أكثر سيارة جنوناً في كراج محمد بن سلمان: داخل سباق أغلى مركبة يملكها ولي العهد

عندما تُقاس ثروتك بمئات مليارات الدولارات وتكون واحداً من أقوى القادة على الكوكب، تتوقف “سيارة الأحلام” عن كونها مجرد خيال وتتحول إلى عنصر إضافي في كراج مليء بالجنون أساساً. هذا بالضبط ما ينطبق على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المعروف عالمياً اختصاراً بـMBS، والذي تحولت مجموعة سياراته إلى موضوع viral يتصدر منصات التواصل الاجتماعي، ووثائقيات اليوتيوب، وقنوات أسلوب الحياة الفاخرة.

الجميع يطرح السؤال نفسه: وسط كل هذه الهايبركار، والليموزينات المطلية بالذهب، والسيارات النادرة جداً، أي سيارة هي الأغلى فعلاً في أسطول الأمير؟ الحقيقة أن لا قائمة رسمية منشورة، ولا يوجد “محاسب ملكي” كشف التفاصيل. لكن ما يمكن رصده من الفيديوهات والتسريبات والتقارير يقدّم قائمة مختصرة من سيارات مبالغ في فخامتها لدرجة أن كل واحدة منها تستطيع بسهولة منافسة لقب “أغلى سيارة في أسطول الأمير”. هذا المقال يسلّط الضوء على أبرز هذه المرشحات، والأهم: ماذا تقول كل واحدة منها عن القوة، والمكانة، ووجه royalty في القرن الحادي والعشرين.

ليست مجرد مجموعة سيارات… بل علامة ملكية متحركة

قبل اختيار “الفائز”، من المهم فهم الاستراتيجية خلف كراج ملكي بهذا المستوى. أسطول MBS ليس مخصصاً للذهاب إلى المكتب أو توصيل الأطفال إلى المدرسة. إنه امتداد متحرك لصورته الشخصية والسياسية، وتوقيع بصري يجمع بين الشباب والطموح والقوة وذوق متطرف في الفخامة.

في جانب من الكراج تقف الهايبركار المصممة لتحطيم الأرقام القياسية وتحويل حلبات السباق إلى ساحات لعب خاصة. في الجانب الآخر نجد ليموزينات وSUV فاخرة مكرسة للأمن والراحة والبروتوكول. وبينهما تعيش القطع “المجنونة” فعلاً: نسخ مطلية بالذهب، وبناءات خاصة حسب الطلب، وموديلات نادرة لدرجة أن عدداً محدوداً جداً من الناس حول العالم يستطيع حتى طلبها. مجتمعة، تعمل هذه المجموعة كأنها خزانة ملابس: “إطلالة” سيارة مختلفة لكل دور – القائد الإصلاحي، الملياردير المستقبلي، الملك التقليدي، ورأس الدولة الذي لا يُمس.

مرشحو الهايبركار: سرعة ترتدي تاجاً

لو سألت عشاق السيارات عن السيارة الأرجح أن تكون الأغلى في كراج MBS، سيشير معظمهم أولاً إلى زاوية الهايبركار. هنا تعيش أسماء مثل Bugatti وFerrari وغيرها من الشعارات النخبوية، وكل منها يبدأ سعره من ملايين الدولارات قبل خيارات التخصيص.

بوجاتي شيرون و شيرون سبورت / بيور سبورت

لا تشعر أي مجموعة سيارات خارقة بـ“الكمال” دون وجود بوجاتي، ويُقال إن MBS يمتلك إحدى أكثر نسخها درامية: شيرون سبورت أو بيور سبورت بألوان ملكية عميقة مع ألياف كربون مكشوفة. في عالم الأداء، لا تحتاج هذه السيارة إلى تعريف. محرك W16 سعة 8.0 لتر مزوّد بأربع شواحن توربينية، وقوة تقارب 1500 حصان، وتسارع من 0 إلى 100 كم/س في أقل من 2.5 ثانية تجعلها أقرب إلى تجربة فيزيائية على عجلات من كونها مجرد سيارة.

