- الإلهام: فكرة وُلدت من التعاطف
- الاختراع: قيادة بلا يدين
- الاعتراف العالمي والتأثير الإنساني
- المسيرة الأكاديمية والمهنية
- ابتكارات أخرى وإنجازات ملهمة
- مشاركات عالمية وتمثيل مشرف للإمارات
- "الطالبة التي لم تنتظر التغيير"
- أبرز معالم مسيرتها وإنجازاتها
- الدروس المستفادة من تجربة ريم المرزوقي
خلف كل إنجاز هندسي قصة تلهم وتدهش، وقصة المهندسة الإماراتية ريم المرزوقي ليست استثناءً. هذه الشابة المبدعة أصبحت أول إماراتية تحصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة الأمريكية، بفضل تصميمها سيارة متكاملة يمكن قيادتها بالكامل دون الحاجة إلى اليدين. لكن ما يجعل هذا المشروع مميزًا ليس التقنية وحدها، بل الرسالة الإنسانية العميقة التي تحملها — سعيها لمنح ذوي الإعاقات الحركية فرصة لقيادة سياراتهم بثقة واستقلالية.
الإلهام: فكرة وُلدت من التعاطف
أثناء دراستها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، كان التحدي بسيطاً في ظاهره: “ابتكر شيئاً يفيد المجتمع”.
وفي إحدى الليالي، شاهدت ريم مقابلة تلفزيونية مع الأمريكية "جيسيكا كوكس"، أول طيّارة مرخّصة في العالم وُلدت بلا ذراعين. تحدّثت جيسيكا عن معاناتها في قيادة السيارات باستخدام قدميها فقط، الأمر الذي حرّك مشاعر ريم وألهمها فكرة ثورية.
من ذلك اليوم، بدأت ريم في رسم أولى تصاميمها لجهاز تمكيني يسمح للأشخاص ذوي الإعاقة في الأطراف العلوية بقيادة السيارة بأمان بواسطة القدمين فقط.
رغم أن أستاذها الجامعي وصف المشروع في البداية بأنه "طموح مفرط"، فإن إصرارها حوّل الحلم إلى ابتكار حقيقي.
الاختراع: قيادة بلا يدين
حصل نظام ريم، الذي أطلقت عليه اسم “نظام التحكم بالمركبات بالأطراف السفلية – Lower Extremity Vehicle Navigation Control System”، على براءة اختراع أمريكية. يقوم النظام على استبدال أدوات التحكم التقليدية بوحدات خاصة تعمل بالأقدام، وتشمل ما يلي:
ذراع توجيه بديل للمقود يمكن التحكم به بالقدم للتحكم بالاتجاه.
ذراع تسارع تُمكن السائق من زيادة السرعة بسهولة.
ذراع فرامل يتيح إيقاف المركبة بدقة وسلاسة.
تعمل هذه الأذرع بتناغمٍ تام لتجعل السيارة قابلة للقيادة دون عجلة قيادة أو استخدام اليدين على الإطلاق. وقد منح هذا النظام الأمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من إعاقات في الجزء العلوي من الجسم.
يُذكر أن ريم حصلت على براءة اختراع في الولايات المتحدة أولاً، ثم تبعها اعتماد في اليابان، وتقدمت بطلبات أخرى في الصين والاتحاد الأوروبي.
الاعتراف العالمي والتأثير الإنساني
نال ابتكارها دعم برنامج “تكمُّل” للابتكار في الإمارات، الذي يُشجع المخترعين المحليين.
كما عُرض اختراعها في معرض المتحف البريطاني ضمن مبادرة “تاريخ العالم في 100 شيء”، حيث وُصف بأنه نموذج يُلهم الإنسانية نحو مستقبل أكثر شمولية.
وأشاد مدير المتحف البريطاني “نيل ماكغريغور” بابتكار ريم قائلاً: “هو مثال رائع على قدرة الإنسان على إيجاد حلول جديدة لتحديات الحياة اليومية.”
