كارتيأخبارعالم السياراترائدات المقود في الإمارات: نساء يغيّرن قواعد لعبة السيارات من الورش إلى منصات القيادة

رائدات المقود في الإمارات: نساء يغيّرن قواعد لعبة السيارات من الورش إلى منصات القيادة

تمارا شلق
تمارا شلق
تم النشر: 2025-12-23
تحديث: 2025-12-23
الفهرس

لم تعد النساء الإماراتيات المؤثرات في قطاع السيارات اليوم محصورات في أدوار رمزية؛ بل يشاركن بفاعلية في الورش والأندية وغرف الاجتماعات، ويساهمن في رسم مستقبل التنقل في دولة الإمارات.

خلال السنوات الأخيرة، تغيّر المشهد التقليدي لصناعة السيارات في الإمارات بشكل لافت، مع دخول أسماء نسائية إماراتية قوية في مجالات كانت تُعد حكرًا على الرجال، مثل الميكانيكا، إدارة أساطيل التنقل، وقيادة مجتمعات السيارات الفاخرة. لم تعد المرأة مجرد “مستخدمة” للسيارة، بل أصبحت فاعلًا رئيسيًا في صناعة، وخدمة، وتسويق، وتنظيم نشاط السيارات على المستويين المحلي والإقليمي.

هدى المطروشي: أول ميكانيكية إماراتية تكسر احتكار الورش

تُعد هدى المطروشي من أبرز الأسماء النسائية في قطاع الخدمات الفنية للسيارات في الإمارات، وغالبًا ما يُشار إليها كأول ميكانيكية إماراتية تمتلك ورشة خاصة وتديرها بشكل كامل.

  • رحلة من الشغف إلى مشروع متكامل

    • بدأت علاقتها بالسيارات من شغف مبكر بتفكيك الأشياء وفهم طريقة عملها، قبل أن تقرر تحويل هذا الشغف إلى مهنة حقيقية.

    • افتتحت ورشتها الخاصة في إمارة الشارقة، لتكون من أوائل الورش التي تحمل بصمة نسائية إماراتية واضحة في مجال الميكانيكا.

  • تحدي الصورة النمطية في مهنة تقنية

    • واجهت في بداياتها تساؤلات وتشكيكًا من بعض العملاء حول قدرتها على التعامل مع أعطال معقدة، وهو أمر معتاد عند دخول امرأة لمجال تقني تقليدي.

    • مع مرور الوقت، أثبتت كفاءتها عبر جودة العمل وثقة العملاء، ما حوّل قصة الشك الأولى إلى قصة نجاح تُروى كنموذج لتمكين المرأة في المهن الفنية.

  • أثر يتجاوز جدران الورشة

    • أصبحت قصتها مرجعًا إعلاميًا ورسميًا في الحديث عن المرأة الإماراتية في الصناعات غير التقليدية، وتم تسليط الضوء على تجربتها في عدة منصات محلية ودولية.

    • تسهم في تشجيع الفتيات على دخول مجالات مهنية عملية، ليست محصورة في المكاتب، بل تشمل الميكانيكا والصيانة وأعمال الورش.

Arabian Gazelles: أول نادٍ نسائي للسيارات الخارقة في المنطقة

يمثل نادي Arabian Gazelles نموذجًا مختلفًا للتأثير النسائي في عالم السيارات، من زاوية مجتمعية ونمط حياة مرتبط بالسيارات الفاخرة والأداء العالي.

  • فكرة تأسيس نادي نسائي بالكامل للسيارات الخارقة

    • يُعتبر Arabian Gazelles أول نادٍ للسيارات الخارقة مخصص للسيدات في الشرق الأوسط، ويضم عضوات من جنسيات متعددة تقيم في الإمارات.

    • يوفّر النادي بيئة تجمع بين الشغف بالسيارات الفاخرة، وبناء شبكة اجتماعية ومهنية بين سيدات مؤثرات في مجالات مختلفة.

  • أنشطة تعيد تشكيل ثقافة السيارات لدى النساء

    • تنظم عضوات النادي جولات على الطرق السريعة، وفعاليات على الحلبات، ومشاركات في أحداث سيارات دولية، ما يرسخ حضور المرأة في مشهد كان يُنظر إليه سابقًا على أنه “ذكوري بالكامل”.

    • يساهم النادي في كسر الصورة النمطية عن علاقة المرأة بالسيارة، من مجرد وسيلة نقل إلى شغف وهواية واستثمار وشكل من أشكال التعبير عن الذات.

  • تأثير يمتد إلى ريادة الأعمال والتمكين

    • الكثير من عضوات النادي سيدات أعمال أو قياديات في قطاعات أخرى، ما يجعل النادي مساحة لتبادل الخبرات، وفرص الأعمال، وبناء شراكات تتجاوز عالم السيارات نفسه.

    • يسهم هذا النموذج في تعزيز فكرة أن المرأة يمكن أن تكون شريكًا رئيسيًا في أي ثقافة سيارات مزدهرة، سواء على مستوى الملكية أو التأثير المجتمعي.

سيدات القيادة التنفيذية في قطاع التنقل: نموذج سناء وهّامان

بعيدًا عن الورش والأندية، تشغل نساء إماراتيات وعربيات مناصب قيادية في شركات تعمل في مجال السيارات والتنقل والحلول المبتكرة المرتبطة به.

  • دور قيادي في إدارة أساطيل التنقل والحلول الذكية

    • تمثل شخصيات مثل سناء وهّامان، بصفتها رئيسًا تنفيذيًا لكيانات تعمل في مجال التنقل والتجارة، نموذجًا للقيادة النسائية في قطاع يعتمد على إدارة أساطيل كبيرة من السيارات وحلول اشتراك وتنقل مرن.