السعر؟ حتى “شيرون القياسية” هي تصريح بملايين الدولارات، أما الإصدارات الخاصة الأكثر تطرفاً فترفع الرقم أكثر. ومع إضافة مستوى تخصيص ملكي – طلاء فريد، مواد داخلية مصممة خصيصاً، شعارات وطنية مطرزة بطريقة أنيقة في الجلد – يدخل الإجمالي بكل أريحية إلى منطقة منافسة الطائرات الخاصة. بالنسبة لكثيرين، هذه البوجاتي هي المرشح الأول للقب أغلى سيارة لدى MBS لأنها تجمع بين أداء جنوني، وندرة قصوى، واسم تجاري يصرخ: “لا حدود”.

فيراري لافيراري أبيرتا وبقية نسخ “الكأس المقدسة”

فيراري ركن أساسي آخر في أي كراج أحلام، لكن النماذج المرتبطة بـMBS ليست السوبركار V8 التي نراها أمام الفنادق الفاخرة. الحديث هنا عن سيارات قمة مثل LaFerrari، وخاصة النسخة المكشوفة Aperta، المنتجة بأعداد محدودة للغاية لعملاء VIP مختارين مسبقاً.

فيراري في الواقع لا “تبيع” هذه السيارات بالشكل التقليدي، بل تختار من يحق له الشراء. هذا المستوى من الحصرية يخلق سوقاً ثانوية ترتفع فيها القيمة كثيراً عن السعر الرسمي. وعندما تُضاف إليه طلاءات خاصة، ودرجات مطفية مستوحاة من ألوان الصحراء، أو مقصورات داخلية مطورة خصيصاً بناءً على طلب العميل، يصبح الرقم النهائي أقرب إلى مزاد أعمال فنية منه إلى فاتورة معرض. من ناحية القابلية للجمع والقيمة طويلة الأجل، تُعتبر LaFerrari Aperta بمواصفات ملكية واحدة من أثمن الأصول على الإطلاق في كراج الأمير.

قصور متحركة: عندما يكون الأمن أغلى من السرعة

بطبيعة الحال، MBS ليس مجرد عاشق سيارات؛ بل هو أيضاً ولي عهد دولة كبرى. وهذا يعني أنه يحتاج إلى مركبات تؤدي دور مراكز قيادة متنقلة وغرف آمنة مدرعة بقدر ما هي وسائل نقل فاخرة. هنا ينتقل التركيز من أزمنة اللفات على الحلبة إلى مستوى التدريع والتكنولوجيا الخفية.

مرسيدس‑مايباخ S‑Class وPullman Guard

تتمحور أسطول الليموزينات حول أكثر نسخ مرسيدس‑مايباخ S‑Class فخامة، غالباً بنسخ Pullman أو Guard. تخيّل سيدان طويلة يشعر راكبها في الخلف أنها أقرب إلى طائرة خاصة منها إلى سيارة: مساحات جلدية واسعة، تطعيمات خشبية، سقف نجومي بالإضاءة، حجرة تبريد خاصة، وعزل كامل عن العالم الخارجي.

إصدارات Guard تضيف إلى كل ذلك تدريعاً حقيقياً. ألواح هيكل معززة، زجاج مقاوم للرصاص، أنظمة وقود محمية، وإطارات يمكنها مواصلة السير حتى بعد تلفها، كلها ترفع التكلفة كثيراً فوق سعر أي مايباخ “عادية”. بالنسبة لشخصية عالية المخاطر، تعد هذه السيارات أساسية تماماً مثل الحرس الخاص وشبكات الاتصالات الآمنة.

