- لماذا تزداد حرارة السيارات بسرعة؟
- حوادث مأساوية في الإمارات ودول عربية أخرى
- أسباب نسيان الأطفال داخل السيارة
- المخاطر الصحية لحرارة السيارات على الأطفال
- القوانين والعقوبات في دول الخليج
- نصائح للوقاية من حوادث الحرارة داخل السيارات
- أهمية التوعية المستمرة والتكنولوجيا الحديثة
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد المخاطر الصحية على الأطفال الذين يُتركون داخل السيارات المغلقة تحت أشعة الشمس الحارقة. في عام 2025، شهدنا عدة حالات وفاة مأساوية لأطفال نتيجة تعرضهم لدرجات حرارة قاتلة داخل المركبات، مما يسلط الضوء على ضرورة الوعي والتحذير المستمر من هذه الظاهرة الخطيرة، خاصة في دول الخليج والدول العربية حيث تتجاوز درجات الحرارة أحيانًا 50 درجة مئوية.
لماذا تزداد حرارة السيارات بسرعة؟
تتسبب أشعة الشمس المباشرة في رفع درجة حرارة السيارات بسرعة كبيرة، حيث يمكن أن ترتفع حرارة المقصورة الداخلية إلى مستويات تفوق بكثير درجة الحرارة الخارجية. على سبيل المثال، في الإمارات، يمكن أن ترتفع حرارة داخل السيارة إلى أكثر من 70 درجة مئوية خلال دقائق معدودة، مما يجعل ترك الأطفال وحدهم داخل السيارة أمرًا قاتلًا.
الأطفال أكثر عرضة للخطر لأن أجسامهم ترتفع حرارتها بمعدل أسرع بثلاث إلى خمس مرات مقارنة بالبالغين. كما أن مقاعد الأطفال المصنوعة من الفوم والأقمشة تحتفظ بالحرارة، مما يزيد من خطر الإصابة بضربة شمس قاتلة.
حوادث مأساوية في الإمارات ودول عربية أخرى
في الإمارات، أظهرت تجربة اجتماعية أجرتها شرطة الشارقة بالتعاون مع الدفاع المدني كيف يمكن أن ترتفع درجة حرارة السيارة إلى مستويات خطيرة خلال 10 دقائق فقط، حيث عانى المشاركون من أعراض ضربة الشمس والدوار والغثيان، مما يؤكد خطورة ترك الأطفال في السيارات المغلقة.
وفي أبريل 2025، تم إنقاذ طفلة عربية تبلغ من العمر 3 سنوات في رأس الخيمة بعد أن تُركت داخل سيارة مغلقة بأبواب ونوافذ محكمة الإغلاق، وكانت مكيفات السيارة معطلة. تم نقل الطفلة إلى العناية المركزة في مستشفى صقر الحكومي، ونجت بعد تدخل طبي سريع.
أما في يوليو 2021، فقد توفي طفل يبلغ من العمر 8 سنوات في الشارقة بعد أن حُبس داخل سيارة بالخطأ، حيث أغلقت الأبواب عليه دون قصد. وفي دبي عام 2019، عُثر على طفل يبلغ من العمر 6 سنوات متوفى داخل حافلة مدرسية بعد أن تُرك وحيدًا، وفي حادث مشابه في الشارقة، نجا طفل عمره سنتان بعد تعرضه لضربة شمس شديدة داخل سيارة.
في السعودية، لم تكن الحوادث أقل مأساوية، حيث سجلت عدة حالات وفاة لأطفال تُركوا داخل سيارات في مناطق مثل الرياض وجدة خلال الصيف الحار. في إحدى الحالات، توفي طفل صغير بعد أن نسيه والده داخل السيارة لساعات، مما أثار جدلاً واسعًا حول ضرورة زيادة التوعية وتطبيق قوانين صارمة لحماية الأطفال.
أسباب نسيان الأطفال داخل السيارة
غالبًا لا يترك الآباء أطفالهم في السيارة عن قصد، بل يحدث ذلك بسبب النسيان أو الانشغال أو تغير الروتين اليومي. لذا من الضروري أن يتخذ الآباء إجراءات وقائية مثل التحقق من المقاعد الخلفية قبل مغادرة السيارة، واستخدام أنظمة التنبيه الخاصة بالأطفال التي أصبحت متاحة في العديد من السيارات الحديثة.
المخاطر الصحية لحرارة السيارات على الأطفال
عندما ترتفع حرارة الجسم بسرعة، يعاني الطفل من فقدان السوائل والأملاح الضرورية، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الكهربائي الحيوي في الجسم، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستويات الأكسجين. هذه العوامل قد تسبب الإغماء، وفي الحالات القصوى، الاختناق والموت.
القوانين والعقوبات في دول الخليج
في الإمارات، يعاقب القانون الوالدين أو الأوصياء الذين يتركون أطفالهم داخل سيارات مغلقة بعقوبات صارمة تصل إلى السجن 10 سنوات وغرامات تصل إلى مليون درهم، وفقًا لقانون "وديمة" لحماية حقوق الطفل. كما تفرض السلطات غرامات مالية على المخالفين وتحث المجتمع على الإبلاغ الفوري عن أي طفل يُترك وحيدًا في سيارة.
في السعودية، تتزايد الدعوات لتشديد العقوبات على إهمال الأطفال داخل المركبات، مع حملات توعية مكثفة من قبل الجهات الأمنية والصحية لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث.
نصائح للوقاية من حوادث الحرارة داخل السيارات
لا تترك الأطفال وحدهم أبدًا في السيارة، حتى لو لفترة قصيرة.
استخدم أنظمة التنبيه الخاصة بالأطفال التي تنبهك عند ترك الطفل في المقعد الخلفي.
ضع أشياء مهمة مثل الهاتف أو المحفظة في المقعد الخلفي لتذكيرك بوجود الطفل.
تعليم الأطفال بعدم اللعب داخل السيارة أو الدخول إليها بدون إشراف.
إذا رأيت طفلًا وحيدًا داخل سيارة مغلقة، اتصل بالشرطة فورًا.
أهمية التوعية المستمرة والتكنولوجيا الحديثة
تعمل شرطة دبي والشارقة والرياض على تنفيذ حملات توعية مستمرة، مع عرض تجارب حية توضح سرعة ارتفاع حرارة السيارات، وتأثيرها على صحة الأطفال. كما تشجع هذه الجهات على استخدام السيارات المزودة بأنظمة كشف وجود الأطفال التي تصدر إنذارات صوتية ومرئية عند مغادرة السائق للسيارة مع وجود طفل في المقعد الخلفي.
حرارة السيارات ليست مجرد إزعاج أو انزعاج مؤقت، بل هي خطر قاتل يهدد حياة الأطفال بشكل مباشر. في عام 2025، أثبتت الأرقام أن هذا الخطر لا يزال قائمًا ومتزايدًا، خاصة في دول الخليج العربي حيث تتجاوز درجات الحرارة أحيانًا 50 درجة مئوية. لذلك، يجب على الجميع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم ترك الأطفال في السيارات مهما كانت الظروف، لأن دقائق قليلة قد تكون كافية لتحويل يوم سعيد إلى مأساة لا تُنسى.