- لماذا تصعقك سيارتك في كل مرة تخرج منها؟
- كيف تتراكم الكهرباء الساكنة داخل السيارة؟
- لماذا تكون الظاهرة أسوأ في الشتاء والبيئات الجافة؟
- ملابسك تلعب دوراً أساسياً: ماذا ترتدي عندما تقود؟
- كيف تقلل الكهرباء الساكنة في مقاعد وسيارتك من الأساس؟
- حيل بسيطة عند النزول من السيارة لتجنب الصدمة
- كيف تعمل الكهرباء الساكنة علمياً؟ (شرح مبسط للسائقين)
- ما دور المناخ والرطوبة؟ وكيف تساعد أجهزة الترطيب المحمولة؟
- نصائح سريعة لتخفيف صدمات الكهرباء الساكنة عند الخروج من السيارة
لماذا تصعقك سيارتك في كل مرة تخرج منها؟
كثير من السائقين – خصوصاً في الأجواء الجافة والباردة – يمرّون بنفس المشهد: توقف السيارة، تفتح الباب، تتحرك للخروج، وفجأة… شرارة صغيرة ولسعة مزعجة عند لمس الباب أو السقف. هذه الصعقة ليست خطيرة عادة، لكنها مزعجة كفاية لتجعلك تتردد في لمس السيارة أحياناً. ما يحدث ليس سحراً ولا عيباً في الكهربائيّات دائماً، بل هو كهرباء ساكنة تتراكم في جسمك وداخل المقصورة بسبب الاحتكاك والجفاف.
في هذا المقال سنشرح ببساطة لماذا تتعرض لهذه الصدمة عند النزول من السيارة، كيف تتكوّن الكهرباء الساكنة، والأهم: ما هي العادات والطرق العملية التي يمكنك اتباعها لتقليل هذه الظاهرة أو التخلص منها قدر الإمكان.
![]()
كيف تتراكم الكهرباء الساكنة داخل السيارة؟
ما هي الكهرباء الساكنة؟
هي نتيجة عدم توازن بين الشحنات الموجبة والسالبة على سطح جسم ما، مثل جسمك أو مقعد السيارة.
الاحتكاك بين سطحين (ملابسك ومقعد السيارة مثلاً) يؤدي إلى انتقال إلكترونات من أحدهما للآخر، فيبقى أحد السطحين مشحوناً بشحنة زائدة ينتظر “تفريغها” عند ملامسة جسم مؤرض.
ماذا يحدث داخل السيارة؟
عندما تنزلق بجسمك على المقعد أثناء الجلوس أو الخروج، تحتك ملابسك بقماش أو جلد المقعد.
هذا الاحتكاك يولّد فرق جهد بين جسمك والمقعد، فتتراكم الشحنة على جسدك.
عندما تلمس هيكل السيارة المعدني (وهو متصل بالأرض عبر الإطار والتماس مع الهواء/الرطوبة)، تتفرغ الشحنة من جسدك إلى الهيكل في جزء من الثانية، فتشعر باللسعة المعروفة.
الفكرة الأساسية: كلما زاد الاحتكاك وجفاف الهواء، زاد احتمال تراكم الشحنات وحدوث الصدمة.
لماذا تكون الظاهرة أسوأ في الشتاء والبيئات الجافة؟
تأثير الرطوبة:
الهواء الرطب يحتوي على جزيئات ماء تساعد على تسريب الشحنات الكهربائية تدريجياً قبل أن تتراكم لمستوى مزعج.
في الأجواء الجافة (مثل الصحاري أو الشتاء البارد الجاف)، يكون الهواء أقل قدرة على “تسريب” الشحنات، فتبقى على جسمك حتى تلمس سطحاً معدنياً مؤرضاً.
مثال واقعي:
سكان المناطق الساحلية الرطبة قد لا يلاحظون مشكلة الكهرباء الساكنة بنفس شدة سكان المناطق الصحراوية أو الجافة.
