- مرسيدس-بنز S-280: سيارة متطورة أم ضحية الظروف؟
- تفاصيل الحادث: لحظات مأساوية في نفق ألما
- التحقيقات والجدل: أسئلة بلا إجابات قاطعة
- مصير السيارة بعد الحادث
- إرث الحادث: دروس في السلامة وأثر لا يُمحى
عرفت ديانا سبنسر، بعد زواجها من الأمير تشارلز عام 1981، بحضورها الإنساني وقربها من عامة الشعب، ما جعلها تحظى بلقب "أميرة القلوب". وبعد طلاقها من الأمير تشارلز، بدأت ديانا حياة جديدة بعيداً عن القيود الملكية، لكنها بقيت محط أنظار الإعلام والصحافة، خاصة في علاقاتها الشخصية.
في تلك الليلة، كانت ديانا برفقة رجل الأعمال المصري دودي الفايد، بعد تناول العشاء في فندق الريتز الشهير بباريس. بسبب مضايقات المصورين (الباباراتزي)، قرر الثنائي مغادرة الفندق بسرية، مستخدمين مخرجاً خلفياً وسيارة مرسيدس-بنز S-280 موديل 1996، في محاولة لتجنب الملاحقة الإعلامية.
مرسيدس-بنز S-280: سيارة متطورة أم ضحية الظروف؟
السيارة التي أقلت ديانا ودودي كانت من طراز مرسيدس-بنز S-280، وهي جزء من الفئة S الفاخرة التي اشتهرت بوسائل الأمان المتقدمة في التسعينيات. تميزت السيارة بمحرك سداسي الأسطوانات بقوة 186 حصاناً وسرعة قصوى تصل إلى 210 كم/س، إضافة إلى هيكل معزز، مناطق امتصاص الصدمات، مكابح مانعة للانغلاق (ABS)، ونظام التحكم الإلكتروني بالثبات (ESP).
ورغم تجهيز السيارة بوسائد هوائية أمامية وجانبية، إلا أن وجود ديانا ودودي في المقعد الخلفي قلل من استفادتهما من هذه الوسائد، خاصة مع عدم ارتدائهما لأحزمة الأمان، وهو ما اعتبر لاحقاً عاملاً حاسماً في خطورة الإصابات.
تفاصيل الحادث: لحظات مأساوية في نفق ألما
انطلقت السيارة من الفندق بسرعة عالية، بينما لاحقها عدد كبير من المصورين على الدراجات النارية. رغم محاولة السائق، هنري بول، الهروب من الملاحقة، فقد السيطرة على السيارة عند مدخل نفق جسر ألما، لتصطدم بقوة بأحد أعمدة النفق.
أظهرت التحقيقات أن السيارة كانت تسير بسرعة تقارب 100 كم/س عند لحظة الاصطدام، وهو ما أدى إلى تحطم مقدمتها وانهيار سقفها رغم التعزيزات. وأكد خبراء السلامة أن زاوية الاصطدام، وليس فقط السرعة، كانت السبب الرئيسي في شدة الضرر، حيث أصيب الركاب بجروح قاتلة في لحظات.
التحقيقات والجدل: أسئلة بلا إجابات قاطعة
أثار الحادث موجة من الشائعات ونظريات المؤامرة، خاصة مع شهرة ديانا وعلاقتها بالعائلة الملكية البريطانية. أطلقت شرطة لندن تحقيقاً موسعاً تحت اسم "عملية باجيت" لدراسة كل التفاصيل، من حالة السيارة إلى سلوك السائق ودور المصورين.
خلصت التحقيقات إلى أن السائق، هنري بول، كان تحت تأثير الكحول وبعض الأدوية، ما أثر على قدرته على القيادة. كما اعتبرت المحكمة أن تصرفات المصورين ساهمت في وقوع الحادث، لكن لم تُوجه اتهامات جنائية مباشرة لأي طرف. وأشارت التقارير إلى أن ارتداء ديانا ودودي لأحزمة الأمان كان من الممكن أن ينقذ حياتهما.
مصير السيارة بعد الحادث
بعد الحادث، انتقلت السيارة بين السلطات الفرنسية والبريطانية لإجراء التحقيقات والفحوصات الفنية. ورغم الوعود بتدميرها بعد انتهاء التحقيقات، كشفت تقارير صحفية لاحقاً أن السيارة لا تزال محفوظة في مستودع بباريس حتى عام 2017، ويطالب مالك شركة الليموزين التي كانت تؤجر السيارة باستعادتها.
إرث الحادث: دروس في السلامة وأثر لا يُمحى
حادث وفاة الأميرة ديانا لم يكن مجرد مأساة شخصية أو ملكية، بل سلط الضوء على أهمية وسائل الأمان في السيارات، خاصة أحزمة الأمان، وأعاد النقاش حول مسؤولية الإعلام في ملاحقة المشاهير. كما دفع شركات السيارات لمواصلة تطوير أنظمة السلامة، وأثر بعمق في الوعي الجماهيري حول القيادة الآمنة.
ورغم مرور أكثر من ربع قرن على الحادث، لا يزال اسم مرسيدس S-280 مرتبطاً بتلك الليلة الحزينة، شاهداً على لحظة غيّرت التاريخ وأثرت في وجدان الملايين حول العالم.