شكاوى متزايدة في أستراليا بسبب تقشر طلاء سيارات تويوتا البيضاء: دعوى قضائية ضد الشركة

تشهد أستراليا تصاعداً في الشكاوى ضد شركة تويوتا بسبب مشكلة متكررة في طلاء سيارات كورولا البيضاء المصنعة بين عامي 2010 و2014، والتي تتعرض للتقشر والتلف عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة. هذه المشكلة دفعت مجموعة من مالكي السيارات إلى رفع دعوى قضائية جماعية ضد تويوتا، مطالبين بتعويضات عن الأضرار المالية والمعنوية التي لحقت بهم جراء هذا العيب في الطلاء المصنع. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل المشكلة، خلفيات الدعوى القضائية، ردود فعل الشركة، والتداعيات المحتملة على سمعة تويوتا في السوق.

تفاصيل المشكلة وتأثيرها على السيارات

تتركز المشكلة في طلاء اللون الأبيض برمز 040، والذي يُسوَّق تحت عدة أسماء متشابهة مثل Glacier Pure Super White، وGlacier White، وSuper White، وSuper White II. يعاني هذا الطلاء من ضعف في الالتصاق بين طبقة البرايمر المعدنية والطبقة الأساسية للطلاء، مما يؤدي إلى تقشر الطلاء وتلفه مع مرور الوقت، خاصة عند تعرض السيارة لأشعة الشمس فوق البنفسجية.

أفاد العديد من مالكي سيارات كورولا المتضررة بأن الطلاء بدأ يتقشر بشكل واضح، مما اضطر بعضهم إلى إعادة طلاء السيارة بالكامل، وهو ما يشكل عبئاً مادياً كبيراً عليهم. هذه المشكلة لا تؤثر فقط على المظهر الخارجي للسيارة، بل تؤدي أيضاً إلى انخفاض قيمة إعادة البيع، مما يضاعف الخسائر المالية للمالكين.

الدعوى القضائية وأساس المطالبات القانونية

رفعت شركة المحاماة William Roberts دعوى قضائية جماعية ضد تويوتا في أستراليا، تشمل السيارات التي تم تصنيعها بين 12 يوليو 2010 و30 سبتمبر 2014، والمطلية باللون الأبيض المعني. تستند الدعوى إلى انتهاك تويوتا لقانون حماية المستهلك الأسترالي، حيث يُزعم أن الطلاء لا يفي بمعايير الجودة المقبولة.

تطالب الدعوى بتعويضات مالية للمالكين عن الخسائر المالية المباشرة، مثل تكاليف إعادة الطلاء، بالإضافة إلى تعويضات عن انخفاض قيمة السيارة عند إعادة البيع. كما تطالب بتعويضات عن الأضرار النفسية والمعنوية التي تسببها هذه المشكلة، والتي تعتبر "خسائر متوقعة ومعقولة" نتيجة للعيب.

تصريحات تويوتا وردود الفعل الرسمية

لم تكن هذه المشكلة جديدة على تويوتا، إذ اعترفت الشركة في منتصف عام 2022 بأن التعرض الطويل لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى تدهور الالتصاق بين طبقة البرايمر والطبقة المعدنية الأساسية، مما يسبب تقشر الطلاء.

ورغم ذلك، تتهم الدعوى تويوتا بعدم الإفصاح عن هذه المشكلة أو تحذير العملاء أثناء فترة تصنيع السيارات المتأثرة، مما اعتُبر إخفاءً متعمداً لعيب جوهري في المنتج.

من جانبها، نفت تويوتا أستراليا هذه الادعاءات وأكدت أنها ستدافع بقوة عن نفسها في المحكمة، مؤكدة التزامها بمعايير الجودة والسلامة.

ردود فعل المجتمع وتأثير القضية

تجمع عدد كبير من مالكي سيارات تويوتا المتضررة في أستراليا عبر مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتبادلون الخبرات والشكاوى المتعلقة بتقشر الطلاء. وتضم إحدى هذه المجموعات أكثر من 7,000 عضو، مما يعكس حجم المشكلة وانتشارها.

تمويل الدعوى القضائية يتم عبر شركة Omni Bridgeway بنظام "لا ربح، لا أجر"، مما يتيح للمالكين الانضمام مجاناً دون الحاجة لتحمل تكاليف قانونية مسبقة.

تداعيات المشكلة على سمعة تويوتا

تعتبر هذه القضية اختباراً هاماً لتويوتا في سوق أستراليا، حيث يمكن أن تؤثر سلباً على صورة الشركة وسمعتها في مجال الجودة والموثوقية. كما قد تؤدي إلى زيادة الضغط على الشركة لتحسين جودة الطلاء والمواد المستخدمة في تصنيع سياراتها، خاصة في المناطق ذات الظروف المناخية القاسية.

أهمية متابعة قضايا الجودة في صناعة السيارات

تسلط هذه القضية الضوء على أهمية مراقبة جودة المواد المستخدمة في صناعة السيارات، خصوصاً الطلاء الذي يتعرض لعوامل بيئية قاسية مثل أشعة الشمس والرطوبة. كما تبرز الحاجة إلى شفافية أكبر من الشركات المصنعة تجاه العملاء، وإبلاغهم بأي عيوب محتملة قد تؤثر على سلامة أو قيمة السيارة.

تواجه تويوتا تحدياً كبيراً في أستراليا مع تصاعد الدعوى القضائية الجماعية المتعلقة بتقشر الطلاء الأبيض في سيارات كورولا. بينما تسعى الشركة للدفاع عن نفسها، يظل مالكو السيارات مطالبين بحماية حقوقهم والحصول على تعويضات عادلة. تبقى هذه القضية مثالاً واضحاً على أهمية جودة التصنيع والشفافية في صناعة السيارات، وتأثيرها المباشر على ثقة المستهلكين وسمعة الشركات.