في الخليج مثلاً، قد تلاحظ زيادة الظاهرة في الشتاء الجاف أو في المدن الداخلية مقارنة بالمناطق الساحلية الرطبة.
إذاً: الجفاف + الاحتكاك = وصفة جاهزة للكهرباء الساكنة.
![]()
ملابسك تلعب دوراً أساسياً: ماذا ترتدي عندما تقود؟
الأقمشة التي تزيد المشكلة:
الصوف وبعض الأقمشة الاصطناعية (بوليستر مثلاً) تميل إلى توليد شحنة أعلى عند الاحتكاك، خاصة مع مقاعد قماشية.
الملابس المتعددة الطبقات التي تتحرك فوق بعضها تزيد فرص تولّد الشحنات.
العادات الشخصية:
تمرير اليدين في الشعر بشكل متكرر، خصوصاً إذا كان طويلاً أو جافاً، يزيد شحن الجسم.
التحرك على المقعد بطريقة انزلاقية (بدلاً من النهوض بشكل مستقيم قدر الإمكان) يزيد الاحتكاك.
ما يمكنك فعله:
اختيار ملابس قطنية أكثر عندما تكون الكهرباء الساكنة مزعجة جداً.
استخدام مرطب للشعر أو منتجات تقلل جفافه إن كنت تلمسه كثيراً أثناء القيادة.
هذه التفاصيل تبدو بسيطة، لكنها فعّالة في تقليل كمية الشحنة المتراكمة على جسمك.
كيف تقلل الكهرباء الساكنة في مقاعد وسيارتك من الأساس؟
استخدام مناديل أو أوراق التجفيف (Dryer Sheets):
يمكن مسح مقاعد القماش، وأحزمة الأمان، وحتى بعض أجزاء المقصورة بهذه الأوراق.
تساعد على تقليل تراكم الشحنات وتقلل انجذاب الغبار في نفس الوقت.
بخّاخات مضادة للكهرباء الساكنة:
توجد منتجات خاصة لتفاصيل المقصورة (Interior detailing) تضيف طبقة مضادة للكهرباء الساكنة على الأسطح.
يمكن رشها على المقاعد القماشية والفرش على فترات منتظمة.
الحفاظ على نظافة المقصورة:
الأتربة وبعض الأوساخ يمكن أن تزيد من عدم تجانس السطح وتساهم في الاحتكاك.
التنظيف الدوري بالمكنسة والمواد المناسبة يساعد في تقليل المشكلة إلى حد ما.
بهذه الخطوات تقلل من “بيئة” توليد الشحنات داخل السيارة، لا من جسمك فقط.
حيل بسيطة عند النزول من السيارة لتجنب الصدمة
حتى لو كانت الشحنة قد تكوّنت بالفعل، هناك حركات بسيطة تقلل الشعور باللسعة أو تنقلها من جسمك إلى شيء آخر:
أبقِ يدك على جسم السيارة أثناء الخروج:
ضع يدك على جزء معدني من إطار الباب أو السقف قبل أن تبدأ بالانزلاق خارج المقعد، وابقها ملامسة حتى تلمس الأرض بقدمك.
بهذه الطريقة تتفرغ الشحنة تدريجياً وأنت تتحرك، بدلاً من أن تقفز فجأة عند نقطة واحدة.
استخدم المفتاح أو خاتم معدني:
إذا لم تكن مرتاحاً للفكرة، يمكنك:
لمس هيكل السيارة بطرف مفتاح الإشعال وأنت لا تزال تمسك بالمفتاح من الجزء غير المعدني.
أو لمس السيارة بخاتمك المعدني قبل أن تلمسها بأصابعك.
بهذه الطريقة تنتقل الشحنة عبر المعدن أولاً، ما يقلل الإحساس المباشر بالصدمة في الجلد.