    • يتضمن العمل في هذا المجال الإشراف على آلاف السيارات، وتطوير منتجات جديدة مثل الاشتراك الشهري في السيارات، والتوسع في خدمات التنقل المتكاملة ضمن مدن الإمارات.

  • برامج تمكين وحوكمة تعزز حضور المرأة

    • المشاركة في مبادرات متخصصة لزيادة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة وقيادة الشركات العاملة في السيارات والمواصلات يعكس توجهًا واضحًا نحو التنوع في القيادة.

    • هذه الجهود تدعم رؤية أوسع لربط نجاح الأعمال بالاستفادة من الكفاءات النسائية في صناعة السيارات والتنقل، بدل حصرها في أدوار تسويقية أو إدارية تقليدية.

  • انعكاس على ثقافة الشركات في الإمارات

    • البرامج الداخلية التي تربط بين تجربة الموظف، وتمكين المرأة، وتحسين بيئة العمل، أصبحت جزءًا من قصص نجاح بعض الشركات العاملة في هذا القطاع.

    • وجود قيادات نسائية في المراكز العليا يرسل رسالة واضحة للشابات الراغبات في الدخول إلى عالم السيارات من بوابة الأعمال والإدارة.

نساء الإمارات بين حلبات السرعة وصناعة المحتوى

التأثير النسائي في عالم السيارات في الإمارات لم يعد محصورًا في الجانب الفني أو الإداري، بل امتد أيضًا إلى حلبات السباق ومنصات التواصل الاجتماعي.

  • عاشقات السرعة وكسر الحواجز على الحلبات

    • تقارير محلية سلطت الضوء على إماراتيات ومقيمات يشاركن في أنشطة مرتبطة بحلبات السباق، تجارب قيادة، وأيام مفتوحة لعشاق الأداء العالي، مع إلمام تقني حقيقي بالمركبات التي يقدنها.

    • هذا الحضور يعزز القبول المجتمعي لفكرة المرأة التي تمارس هواية السرعة والقيادة الرياضية ضمن بيئة منظمة وآمنة.

  • صانعات محتوى سيارات من الإمارات

    • عدد متزايد من النساء في الإمارات يقدمن محتوى متخصصًا في السيارات عبر منصات مثل إنستغرام ويوتيوب وتيك توك، يشمل مراجعات، تجارب قيادة، ونصائح شراء.

    • هذا النوع من المحتوى يخلق لغة مختلفة للتواصل مع جمهور السيارات، ويقدم زاوية نسائية مهنية ومقنعة بعيدًا عن الطابع الاستعراضي السطحي.

  • دعم من شركات السيارات والعلامات العالمية

    • العديد من العلامات التجارية بات يستضيف صانعات محتوى وسيدات مؤثرات في فعاليات الإطلاق وقيادة التجارب الصحفية، ضمن توجه أوسع نحو تمثيل متوازن في الحملات الدعائية.

تمكين مؤسسي من شركات السيارات والعلامات العالمية

لا يقتصر التغيير على المبادرات الفردية؛ فشركات السيارات والمجموعات العالمية العاملة في الشرق الأوسط تبنت أهدافًا واضحة لزيادة مشاركة المرأة في القطاع.

  • رفع نسبة القيادات النسائية في القطاع

    • بعض الشركات أعلنت عن التزام برفع نسبة النساء في المناصب القيادية إلى حوالي 30% في المنطقة، بما في ذلك الأقسام الهندسية والتجارية والاستراتيجية.

    • يشمل ذلك برامج تطوير قيادي مخصصة للموظفات، ومسارات ترقية واضحة من الوظائف التنفيذية المتوسطة إلى الإدارة العليا.

  • بيئات عمل أكثر شمولًا

    • التركيز على سياسات عمل مرنة، وفرص تدريب في قطاعات كانت نادرًا ما تستقطب النساء سابقًا، مثل إدارة المشاريع التقنية وبرامج الكهرباء والتنقل المستدام.

    • هذا التوجه يجعل قطاع السيارات خيارًا مهنيًا أكثر جاذبية للخريجات في تخصصات الهندسة والأعمال والتسويق.

تُظهر قصص هدى المطروشي، ونادي Arabian Gazelles، والقيادات النسائية في شركات التنقل، أن حضور المرأة الإماراتية في عالم السيارات لم يعد استثناءً أو حالة فردية، بل جزءًا من تحوّل هيكلي في القطاع. هذا التحول يجمع بين العمل الفني في الورش، والقيادة التنفيذية في الشركات، والتمثيل المجتمعي والإعلامي عبر النوادي وصناعة المحتوى، ما يفتح أمام الجيل الجديد من الشابات خيارات واسعة لدخول عالم السيارات من زوايا متعددة. ومع استمرار برامج التمكين المحلي والمبادرات المؤسسية لزيادة نسبة النساء في الأدوار القيادية والتقنية، يبدو أن تأثير المرأة الإماراتية في صناعة السيارات والتنقل مرشح للتوسع أكثر خلال السنوات المقبلة، ليس فقط داخل الدولة بل على مستوى المنطقة العربية بأكملها.


اقرأ أيضا:

تمارا شلقتمارا شلق
معلومات رئيس التحرير:

تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.

شارك المقال

السابق: تانك 700 تفرض حضورها القوي في مهرجان ليوا الدولي 2026التالي: لماذا ترتفع حرارة محرك سيارتك في شتاء السعودية؟ أسباب خفية وحلول عملية قبل أن يتلف المحرك