- بداية قصة الأسطورة: كيف تشكّل نموذج بوغاتي الأولي ولماذا ظل مخفياً؟
- التصميم الخارجي: نظرة مختلفة بروح بوغاتي مع لمسة “الحشرة”
- المحرك: 18 أسطوانة في شكل “W” وتكنولوجيا متقدمة لخارق محركات المستقبل
- اللمسات النهائية والسرية: نموذج بوغاتي فيرون الأولي كسجل تاريخي
يُعتبر نموذج بوغاتي الأولي السري الذي ظل مخفياً لأكثر من عقدين من الزمن واحداً من أكثر القصص إثارة في تاريخ صناعة السيارات الفائقة الأداء. فقد صمم هذا النموذج المذهل عام 1999 على يد المصمم العالمي والتر دي سيلفا، وكان يحمل محركاً فريداً من نوعه بسعة 6.3 لترات وبـ18 أسطوانة في تكوين "W"، إلى جانب ملامح خارجية تذكّر بالحشرات بسبب رؤوس المصابيح الدائرية التي تميّزه، ما انعكس عليه اسمه “البُغْتي” الذي يحمل نكهة حرفية لاسم بوغاتي.
وقد تم الكشف عن هذا النموذج الأولي مؤخراً في متحف أوتوشتات الألماني في نافذة مشرفة تقع بجوار مصنع فولكسفاجن، الذي استحوذ على حقوق ماركة بوغاتي، مما يضيف لهذا النموذج بُعداً خاصاً في قصته.
بداية قصة الأسطورة: كيف تشكّل نموذج بوغاتي الأولي ولماذا ظل مخفياً؟
قبل أن تصبح بوغاتي فيرون واحدة من أسرع وأبرز السيارات الخارقة في التاريخ، مرّت مرحلة تصميمات مختلفة واختبارات عديدة لرسم هويتها القادمة. بعد استحواذ مجموعة فولكسفاجن على ماركة بوغاتي، انطلقت رحلة لتطوير سيارة فائقة الأداء تدمج بين القوة الهائلة والتقنيات المتقدمة.
خلال هذه المرحلة الاستكشافية كشفت بوغاتي عن عدة نماذج دراسية مفهومية فريدة، منها 18/3 شيرون و18/4 فيرون، وبعضها تم عرضه أمام الجمهور في المعارض العالمية. ولكن أحد تلك النماذج، وهو النموذج الأولي الذي صممه والتر دي سيلفا، ظل طي الكتمان لما يقارب العشرة أعوام بعد تصميمة في 1999، ولم يُكشف عنه سوى عام 2009 من خلال مجلة إيطالية متخصصة، قبل أن يتم عرضه أخيراً في متحف أوتوشتات.
لم يمر هذا النموذج بدورةً عرض السيارات النموذجية المعتادة على الساحات والمعارض الكبرى، بل كان محاطاً بكثير من الغموض حتى سنوات قريبة.
التصميم الخارجي: نظرة مختلفة بروح بوغاتي مع لمسة “الحشرة”
يحمل التصميم الخارجي للنموذج الأولي أثر بوغاتي التقليدي، لكن بتفسير فريد لحصان الحصان الشهير الذي يزين شبك التهوية (Horseshoe Grille) بشكل بيضاوي أكثر انسيابية وجريئة. بخطوطه التي توزّع بزوايا حادة ومصابيح دائرية بارزة “على شكل عيون الحشرة”، يبدو النموذج وكأنه كائن حي في عالم السيارات، وهو الأمر الذي يعزّز تجربة التفرّد التي لطالما ميزت العلامة.
تم طلاء السيارة بدرجة زرقاء متلألئة تلفت الأنظار وتعزز من جماليات الإيطالي والتر دي سيلفا، الذي اشتهر بأسلوبه الديناميكي العاطفي. كما تضمنت خلفية السيارة غطاء المحرك مع منفذ عادم مركزي كبير مستلهم من الحواف الخلفية التي تندمج لتؤكد على هوية بوغاتي الفريدة.
وعلى الرغم من الجدل حول أنها قد تبدو غريبة أو غير متناسقة مقارنة بالفيرون الإنتاجي، إلا أن الكثير من عناصر هذا النموذج أثرت على مظهر فيرون الذي أُطلق في الأسواق لاحقاً.
المحرك: 18 أسطوانة في شكل “W” وتكنولوجيا متقدمة لخارق محركات المستقبل
من أكثر ما يميز هذا النموذج هو محركه المثير، حيث عملت بوغاتي على تطوير محرك W18 يتألف من ثلاثة صفوف كل منها ستة أسطوانات بسعة إجمالية 6.3 لترات. كان هذا المحرك تجربة جريئة وطموحة، أعطت مثالا حقيقياً على الابتكار والتفكير خارج الصندوق في تصميم المحركات الفائقة.
على الرغم من أن هذا المحرك لم يتم الإفصاح عنه في السيارة الإنتاجية النهائية، فإنه شكل الأساس لفهم بعض تقنيات وتوجهات الشركة في تطوير محرك W16 رباعي التيربو، الذي جهّز به فيرون الإنتاجي بقوة تتراوح بين 987 حتى 1,183 حصاناً (1,001 إلى 1,200 حصان ميكانيكي بحسب الإصدار).
يُعد هذا المحرك المكوّن من 18 أسطوانة خياراً فريداً في عالم محركات السيارات، حيث أنه غير متداول إطلاقاً نظراً لتعقيد تصنيعه ووزنه العالي، لكن يسجل له كونه من أشهر التجارب التي حملتها بوغاتي لتطوير تقنياتها.
اللمسات النهائية والسرية: نموذج بوغاتي فيرون الأولي كسجل تاريخي
بعد هذه الأفكار الابتكارية والتصنيفات العديدة من النماذج، قررت الشركة العودة إلى تطوير محرك W16 بدل محرك W18، بينما ساهمت تصميمات والتر دي سيلفا بشكل كبير في تشكيل الهوية البصرية النهائية للفيرون ثم الشيرون.
اليوم، تم عرض هذا النموذج القديم في متحف أوتوشتات المخصص للسيارات في ألمانيا، المتواجد بجوار مصنع فولكسفاجن، ما يجعله متاحاً لعشاق السيارات والمختصين لاكتشاف سحر هذه المرحلة السرية من تاريخ بوغاتي.
لا يوجد موعد معلن لنهاية عرض النموذج في المتحف، لكن يعد فرصة لا تعوض لزيارة المعرض والتعرف على مستقبل بوغاتي الذي كان يتشكل في نهاية القرن الماضي.
نموذج بوغاتي الأولي السري الذي يحمل محرك 18 أسطوانة ورؤوس أنوار تشبه عيون الحشرات، هو شهادة على جرأة العلامة وابتكاراتها المستمرة. إنه يبرز الفجوة بين الفكرة والمنتج النهائي، ويسلط الضوء على رحلات التصميم المعقدة لتقديم واحدة من أعظم السيارات الخارقة في العالم.
في حين أنه لم يرَ النور في الأسواق، فإن روح هذا النموذج لا تزال حاضرة في فيرون وشيرون، لتشكل إرثاً قيماً في عالم السيارات الفائقة. ويُعد عرض هذا النموذج اليوم احتفالاً بتاريخ حافل وعلامة على استمرار الإبداع والتجديد في عالم السيارات الفاخرة.