تجنّب الخروج “بالانزلاق الكامل”:
حاول أن تقف تقريباً في المقعد ثم تخرج بخطوة، بدلاً من الانزلاق بالكامل على القماش.
تقليل الاحتكاك أثناء الخروج يقلل بدوره كمية الشحنة المتولدة في اللحظة الأخيرة.
هذه الحيل سريعة ولا تتطلب أي تجهيزات إضافية، فقط تغيير بسيط في العادة.
كيف تعمل الكهرباء الساكنة علمياً؟ (شرح مبسط للسائقين)
المبدأ الأساسي:
كل مادة تحتوي على شحنات موجبة وسالبة (بروتونات وإلكترونات).
عند احتكاك مادتين، يمكن أن تنتقل بعض الإلكترونات من سطح لآخر، فيصبح أحدهما مشحوناً بشحنة سالبة زائدة أو موجبة نسبياً.
على المستوى المجهري:
حتى الأسطح الناعمة تحتوي على “نتوءات” مجهرية.
عند انزلاق سطحين فوق بعضهما، تنثني هذه النتوءات وتحتك، ما يولّد فرق جهد كهربائي.
ما الذي يحدث عندما تلمس جسمك المؤرَّض؟
تنتظر الشحنة المتراكمة على جسمك فرصة للانتقال إلى جسم آخر متصل بالأرض (مثل هيكل السيارة أو مقبض باب معدني ثابت).
عندما يحدث التلامس في نقطة صغيرة، يمر عدد كبير من الإلكترونات في لحظة قصيرة، فتشعر باللسعة المميزة.
كلما زاد الفرق في الشحنة، كلما كانت اللسعة أقوى وأكثر إزعاجاً.
ما دور المناخ والرطوبة؟ وكيف تساعد أجهزة الترطيب المحمولة؟
في المناخات الجافة:
تقل جزيئات الماء في الهواء، ما يقلل من قدرة الجو على “تبديد” الشحنات من جسمك قبل أن تتراكم.
لذلك تكون الظاهرة أكثر شيوعاً في المناطق الداخلية الصحراوية أو في الشتاء البارد الجاف.
حلول بسيطة داخل السيارة:
استخدام جهاز ترطيب (Humidifier) صغير يعمل عبر منفذ USB ويُوضع في حامل الأكواب يمكن أن:
يرفع قليلاً من رطوبة الهواء داخل المقصورة.
يساعد في تقليل تراكم الشحنات على الملابس والأسطح.
التأثير ليس سحرياً:
لكنه قد يخفف الظاهرة خاصة لو كنت تستخدم التكييف على البارد/الجاف لفترات طويلة.
نصائح سريعة لتخفيف صدمات الكهرباء الساكنة عند الخروج من السيارة
اختر ملابس أقل توليداً للشحنات (قطن بدلاً من صوف أو بوليستر عند الإمكان).
تجنّب فرك الشعر أو الملابس بشكل زائد أثناء القيادة.
امسح المقاعد القماشية وأحزمة الأمان بأوراق التجفيف أو بخاخات مضادة للكهرباء الساكنة من حين لآخر.
عند الخروج:
المس هيكل السيارة بيدك قبل وأثناء خروجك مع إبقاء اليد ملامسة حتى تلمس الأرض.
أو استخدم مفتاحاً معدنياً/خاتماً لتفريغ الشحنة قبل أن تلمس السيارة مباشرة بيدك.
فكّر في جهاز ترطيب صغير داخل السيارة إذا كنت تعيش في مناخ شديد الجفاف وتعاني كثيراً من هذه المشكلة.
بهذه العادات والتعديلات البسيطة، يمكنك أن تقلل بشكل كبير من احتمال تعرضك لهذه الصدمة المزعجة كلما غادرت سيارتك، وتحول تجربة خروجك من المقعد من “انتظار شرارة” إلى حركة طبيعية بلا مفاجآت.

