- من ازدهار إلى ركود: كيف غير انتهاء الحوافز مسار لايتنينج؟
- خسائر ضخمة تدفع فورد لإعادة رسم خريطتها الكهربائية
- سلسلة الإمداد تنهار.. والألومنيوم يوقف عجلة لايتنينج
- بين الحذر والطموح: فورد تعيد بناء إستراتيجيتها بمحركات هجينة
- انعكاسات القرار على المملكة: هل تتأثر خيارات البيك أب؟
لمع اسم فوردالإمارات فورد السعودية فورد البحرين فورد مصر فورد الكويت فورد عُمان فورد قطر فورد F-150 لايتنينج باعتبارها أول بيك أب كهربائي حقيقي من عملاق أمريكي يمتلك تاريخًا طويلًا في صناعة السيارات. جمعت السيارة بين شخصية الـ F-150 الشهيرة وتقنيات الكهرباء الحديثة، ما جعلها محط أنظار المستخدمين في أمريكا الشمالية والعالم. لكن خلال الفترة الأخيرة بدأت مؤشرات التراجع تظهر، بدءًا من خفض الإنتاج وصولًا إلى إيقافه مؤقتًا، وسط أنباء عن احتمال إلغاء المشروع كاملًا. خلف هذا القرار تقف مجموعة من العوامل المرتبطة بالطلب، والربحية، والإمداد، ورؤية فورد الجديدة لسوق السيارات الكهربائية، ما جعل الشركة تعيد حساباتها في واحدة من أكثر فئاتها أهمية.
من ازدهار إلى ركود: كيف غير انتهاء الحوافز مسار لايتنينج؟
![]()
بدأت فورد المشروع بثقة عالية في أن البيك أب الكهربائي سيحظى بالقبول نفسه الذي تتمتع به سياراتها التقليدية، خصوصًا داخل السوق الأمريكي الذي يعشق السيارات كبيرة الحجم. وقد حققت لايتنينج مبيعات جيدة نسبيًا في 2023 و2024، لكنها بقيت نسبة صغيرة جدًا مقارنة بعائلة F-150 ذات المحركات التقليدية.
انخفاض الطلب تزامن مع عدة متغيرات، أبرزها ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة التكلفة العامة للمعيشة، ما جعل السعر النهائي للنسخة الكهربائية أعلى مما يحتمله كثير من المشترين. ومع انتهاء أحد الحوافز الضريبية الفيدرالية في الولايات المتحدة أواخر 2025، تراجع الإقبال على السيارات الكهربائية الكبيرة بصورة واضحة، وانخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في أكتوبر وحده بما يقارب ربع السوق، ما وجه ضربة مباشرة لمبيعات لايتنينج.
بالنسبة لمستخدم في السعودية يفكر في استيراد السيارة، يعكس هذا المشهد حقيقة أن لايتنينج اعتمدت منذ البداية على سوق مدعوم حكوميًا. ومع غياب تلك الحوافز، انخفضت المبيعات وأصبحت إعادة تقييم المشروع أمرًا ضروريًا لفورد.
خسائر ضخمة تدفع فورد لإعادة رسم خريطتها الكهربائية

