- أين تذهب طاقة السيارة الكهربائية فعلياً؟
- هل الراديو وشحن الهاتف يقللان مدى السيارة الكهربائية؟
- أين يحدث التأثير الحقيقي على مدى السيارة الكهربائية؟
- لماذا يشعر السائق أن السيارة الكهربائية “حساسة” للاستهلاك؟
- أمثلة واقعية من الاستخدام اليومي
- نصائح ذكية لتحسين كفاءة السيارة الكهربائية
- الأنظمة مقابل تأثيرها على المدى
- ماذا يقول المهندسون؟
- هل يجب أن تقلق؟
تَعِد السيارات الكهربائية بقيادة هادئة، وتسارع فوري، وكفاءة عالية. لكن كثيراً من السائقين ما زالوا يتساءلون:
هل تشغيل الراديو، شحن الهاتف، أو استخدام الأنظمة الإلكترونية داخل السيارة يؤثر فعلاً على مدى القيادة؟
الإجابة المختصرة: نعم، لكن ليس بالطريقة التي يتخيلها معظم الناس.
أما الإجابة التفصيلية، فهي أكثر توازناً، وفهمها يساعد مالكي السيارات الكهربائية على القيادة بذكاء، والتخطيط بشكل أفضل، والتخلص من القلق غير المبرر.
في هذا المقال، نستعرض كيف تؤثر الأنظمة الكهربائية الثانوية على مدى السيارة الكهربائية، وما الذي يستحق القلق فعلاً، وما الذي يمكن تجاهله تماماً.

أين تذهب طاقة السيارة الكهربائية فعلياً؟
على عكس سيارات الاحتراق الداخلي التي تهدر جزءاً كبيراً من الطاقة على شكل حرارة، تتميز السيارات الكهربائية بكفاءة عالية.
لكن رغم ذلك، كل نظام كهربائي يعمل في السيارة يسحب طاقته من نفس البطارية التي تحرّك العجلات.
يمكن تقسيم استهلاك الطاقة إلى قسمين رئيسيين:
1. طاقة الحركة (الدفع)
وهي المستهلك الأكبر للطاقة وتشمل:
المحركات الكهربائية
إلكترونيات القدرة
خسائر منظومة نقل الحركة
مقاومة الهواء واحتكاك الإطارات
2. الطاقة المساعدة (الأنظمة الثانوية)
وهي الأنظمة المسؤولة عن الراحة والأمان والترفيه:
أنظمة الترفيه والمعلومات
شحن الهواتف
الإضاءة الداخلية والخارجية
التكييف والتدفئة
أنظمة القيادة المساعدة
السؤال الحقيقي هنا: ما حجم استهلاك القسم الثاني مقارنة بالأول؟
هل الراديو وشحن الهاتف يقللان مدى السيارة الكهربائية؟

الإجابة الصادقة: نعم تقنياً… لكن التأثير شبه معدوم عملياً.
لننظر إلى أرقام الاستهلاك الفعلية:
الاستهلاك التقريبي لبعض الأنظمة الشائعة
الراديو / نظام الترفيه:
بين 50 و150 واطشحن الهاتف (USB أو لاسلكي):
بين 5 و15 واطالشاشات الرقمية ولوحة العدادات:
بين 30 و100 واطإضاءة LED الداخلية:
غالباً أقل من 10 واط
للمقارنة:
القيادة على الطرق السريعة تتطلب عادة 15,000 إلى 25,000 واط (15–25 كيلوواط).
شحن الهاتف يستهلك أقل من 0.1% من هذه الطاقة.
الخلاصة:
تشغيل الراديو أو شحن الهاتف لا يملك أي تأثير ملموس تقريباً على مدى القيادة.

