- ما هو نظام التوجيه السلكي؟ ولماذا يُعد ثورة هندسية؟
- لماذا اختارت بيجو عجلة قيادة مربعة؟
- من النماذج التجريبية إلى الإنتاج الفعلي
- تجربة القيادة: ماذا سيشعر السائق فعلياً؟
- هل يفقد السائق الإحساس بالطريق؟
- مدى ملاءمة النظام لأسواق الخليج
- مقارنة بين التوجيه التقليدي والتوجيه السلكي
- هل سترتفع أسعار بيجو 208 بسبب هذه التقنية؟
- مستقبل التقنية داخل مجموعة بيجو
- هل نحن أمام مستقبل القيادة؟
تستعد بيجو لخطوة جريئة قد تغيّر مفهوم القيادة كما نعرفه، مع تقديم عجلة قيادة مربعة الشكل مدعومة بتقنية التوجيه السلكي في الجيل القادم من بيجو 208 المتوقع ظهوره خلال عام 2026.
هذه الخطوة لا تمثل مجرد تغيير شكلي داخل المقصورة، بل تعكس توجهاً هندسياً جديداً قد يؤثر مستقبلاً على طريقة تفاعل السائق مع السيارة، ويضع بيجو في موقع ريادي ضمن فئة السيارات الصغيرة.
في هذا المقال، نستعرض التقنية الجديدة بعمق، من حيث الفكرة، الأداء، التأثير العملي على القيادة، ومدى ملاءمتها لأسواق الخليج، مع تحليل منطقي لما تعنيه هذه الخطوة لمستقبل سيارات بيجو.

ما هو نظام التوجيه السلكي؟ ولماذا يُعد ثورة هندسية؟
نظام التوجيه السلكي هو تقنية حديثة تلغي الاتصال الميكانيكي المباشر بين عجلة القيادة والعجلات الأمامية.
بدلاً من عمود التوجيه التقليدي، يتم نقل أوامر السائق عبر إشارات إلكترونية تتحكم بها وحدات معالجة ومحركات كهربائية دقيقة.
أهم الفروقات عن التوجيه التقليدي:
لا يوجد عمود توجيه معدني يربط المقود بالعجلات
استجابة قابلة للتعديل حسب السرعة ووضعية القيادة
إمكانية تصميم عجلة قيادة غير دائرية دون قيود هندسية
دمج أسهل مع أنظمة السلامة والقيادة المساعدة
هذه التقنية مستخدمة منذ سنوات في عالم الطيران، لكنها بدأت الآن فقط في شق طريقها إلى سيارات الإنتاج التجاري.
لماذا اختارت بيجو عجلة قيادة مربعة؟
عجلة القيادة المربعة – أو شبه المربعة – ليست فكرة عبثية، بل نتيجة منطقية لاعتماد التوجيه السلكي.
فوائد التصميم المربع:
تحكم أسرع: زوايا دوران أقل تعني استجابة أسرع في المناورات
رؤية أفضل للعدادات: الجزء العلوي المنخفض لا يحجب لوحة العدادات
وضعية يدين أكثر راحة خاصة في القيادة داخل المدينة
تصميم مستقبلي ينسجم مع فلسفة مقصورة بيجو الرقمية
بيجو ترى أن الشكل الدائري لم يعد ضرورة تقنية، بل مجرد إرث تقليدي.

من النماذج التجريبية إلى الإنتاج الفعلي
لم تكتفِ بيجو بعرض الفكرة كنموذج مستقبلي، بل قامت بتجربتها فعلياً على سيارات اختبار، أبرزها نسخ معدلة من بيجو 2008 الكهربائية.
نتائج الاختبارات الأولية:
النظام يعمل بثبات على الطرق السريعة
استجابة حادة جداً في السرعات المنخفضة
إحساس القيادة مختلف لكنه قابل للتأقلم
ردود فعل إيجابية بعد فترة استخدام قصيرة
وهذا ما شجّع الشركة على اعتماد التقنية في سيارة إنتاجية حقيقية، وليس نموذجاً محدوداً.
تجربة القيادة: ماذا سيشعر السائق فعلياً؟
في السرعات المنخفضة (المدينة):
زاوية توجيه سريعة جداً
مناورة أسهل في المواقف الضيقة
تقليل الحاجة إلى لف المقود بالكامل
لكن في البداية، قد يشعر السائق بأن التوجيه حساس أكثر من المعتاد.
في السرعات العالية (الطرق السريعة):
النظام يخفف الاستجابة تلقائياً
ثبات أعلى عند تغيير المسار
شعور أكثر أماناً عند السرعات المرتفعة
كما توفر بيجو أوضاع قيادة مختلفة تضبط إحساس المقود حسب تفضيل السائق.
هل يفقد السائق الإحساس بالطريق؟
أحد أبرز الانتقادات الموجهة للتوجيه السلكي هو فقدان الإحساس الطبيعي بالطريق.
لكن بيجو عالجت هذه النقطة عبر:
محاكاة إلكترونية للإحساس
اهتزازات مدروسة تعكس حالة الطريق
مقاومة متغيرة للمقود حسب الظروف
النتيجة ليست مطابقة 100٪ للتوجيه التقليدي، لكنها كافية لغالبية السائقين، خصوصاً في الاستخدام اليومي.
مدى ملاءمة النظام لأسواق الخليج
رغم أن بيجو 208 ليست من أكثر السيارات انتشاراً في الخليج، إلا أن التقنية قد تنتقل لاحقاً إلى طرازات أكبر.
تحديات محتملة في الخليج:
درجات حرارة مرتفعة تؤثر على الإلكترونيات
الحاجة إلى مراكز صيانة مدرّبة
تقبل السائقين للتغيير الجذري
نقاط إيجابية:
القيادة داخل المدن المزدحمة تصبح أسهل
تقليل الإجهاد أثناء المناورة
انسجام ممتاز مع أنظمة القيادة المساعدة
نجاح التجربة في الخليج سيتوقف على جودة العزل الحراري واعتمادية النظام على المدى الطويل.

مقارنة بين التوجيه التقليدي والتوجيه السلكي
هل سترتفع أسعار بيجو 208 بسبب هذه التقنية؟
من المتوقع أن يؤدي إدخال هذه التقنية إلى:
زيادة سعر السيارة مقارنة بالجيل الحالي
توجيهها لفئة أكثر تطوراً تقنياً
تمييزها عن المنافسين في الفئة
لكن بيجو تراهن على أن القيمة التقنية ستبرر الزيادة السعرية.
مستقبل التقنية داخل مجموعة بيجو
في حال نجاح النظام في بيجو 208، من المرجح أن نراه لاحقاً في:
بيجو 3008
بيجو 5008
سيارات كهربائية مستقبلية
ما يعني أن التوجيه السلكي قد يصبح اتجاهاً عاماً وليس تجربة محدودة.

هل نحن أمام مستقبل القيادة؟
عجلة القيادة المربعة ونظام التوجيه السلكي في بيجو 208 ليسا مجرد استعراض تقني، بل محاولة حقيقية لإعادة التفكير في علاقة السائق بالسيارة.
قد لا تكون التجربة مثالية للجميع من اللحظة الأولى، لكنها تمثل:
شجاعة هندسية
رؤية مستقبلية
استعداداً لكسر القوالب التقليدية
ومع تطور الأنظمة واعتياد السائقين عليها، قد نجد أنفسنا بعد سنوات نتساءل:
كيف كنا نقود بعجلة دائرية طوال هذا الوقت؟
