أزمة أبواب تسلا: عندما تتحول التقنية الذكية إلى فخ، وأزمة ثقة بين السلامة والابتكار

في عصر تتباهى فيه السيارات الذكية بأعلى معايير الأمان والراحة، اكتشف بعض الآباء أن التقنية قد تتحول فجأة إلى خصم خطير. موجة متصاعدة من الشكاوى في أمريكا تروي كيف احتُجز أطفال داخل سيارات تسلا، بعد أن فشل نظام الأبواب الإلكترونية في العمل عند ضعف بطارية التحكم ذات الـ12 فولت، ليخلق حالة من الذعر دفعت هيئة التحقيقات الفيدرالية للتحرك. في هذا المقال الموسع نتعمق في القصة وتحليل الأسباب وما ينتظر تسلا من تداعيات وقصص من قلب الحدث.

جذور الأزمة: أين بدأ الخلل؟

• بدأت هيئة سلامة المرور الأمريكية (NHTSA) تحقيقات موسعة في أنظمة أبواب تسلا الإلكترونية (موديلات 3 و Y) بعد تزايد الملحوظ في شكاوى المستخدمين عام 2025.

• ورغم وجود مفتاح يدوي داخلي للطوارئ في سيارات تسلا، إلا أن هذا الخيار غير مناسب للأطفال الرُضّع المربوطين في المقاعد الخلفية أو عند تواجد شخص وحيد في المقصورة.

• ترتكز فكرة الأبواب على بطارية 12 فولت وليس البطارية الرئيسية؛ أي انقطاع مفاجئ أو نفاد البطارية الصغيرة يحول السيارة إلى "مصيدة" غير قابلة للفتح الخارجي.

ذعر الآباء وتجربة اللحظات الحرجة

• أم في فلوريدا روت قصة حبس رضيعها في الداخل في يوم تتجاوز حرارته 27 درجة—لم تجد حلاً سوى الاتصال بالطوارئ لينقذه رجال الإسعاف عبر كسر الزجاج.

• حالة مشابهة في سانتا باربرا دفعت فرق الإنقاذ لتحطيم الزجاج لإخراج طفل مغلق عليه داخل التسلا.

• بعض الأهالي انتظروا وصول فرق القطر أو من لديهم أجهزة شحن للطوارئ، بينما لجأ آخرون فوراً لكسر النوافذ، في موقف يجعل الثواني تساوي حياة.

• بتاريخ أواخر أكتوبر 2025، تضاعفت الشكاوى الرسمية لدى الهيئة من تسع إلى 16 حالة مؤكدة، مع توقع الأعداد الفعلية أعلى بكثير بالنظر إلى عدد السيارات المطروحة.

الخلفية التقنية: أين يكمن الخطر الفعلي؟

• الأبواب الكهربائية في تسلا تعتمد على منظومة كهرباء ذات جهد قليل (12 فولت) بعيدة عن البطارية المركزية الهائلة.

• عند تعطل هذه البطارية الصغيرة، تفقد القدرة على فتح الأبواب من الخارج بالكامل.

• حتى مع وجود يد الطوارئ الميكانيكية داخل المقصورة، غالباً تكون غير متاحة للأطفال أو للأشخاص في المقاعد الخلفية، خاصة إذا كانوا مقيدين أو لا يدركون مكان الزر.

• المشكلة تشمل موديلات Y و3 بين سنوات 2017 و2022.

ردود الفعل: منظمون وشركة وتساؤلات السوق

• طالبت الهيئة الوطنية تسلا بكافة تقارير الشكاوى والحوادث والحريق والإصابات المتصلة بالمشكلة، وأيضاً تفاصيل أي دعاوى قانونية أو تعديلات أجرتها الشركة.

• عززت الهيئة نطاق التحقيق ليشمل كل السيارات المشابهة وليس فقط موديلات معينة.

• في حال ثبوت الخطر كعيب جوهري، قد تواجه تسلا أكبر استدعاء إجباري بتاريخها مع فرض تغييرات تقنية إلزامية ورقابة صارمة.

ماذا يجب أن يعرفه مالك تسلا أو أي EV آخر؟ (نقاط أساسية)

• تحقق دائماً من وجود فتحة خروج يدوية لكل باب وتعليم الأطفال كيفية إنقاذ أنفسهم (إن أمكن).

• لا تتهاون بفحص البطارية الصغيرة—شحنة البطارية الرئيسية لا تكفي لتأمين فتح الأبواب!

• في الحالات الطارئة لا تتردد في كسر الزجاج لإنقاذ الأرواح.

• شركات التصنيع مطالبة بإيجاد توازن بين التقنية وقوة الحلول الميكانيكية التقليدية، خصوصاً للأبواب الخلفية.

• راقب وسائل الإعلام للإطلاع على أي تحديثات رسمية حول الإجراءات التصحيحية أو الاستدعاءات.

مقارنة: أبواب تسلا الإلكترونية أمام الأنظمة التقليدية

"نافذة الأمل"

أب ينطلق للمنزل ويثق بتقنيات سيارته حتى يغلق عليه الباب وتفرغ البطارية… يضطر لكسر الزجاج لينقذ ابنه، ليعرف بعدها أن الأمان الحقيقي ليس دائماً في التقنية. يعلم أسرته التعامل مع حالات الطوارئ ويطالب الشركة بإعادة الاعتبار للبساطة.