المسيرة الأكاديمية والمهنية
تخرجت ريم في جامعة الإمارات بتخصص الهندسة المعمارية.
عملت مع جهات هندسية كبرى مثل “مساندة”، حيث اكتسبت خبرة ميدانية في التصميم والإشراف الهندسي.
وتشغل حالياً منصباً في شركة مطارات أبوظبي، وتعمل في مشروع مبنى المطار الوسيط - أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في الدولة.
ابتكارات أخرى وإنجازات ملهمة
دمية "موزو" الذكية: اختراع تفاعلي لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على التعبير عن مشاعرهم.
نظام الكشف المزدوج لمطارات أبوظبي: ابتكار يقلل من تلف الشحنات ويزيد من كفاءة النقل الجوي.
سجلت أيضاً رقمان قياسيان في موسوعة غينيس (2014): أكبر علم مرفوع بواسطة البالونات الهيليومية، وأطول فستان زفاف في العالم. بدأ تنفيذ المشروعين بالتعاون مع نادي دبي للمعاقين، تعزيزاً لرسالة الدمج والمساواة.
مشاركات عالمية وتمثيل مشرف للإمارات
اختيرت ريم كـ “مندوبة للابتكار والتكنولوجيا” في قمة الإنجازات الدولية لعام 2014 في سان فرانسيسكو.
كما شاركت كحكم في جوائز “جيمس دايسون 2021” بجانب مخترعين إماراتيين بارزين مثل د. علي النقبي (مبتكر الكبد الصناعي الحيوي) وسعاد الشامسي (أول مهندسة طيران إماراتية).
وفي عام 2018، أدرجتها مجلة "أريبيان بزنس" ضمن قائمة “50 امرأة الأكثر تأثيراً في العالم العربي” وضمن “100 شخصية إماراتية ذكية ومُلهمة”.
"الطالبة التي لم تنتظر التغيير"
كانت ريم طالبة عادية تؤمن بأن الأفكار الصغيرة يمكنها التغيير. نصحها الجميع بالتركيز على دراستها ونسيان أحلامها “غير الواقعية”، لكنها رفضت الاستسلام. فكل رسمٍ وتصميمٍ كان يذكّرها بأن الابتكار لا يحتاج أدوات خارقة، بل إيمان حقيقي. وبعد سنوات من العمل، أصبحت الفتاة التي حُلِمَت يومًا بتحدي المستحيل، رمزًا يُضيء مستقبل المرأة الإماراتية والعلوم الهندسية في العالم.
أبرز معالم مسيرتها وإنجازاتها
ابتكار يخدم الإنسانية وذوي الهمم.
اعتراف دولي بقدرات المهندسات الإماراتيات.
دور قيادي في تعزيز الابتكار العملي والإبداع الاجتماعي.
رسالة تفاؤل ورسالة واقعية مفادها أن الابتكار يبدأ من قلب الإنسان.
الدروس المستفادة من تجربة ريم المرزوقي
التعاطف يمكن أن يصبح مفتاحًا للابتكار.
رحلة الألف ميل تبدأ بفكرة لمساعدة الآخرين.
الرفض لا يُطفئ الشغف، بل يشعل الإبداع أكثر.
نجاح الإمارات في تمكين الشباب جعل من قصص مثل قصة ريم واقعًا لا خيالاً.
ريم المرزوقي ليست مجرد مهندسة، بل رمز للإبداع الإنساني والتمكين الإماراتي. من فكرة بسيطة ولدت من التعاطف، إلى براءة اختراع عالمية غيّرت نظرة العالم نحو إمكانية القيادة لذوي الإعاقة – قصة ريم تذكير بأن الشغف يمكنه أن يحرّك التاريخ. إنها اليوم مصدر إلهام لكل شاب وشابة يؤمن أن الحلم لا حدود له، وأن المستقبل يُصنع بالإصرار والإيمان قبل الآلات.