ومع تجميع تكلفة التدريع والتخصيصات الخاصة، يمكن أن يصل سعر سيارة Pullman Guard واحدة إلى سبعة أرقام أو يتجاوزها. ورغم أنها ليست استعراضية مثل بوجاتي، فإنها أكثر أهمية في إدارة نشاط ولي العهد اليومي، بل ويمكن أن تنافس بهدوء في كلفة بنائها سعر كثير من الهايبركار.

الذهب والـOne‑off وقوة الرمزية

إلى جانب الهايبركار والليموزينات، ربما تكون أكثر السيارات إثارة للجدل المرتبطة بـMBS هي النسخ الذهبية والمعدّلة خصيصاً. الصور والتقارير تظهر لامبورغيني، بنتلي، مرسيدس، ورولز‑رويس بطلاءات ذهبية لامعة أو تفاصيل ذهبية، لتحويل سيارات باهظة أصلاً إلى قطع مجوهرات متحركة.

الهيكل المخصص، المواد النادرة، التفاصيل اليدوية في المقصورة، وسمات التصميم الفردية يمكن أن ترفع سعر هذه النسخ إلى أضعاف ثمن السيارة الأساسية. دورها ليس مجرد نقل VIP من نقطة إلى أخرى؛ بل إرسال رسالة بصرية صريحة. بالنسبة لبيت ملكي، أسطول سيارات بلمسة الذهب يشبه لغة دبلوماسية غير منطوقة – طريقة لإظهار الثراء والثقة والفخر الوطني في لمحة واحدة.

مؤخراً، توجّهت الأنظار أيضاً إلى استخدامه لعلامة Hongqi الصينية فائقة الفخامة، والتي أصبحت رمزاً للمكانة بين كبار المسؤولين في بكين. الليموزينات الرسمية الخاصة من Hongqi، التي يُقال إن MBS يستخدمها في بعض المناسبات، تبعث رسالة إضافية: مكانة السعودية وعلاقاتها لم تعد مرتبطة حصراً بعلامات أوروبية أو أمريكية. مراكز الثقل تتغير، والكراج يعكس ذلك.

مقارنة سريعة بين المرشحين الرئيسيين

لتصور سباق “أغلى سيارة”، يمكن تلخيص أبرز المرشحين في الجدول التالي:

إذاً… أيها هي الأغلى فعلاً؟

من منظور تقني بحت، يمكن لبوجاتي بمواصفات قصوى أو رولز‑رويس One‑off أو فيراري خاصة أن تتصدر بسهولة جدول الأسعار الداخلي. لكن من دون عقود رسمية أو فواتير معلنة، سيبقى أي ادعاء بتحديد “رقم واحد” دقيق مجرد تخمين مدروس. الهايبركار تستمد قيمتها من السرعة والهندسة والندرة؛ الليموزينات الرسمية من التدريع والتكنولوجيا والتخصيص؛ أما النسخ الذهبية فتقف في المنتصف بين الفن والهندسة.

الواضح أن أغلى سيارة لدى MBS ليست مجرد رقم مكتوب على أمر شراء، بل مسألة دلالة ومعنى. بوجاتي متوقفة إلى جانب طائرة خاصة ترسل رسالة مختلفة عن مايباخ مدرعة تدخل قمة عالمية، أو Hongqi تقود موكباً رسمياً خلال زيارة قادة من الصين. كل واحدة من هذه السيارات تؤدي دوراً محدداً في صورة مدروسة بعناية لزعيم حديث يجمع بين ثقافة السيارات الخارقة وعالم الجيوسياسة رفيع المستوى.

في النهاية، ليست القضية الحقيقية: “أي سيارة هي الأغلى سعراً؟” بل “كيف تُستخدم كل سيارة لعرض القوة والحداثة والنفوذ؟”. بهذا المعنى، قد يذهب تاج “الأغلى” إلى السيارة الأقدر على تحويل الانتباه إلى سلطة، تلك التي تجعل من نظرة عابرة انطباعاً دائماً عمّا تبدو عليه royalty في القرن الحادي والعشرين.