- “كماليات تقنية” إلى ركيزة للأمان
- أولًا: ما المقصود بتقنيات السلامة المعززة بالذكاء الاصطناعي؟
- تعريف مبسط
- ما الذي يميزها عن الأنظمة التقليدية؟
- ثانيًا: أبرز أنظمة السلامة الذكية التي يسلط عليها المعرض الضوء
- 1) أنظمة الكبح التلقائي الطارئ (AEB) المعتمدة على رؤية حاسوبية
- 2) أنظمة الحفاظ على المسار ومساعدة التوجيه
- ثالثًا: مراقبة السائق… الذكاء الاصطناعي داخل المقصورة
- 1) أنظمة رصد انتباه السائق
- 2) التعرف على الإيماءات والأوامر الصوتية
- رابعًا: الذكاء الاصطناعي وحماية المشاة ومستخدمي الطريق الضعفاء
- رؤية حاسوبية تتعرف على “الأهداف الأكثر هشاشة”
- سيناريوهات واقعية
- خامسًا: التكامل مع البنية التحتية الذكية في السعودية
- السيارات المتصلة بالمدينة
- الفرص في معرض الرياض 2025
- سادسًا: استفادة السوق السعودي من هذه التقنيات
- طبيعة الطرق وأنماط القيادة
- انسجام مع رؤية السلامة الوطنية
- سابعًا: تحديات تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في السيارات
- 1) ثقة المستخدم
- 2) البنية التحتية والبيئة المحلية
- ثامنًا: كيف يمكن للمستخدم العادي الاستفادة الفعلية من هذه التقنيات؟
- نصائح عملية للسائقين
- معرض الرياض 2025 نافذة على طرق أكثر أمانًا
معرض الرياض 2025 لا يكتفي بعرض أحدث السيارات فحسب، بل يقدّم لمحة واضحة عن المستقبل الفعلي للسلامة على الطرق في السعودية، حيث تتحول تقنيات الذكاء الاصطناعي من أفكار تجريبية إلى أنظمة عملية تستشعر المخاطر قبل حدوثها وتساعد السائق على تفاديها.

“كماليات تقنية” إلى ركيزة للأمان
خلال السنوات الماضية، ظهرت أنظمة مساعدة السائق المتقدمة كخيارات إضافية في كتيبات المواصفات، لكن ما يُعرض في الرياض 2025 يوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح قلب أنظمة السلامة الحديثة، وليس مجرد كماليات.
الشركات العالمية والإقليمية تستعرض أنظمة قادرة على الرؤية، الفهم، واتخاذ القرارات في أجزاء من الثانية، ما يفتح الباب أمام انخفاض حقيقي في نسب الحوادث والإصابات على الطرق السعودية والخليجية.
أولًا: ما المقصود بتقنيات السلامة المعززة بالذكاء الاصطناعي؟

تعريف مبسط
هي أنظمة تستخدم حساسات (كاميرات، رادارات، ليدار) مع خوارزميات تعلم آلي لتحليل المشهد المحيط بالسيارة بشكل مستمر.
الهدف هو فهم السياق:
هل هناك مشاة؟
هل المركبة في المسار الصحيح؟
هل هناك خطر تصادم وشيك من الأمام أو الخلف أو الجوانب؟
ما الذي يميزها عن الأنظمة التقليدية؟
الأنظمة التقليدية تعتمد على عتبات ثابتة (سرعة معينة، مسافة معينة)، بينما تعتمد الأنظمة المعززة بالذكاء الاصطناعي على:
تحليل سلوك السائق.
ظروف الطريق الفعلية.
أنماط حركة المرور المتغيرة.
هذا يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع المواقف المعقدة، مثل الازدحامات المفاجئة أو سلوكيات السائقين غير المتوقعة.
ثانيًا: أبرز أنظمة السلامة الذكية التي يسلط عليها المعرض الضوء
1) أنظمة الكبح التلقائي الطارئ (AEB) المعتمدة على رؤية حاسوبية
تستخدم كاميرات أمامية وخلفية مع خوارزميات لرصد:
السيارات.
الدراجات النارية.
المشاة وراكبي الدراجات.
تستطيع التمييز بين:
مركبة تبطئ بشكل طبيعي.
عائق ثابت مفاجئ.
طفل يندفع نحو الطريق.
في حال تجاهل السائق التحذيرات، تتدخل لتطبيق كبح تلقائي كامل أو جزئي لتخفيف أو منع التصادم.
2) أنظمة الحفاظ على المسار ومساعدة التوجيه
تعتمد على كاميرات أمامية تقرأ علامات المسارات والتضاريس الجانبية للطريق.
الذكاء الاصطناعي يميز بين:
خروج غير مقصود عن المسار بسبب شرود السائق.
تغيير مسار متعمد مع إشارة غماز.
النظام يمكنه:
إصدار اهتزاز في عجلة القيادة.
تطبيق تصحيح بسيط للتوجيه لإعادة السيارة إلى المسار بأمان.
ثالثًا: مراقبة السائق… الذكاء الاصطناعي داخل المقصورة
1) أنظمة رصد انتباه السائق
كاميرات داخلية موجهة نحو وجه السائق تستخدم خوارزميات للتعرف على:
نعاس السائق (إغماض العينين، تكرار التثاؤب).
الشرود (النظر كثيرًا إلى الهاتف أو شاشة أخرى).