أين يحدث التأثير الحقيقي على مدى السيارة الكهربائية؟
رغم أن الأنظمة البسيطة لا تُذكر، إلا أن هناك أنظمة أخرى تستهلك طاقة كبيرة.
1. التكييف والتدفئة
يُعد هذا العامل أكبر مستهلك للطاقة خارج منظومة الدفع.
المكيف:
من 1 إلى 3 كيلوواط حسب الظروفالتدفئة الكهربائية التقليدية:
من 3 إلى 6 كيلوواط في الطقس الباردمضخات الحرارة (الأكثر كفاءة):
من 1 إلى 2 كيلوواط في الأجواء المعتدلة
في الأجواء شديدة الحرارة أو البرودة، قد يقل المدى بنسبة 10–30% بسبب التكييف وحده.
2. إدارة حرارة البطارية
السيارات الكهربائية تُدير حرارة البطارية بشكل نشط للحفاظ على الأداء والعمر الافتراضي.
يشمل ذلك:
مضخات كهربائية
مراوح
ضواغط تبريد
ويزداد استهلاك الطاقة أثناء:
الشحن السريع
القيادة بسرعات عالية
الطقس القاسي
وقد يصل الاستهلاك إلى مئات أو آلاف الواطات حسب الحالة.
3. أنظمة القيادة المساعدة المتقدمة (ADAS)
مثل:
مثبت السرعة المتكيف
الحفاظ على المسار
الكاميرات المحيطية
الرادار والليدار (إن وجد)
تتطلب:
حساسات متعددة
معالجات قوية
معالجة بيانات مستمرة
ويكون استهلاكها عادة بين 200 و500 واط.

لماذا يشعر السائق أن السيارة الكهربائية “حساسة” للاستهلاك؟
القادمون من سيارات البنزين غالباً يلاحظون هذا الشعور، والسبب:
السيارات الكهربائية تعرض تقديراً فورياً للمدى
أي تغيير صغير يظهر مباشرة على الشاشة
قلق المدى يجعل السائق أكثر انتباهاً للاستهلاك
بينما سيارات الوقود:
لا تُظهر تأثيرات صغيرة بوضوح
تمتلك مخزون طاقة أكبر
لا تعرض بيانات لحظية بنفس الدقة
أمثلة واقعية من الاستخدام اليومي
سيناريو 1: تنقل داخل المدينة
الراديو يعمل
الهاتف يشحن
التكييف خفيف أو متوقف
التأثير على المدى: شبه معدوم
سيناريو 2: رحلة طريق سريع صيفاً
المكيف يعمل بقوة
نظام الملاحة والشاشة مفعّلان
أنظمة مساعدة السائق تعمل
التأثير الأساسي سببه المكيف والسرعة، وليس الأنظمة الإلكترونية
سيناريو 3: قيادة شتوية
التدفئة القصوى
تسخين المقاعد والمقود
تدفئة البطارية
التأثير كبير وقد يصل إلى 30%
نصائح ذكية لتحسين كفاءة السيارة الكهربائية
بدلاً من القلق حول شحن الهاتف، ركّز على ما يلي:
تهيئة المقصورة مسبقاً أثناء توصيل السيارة بالشاحن
استخدام تدفئة المقاعد بدلاً من تدفئة المقصورة كاملة
الحفاظ على سرعة ثابتة
تجنب التسارع الحاد المتكرر
ضبط ضغط الإطارات
تقليل الشحن السريع في الأجواء الحارة
الأنظمة مقابل تأثيرها على المدى
ماذا يقول المهندسون؟
يتفق مهندسو البطاريات على مبدأ واحد:
“قلق الكفاءة يجب أن يتركز على التكييف والسرعة، لا على ميزات الراحة.”
السيارات الكهربائية الحديثة مصممة بحيث:
تكون الأنظمة الترفيهية موفرة للطاقة
يتركز الاستهلاك الحقيقي في الحركة والحرارة
لا تشكل الميزات اليومية عبئاً حقيقياً
هل يجب أن تقلق؟
لا — ليس بشأن الراديو أو الشاشات أو شحن الهاتف.
لكن من الحكمة الانتباه إلى:
التكييف والتدفئة
الطقس القاسي
السرعات العالية
استمتع بسيارتك الكهربائية كما صُممت:
هادئة، مريحة، ومتطورة… دون التضحية بمدى القيادة الحقيقي.
