة رغبة فيراري في بناء جسر عاطفي بين السائق وسيارته حتى في عصر السيارات الصامتة.

نظام افتراضي لتبديل التروس والمحرك

تقدم براءة الاختراع الأولى وصفاً لتقنية تحاكي عزم محرك الاحتراق الداخلي باستخدام محرك كهربائي. يضبط النظام مقدار العزم اعتماداً على موقع دواسة الوقود الافتراضية والنسبة الرقمية المختارة. ويمكن للسائق التحكم بتبديل السرعات الافتراضية عبر مبدلات خلف المقود، فتنتقل السيارة بين نسب رقمية متعددة بدقة وسلاسة تحاكي ناقل الحركة التقليدي. ويوفر هذا التصميم إحساس تسارع لحظي واهتزازات خفيفة اعتاد عليها عشاق فيراري عند الضغط على دواسة الوقود أو استخدام المبدلات.

تجربة صوتية غامرة

تتوسع براءة الاختراع الثانية لتشمل تصميم نظام صوتي ذكي يتفاعل مع سرعات السيارة وأنماط القيادة. يضمّ هذا النظام مكبرات داخل المقصورة لإضفاء عمق أكبر ومكبرات خارجية تضفي رونقاً مميزاً عند التسارع وتبديل التروس. يختار السائق توقيعاً صوتياً يعكس المحركات الكلاسيكية أو التصاميم المعاصرة أو الأصوات المستقبلية بما يعزز الشعور بالإثارة أو الاسترخاء حسب المزاج. ويعتمد النظام على تسجيلات حقيقية لمحركات الاحتراق ثم يعالجها رقمياً ليولد ترددات تنسجم مع سرعات مختلفة وسلوكيات قيادة متنوعة.

تجارب المنافسين

سبقت هيونداي إلى تطبيق هذه الفكرة في Ioniq 5 N الكهربائية عالية الأداء فأدمجت نظاماً يحاكي صوت محرك توربو رباعي الأسطوانات عند 8000 لفة في الدقيقة ويقلّد تبديل ناقل حركة مزدوج القابض ثماني السرعات. يحدّ هذا النظام من عزم المحرك الكهربائي ليخلق إحساس التسارع والزخم المألوف في المحركات التقليدية، ويمكن للسائق الانتقال بين النسب يدوياً عبر المبدلات أو الاعتماد على الوضع الأوتوماتيكي.

اعتمدت كيا الأسلوب نفسه في EV6 GT وEV9 GT لتعزيز طابعها الرياضي وفصلها عن بقية موديلاتها الكهربائية. في المقابل، أطلقت دودج Fratzonic Chambered Exhaust في Charger Daytona EV لتوليد صوت خارجي وداخلي عميق يعكس القوة دون محاكاة للعزم أو تبديل التروس. بينما بدأت بي إم دبليو تطوير تقنية مشابهة لما قدمته هيونداي، فضّلت بورش الابتعاد عن أي محاكاة صوتية أو حركية في سيّاراتها الكهربائية.

توقيت الكشف وتوقعات السوق الخليجي

تعتزم فيراري عرض سيارتها الكهربائية الأولى في صالات العرض خلال عام 2025 على أن يبدأ تسليمها للعملاء في 2026. سيحظى الطراز باهتمام واسع في أسواق السعودية والإمارات إذ تزدهر ثقافة السيارات الفاخرة ويترقب الجمهور تناغماً بين الأناقة والروح الرياضية. يتيح النظام الافتراضي لتبديل التروس ونظام الصوت الرقمي فرصة أمام عشاق فيراري في المنطقة لاستعادة إحساس القيادة المفعم بالإثارة على طرق دبي السريعة وجبال عسير الوعرة وامتداد شوارع الرياض الواسعة

أثر التقنية على مستقبل فيراري

يشكّل نجاح هذا النظام في نقل تجربة القوة والأداء الصوتي للمحركات الاحتراقية منعطفاً جوهرياً في مسيرة فيراري الكهربائية. سيعزّز هذا الابتكار تواصل السائق مع السيارة ويُقوّي ولاء العملاء الحاليين، وفي الوقت نفسه يجذب فئة جديدة من عشاق التكنولوجيا المتقدّمة. وتدلّ هذه الخطوة على حرص فيراري على مواكبة عصر السيارات الكهربائية مع الحفاظ على قيم الأداء والروعة التي تميّزت بها عبر عقود طويلة.

يمثّل العمل على محاكاة المحرك وتبديل التروس الافتراضية تجسيداً لروح فيراري التي تربط بين إرث الماضي وطموحات المستقبل. ويقود هذا التوجه حماسة عشاق القيادة في الخليج للاطلاع على التفاصيل النهائية واقتناء سيارة كهربائية تجمع بين الحداثة والإثارة بأرقى معايير الجودة.