رغم الشهرة الإعلامية، لم ينجح قسم Model e المسؤول عن السيارات الكهربائية في فورد في تحقيق أرباح، بل سجل خسائر بمليارات الدولارات. هذا الواقع دفع الإدارة إلى مراجعة مشاريعها التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة ولا تحقق عائدًا قويًا، وعلى رأسها F-150 لايتنينج.
وقد بدأت الشركة بتقليص الإنتاج إلى نحو نصف طاقته السابقة، حيث خفضت الطاقة الأسبوعية من قرابة 3,200 سيارة إلى حوالي 1,600 فقط. وانتقلت بعض القوى العاملة إلى إنتاج طرازات أعلى ربحية مثل برونكو ورانجر، بينما جرى تأجيل الجيل الجديد من البيك أب الكهربائي إلى 2027 بدلًا من منتصف العقد الحالي.![]()
ملخص أبرز المتغيرات المؤثرة على الإنتاج:
تقلص الطلب على السيارات الكهربائية الكبيرة في السوق الأمريكي.
ارتفاع تكلفة إنتاج السيارة مقارنة بنسخ البنزين والديزل.
خسائر تشغيلية مرتفعة في قسم السيارات الكهربائية لدى فورد.
خفض خطة الإنتاج ونقل العمالة نحو طرازات تقليدية أعلى ربحية.
تأجيل مشروع الجيل الجديد من السيارة الكهربائية إلى ما بعد 2027.
سلسلة الإمداد تنهار.. والألومنيوم يوقف عجلة لايتنينج
![]()
تعرضت فورد لضربة غير متوقعة بعد حريق كبير في مصنع شركة Novelis الأمريكية، وهو أحد أهم موردي الألومنيوم المستخدم في تصنيع هياكل الـ F-150 التقليدية والنسخة الكهربائية تحديدًا. ومع اعتماد لايتنينج على الألومنيوم بنسبة كبيرة لتقليل الوزن، تسببت الأزمة في وقف الإنتاج مؤقتًا في مصنع ديربورن.
تقدر تقارير أمريكية أن تأثير أزمة الألومنيوم قد يمتد حتى أواخر 2026، مع خسائر قد تصل إلى مليار دولار نتيجة توقف خطوط الإنتاج والحاجة لاستيراد خامات بديلة بتكلفة أعلى. وفي ظل هذه الظروف، قررت فورد إعطاء الأولوية للنسخ العاملة بالبنزين والديزل ذات الطلب الأكبر وهوامش الربح الأفضل.
![]()
تأثير الأزمة على إنتاج F-150:
توقف مؤقت لخطوط إنتاج لايتنينج في مصنع ديربورن.
توقع امتداد الأزمة حتى 2026 نتيجة نقص الألومنيوم.
زيادة تكلفة المواد الخام وتأثيرها على ربحية المشروع.
إعطاء الأولوية لنسخ البنزين والديزل الأعلى مبيعًا وربحية.
بين الحذر والطموح: فورد تعيد بناء إستراتيجيتها بمحركات هجينة

في مواجهة التحديات المتراكمة، بدأت فورد إعادة رسم إستراتيجيتها المستقبلية. الشركة أعلنت رسميًا إلغاء مشروع الأس يو في كهربائية كبيرة، إلى جانب تأجيل خطط تطوير السيارات الكهربائية المقبلة، والتركيز بدلًا من ذلك على توسيع إنتاج الموديلات الهجينة وتقليل حجم الاستثمارات في مشاريع كهربائية ضخمة.
كما تخطط لزيادة إنتاج سيارات F-150 وسوبر ديوتي بالبنزين والديزل بأكثر من 50 ألف وحدة في 2026، بهدف تعويض خسائر لايتنينج وجسر الفجوة التي خلفتها أزمة الألومنيوم. يتوافق هذا التوجه مع واقع السوق الخليجي، حيث ما تزال البنية التحتية للشحن في طور النمو، بينما تتطلب ظروف القيادة في المملكة طاقة أكبر ومسافات طويلة، ما يجعل البيك أب التقليدي أو الهجين خيارًا أكثر عملية في الوقت الحالي.
انعكاسات القرار على المملكة: هل تتأثر خيارات البيك أب؟

إيقاف لايتنينج مؤقتًا لا يشير إلى تخلي فورد عن الكهرباء، بل يعبر عن عملية إعادة ترتيب للأولويات وفق معادلات السوق والربحية. ومع عدم توفر لايتنينج رسميًا في السعودية، يبقى التأثير محدودًا على المدى القريب، خاصة أن البيك أب التقليدي لا يزال المسيطر في المملكة.
المستقبل لا يزال مفتوحًا؛ فالكهرباء دخلت عالم السيارات لكنها لم تهيمن بعد، وفورد نفسها تعمل على جيل جديد من السيارات الكهربائية بوتيرة محسوبة. وحتى يكتمل نضج هذا القطاع وتتوفر بنية الشحن الكافية، سيظل بيك أب البنزين أو الهجين هو الخيار الأكثر واقعية على الطرق السعودية، بينما يبقى البيك أب الكهربائي خطوة للمستقبل القريب لا الحاضر.