عند رصد علامات خطر، ترسل:
تنبيهات صوتية وبصرية.
في بعض السيارات، يمكن أن تقترح توقفًا للراحة أو تقلل من أنماط القيادة الرياضية.
2) التعرف على الإيماءات والأوامر الصوتية
يسمح الذكاء الاصطناعي للسائق بالتحكم في بعض الوظائف (مثل الرد على المكالمات أو التحكم في الملاحة) عبر:
أوامر صوتية طبيعية.
إيماءات بسيطة باليد.
هذا يقلل من حاجة السائق إلى النظر إلى الشاشات أو لمس الأزرار، ما يعني تقليل عوامل التشتيت وتحسين السلامة.
رابعًا: الذكاء الاصطناعي وحماية المشاة ومستخدمي الطريق الضعفاء
رؤية حاسوبية تتعرف على “الأهداف الأكثر هشاشة”
الأنظمة الحديثة قادرة على التمييز بين:
سيارة.
دراجة.
شخص يمشي أو يركض.
هذه القدرة مهمة في المدن السعودية التي تشهد تنوعًا متزايدًا في مستخدمي الطريق (مشاة، سكوترات، دراجات).
سيناريوهات واقعية
طفل يخرج من بين سيارتين متوقفتين:
النظام يلتقط الحركة المفاجئة قبل أن يتمكن السائق حتى من رؤية الطفل بالكامل.
دراجة هوائية تسير في حارة جانبية:
النظام يساعد في التحذير عند فتح الأبواب أو تغيير المسار.
خامسًا: التكامل مع البنية التحتية الذكية في السعودية
السيارات المتصلة بالمدينة
مع مشاريع المدن الذكية في المملكة، يمكن لأنظمة السلامة المعززة بالذكاء الاصطناعي أن تستفيد من:
معلومات عن الحوادث أو الازدحامات قبل الوصول إليها.
إشارات مرور متصلة تخبر السيارة بقرب تحول الإشارة إلى الأحمر.
هذا يسمح للسيارة بأن:
تخفض سرعتها تدريجيًا.
تحذر السائق مبكرًا من المناطق الخطرة (مثل المدارس أو مواقع الصيانة).
الفرص في معرض الرياض 2025
المعرض منصة لعرض حلول تكاملية بين:
شركات سيارات.
مزودي حلول الاتصالات والـ V2X (Vehicle-to-Everything).
الجهات الحكومية المسؤولة عن السلامة المرورية.
سادسًا: استفادة السوق السعودي من هذه التقنيات
طبيعة الطرق وأنماط القيادة
المملكة تضم:
طرقًا سريعة طويلة بين المدن.
شوارع حضرية مزدحمة في مدن كبرى مثل الرياض وجدة.
تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على:
مساعدة السائقين على تجنب الاصطدامات الخلفية في الازدحام.
تقليل الحوادث الناتجة عن السرعة العالية والإرهاق في الطرق الطويلة.
انسجام مع رؤية السلامة الوطنية
السعودية تستثمر في برامج للحد من الحوادث والوفيات على الطرق.
تبني أنظمة السلامة الذكية في السيارات الجديدة يدعم هذه الأهداف عبر:
تقليل الخطأ البشري.
تعزيز ثقافة القيادة الآمنة.
سابعًا: تحديات تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في السيارات
1) ثقة المستخدم
بعض السائقين قد يشعرون بعدم الارتياح لفكرة “سيارة تتدخل في القيادة”.
تحتاج الشركات إلى:
توعية المستخدم بأن هذه الأنظمة مساعدة وليست بديلًا عن الانتباه.
توفير إعدادات تسمح بضبط درجة التدخل حسب تفضيل السائق.
2) البنية التحتية والبيئة المحلية
فعالية أنظمة التعرف على المسار تعتمد على:
وضوح خطوط الطرق.
صيانة جيدة للبنية التحتية.
لذلك، استمرار تطوير الطرق وعلامات المرور في المملكة يعزز كفاءة هذه الأنظمة.
ثامنًا: كيف يمكن للمستخدم العادي الاستفادة الفعلية من هذه التقنيات؟
نصائح عملية للسائقين
عند شراء سيارة جديدة، انتبه إلى حزمة:
أنظمة الكبح التلقائي.
الحفاظ على المسار.
مراقبة النقطة العمياء.
رصد نعاس السائق.
تعرّف على كيفية عمل كل نظام من خلال:
دليل المالك.
تجربة عملية في بيئة آمنة.
لا تعتبر هذه الأنظمة مبررًا للقيادة العدوانية أو استخدام الهاتف، بل شبكة أمان إضافية في حال أخطأت.
معرض الرياض 2025 نافذة على طرق أكثر أمانًا
التقنيات المعززة بالذكاء الاصطناعي التي تُعرض في معرض الرياض 2025 تؤكد أن مستقبل السلامة في السيارات لن يعتمد فقط على الحديد والوسائد الهوائية، بل على الخوارزميات والحساسات والبيانات التي تعمل معًا لحمايتنا حتى عندما نخطئ.
بالنسبة للسائقين في السعودية والمنطقة، هذه التقنيات تمثل فرصة حقيقية للانتقال من مرحلة “رد الفعل بعد الحادث” إلى مرحلة التنبؤ بالمخاطر وتفاديها قبل وقوعها، ليصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا صامتًا لكنه حاسم في كل رحلة على الطريق.


