- ولادة ثورة في التصميم
- الحمض الجيني للتصميم: من الإرث إلى التقنية
- أهم إنجازات مركز سنترو ستايل
- "القلم الذي رسم البرق"
- احتفال بطابع لامبورغيني الأصيل
- فلسفة التصميم: ما بعد السيارات
- أقوال تلخص المسيرة
- بالأرقام
- المستقبل عبر "مانيفيستو"
- لماذا يُعتبر سنترو ستايل مهماً؟
على مدار عشرين عاماً، لم يقتصر عمل مركز لامبورغيني للتصميم (Centro Stile Lamborghini) على رسم خطوط سيارات فائقة السرعة، بل على بناء إرثٍ كامل من الجمال والفن الميكانيكي. تأسس هذا المركز في مطلع الألفية الجديدة، ليغيّر إلى الأبد ملامح هوية لامبورغيني ويمنحها استقلالية تصميمية كاملة في رسم مستقبل سياراتها الرياضية الخارقة. من الزوايا الحادة لطراز "مورسيلاجو" إلى الملامح المستقبلية لسيارة "ريفويلتو"، شكّل سنترو ستايل القلب النابض للإبداع على مدى عقدين من الزمن.
واليوم، ومع الاحتفال بالذكرى العشرين على تأسيسه في مقر الشركة بمدينة سانت أغاتا بولونيز، تستعيد لامبورغيني رحلة تحوّل الخيال إلى واقع، وترسّخ مكانتها كمصدر إلهام تصعب منافسته في عالم تصميم السيارات.
![]()
ولادة ثورة في التصميم
على مدى عقود، استعانت لامبورغيني ببيوت التصميم الإيطالية الشهيرة مثل بيرتوني (Bertone) وتورينغ (Touring) وزاغاتو (Zagato)، والتي قدّمت للعالم سيارات خالدة مثل "ميورا" و"كونتاش" و"ديابلو". لكن الانعطافة الحقيقية جاءت عام 2003 عندما قررت الشركة افتتاح أول مركز تصميم داخلي خاص بها — "سنترو ستايل" — لتجمع الإبداع والهندسة والهوية تحت سقف واحد. وفي عام 2005، رأى أول طراز مكتمل من الداخل النور بلمسة هذا المركز.
"مركز سنترو ستايل هو القلب المحرك لعلامتنا التجارية. خلال العشرين عاماً الماضية، تجاوز حدود التصميم، ليس فقط بابتكار سيارات خارقة، بل بصياغة روح لامبورغيني في مجالات أخرى كاليخوت والعمارة وحتى الأزياء."
— ستيفان وينكلمان، الرئيس التنفيذي لشركة لامبورغيني
![]()
الحمض الجيني للتصميم: من الإرث إلى التقنية
يحمل مركز سنترو ستايل بصمة لامبورغيني الأصيلة القائمة على الجرأة والدقة الهندسية والعاطفة الناتجة عن التوازن الجمالي.
1963 – 1970: اعتبر المؤسس فيروتشيو لامبورغيني الجمال مساوياً للأداء، فكانت طرازات 350 GT وميورا مزيجاً بين الأناقة والشراسة.
1980 – 1990: قدمت كونتاش الخطوط الحادة والأبواب المقصّية كمفهومٍ مميز أصبح جزءاً من هوية لامبورغيني.
2000 – حتى الآن: أعاد سنترو ستايل إحياء هذا الإرث باستخدام المواد الحديثة والديناميكا الهوائية المتطورة ليمنح سيارات لامبورغيني لغة تصميم تُعرف حول العالم.
![]()
ومن التفاصيل السداسية في "هوراكان" و"أفينتادور" إلى الخطوط النحتية في "ريفويلتو" وملامح "أوروس" الأنيقة، يتجسد تطور هذا الحمض الجيني في كل سيارة تحمل شعار الثور الغاضب.
![]()
أهم إنجازات مركز سنترو ستايل
مورسيلاجو (2001–2010): آخر سيارة تعاونت فيها لامبورغيني مع مصممين خارجيين قبل الانتقال إلى حقبة التصميم الداخلي.
غالاردو > هوراكان: مكّنت انتقالاً جديداً نحو الديناميكا الهوائية الدقيقة والأداء الموجّه للحلبات.
أفينتادور وريفويلتو: أثبتت التزام لامبورغيني بمحركات V12 وهندسة ألياف الكربون المتطورة.
فينومينو وسيان: نماذج تجريبية أحدثت نقلة في عالم السيارات الهجينة الفائقة.
كونتاش LPI 800-4: إحياءٌ حديث لأيقونة الماضي بأسلوب معاصر يحترم التراث.
"القلم الذي رسم البرق"
ذات مرة، حلم أحد مصممي لامبورغيني بأن يرسم برقاً على الورق — سريعاً، لا يمكن التنبؤ به، وجميلاً. فقال له معلمه: "لا يمكنك رسم البرق، فهو أسرع من القلم." بعد سنوات، أكمل المصمم مخطط أول سيارة كونتاش بخطوط حادة وإضاءة نابضة بالعاطفة، فابتسم وقال: "الآن فهمت كيف يُرسم البرق." ومنذ ذلك اليوم، أصبح كل تصميم من تصاميم لامبورغيني ومضة من هذا البرق.
![]()
احتفال بطابع لامبورغيني الأصيل
للاحتفال بالذكرى العشرين، نظمت الشركة فعالية ضخمة في مقرها جمعت مصممين سابقين وحاليين ونخبة من العملاء والنقاد، حيث كشفت النقاب عن منحوتة تصميمية غاية في الجرأة تُعرف باسم "لامبورغيني مانيفيستو" — ليست سيارة إنتاجية، بل عمل فني بصري يجسد رؤيتها المستقبلية.
"ليست مجرد مجسم، بل رؤية خالصة لكيفية تطور تصميم لامبورغيني خلال العقدين القادمين. مانيفيستو هي احتفاء بالنسب، والضوء، والغرض."
— ميتيا بوركيرت، مدير التصميم في لامبورغيني
الملامح البارزة في مفهوم مانيفيستو:
إضاءة بتوقيع Y، ترمز لاستمرارية الابتكار لدى لامبورغيني.
هيكل انسيابي بخطوط بسيطة بدلاً من الحواف الحادة.
استخدام الهندسة السداسية كتفصيل رئيسي للهوية التصميمية.
ناشر هواء خلفي عملاق مستوحى من سيارات السباق الفائقة الأداء.
ورغم أن مانيفيستو لن تدخل حيز الإنتاج، فإن تأثيرها سيلهم تصاميم الجيل القادم من سيارات لامبورغيني، تماماً كما فعل مفهوم "تيرزو ميلينيو" قبلها.
![]()
فلسفة التصميم: ما بعد السيارات
لم يتوقف تأثير مركز سنترو ستايل عند السيارات، بل امتد إلى مجالاتٍ متعددة أبرزها:
اليخوت الفاخرة: نموذج Tecnomar for Lamborghini 63 يجمع بين الأداء البحري والروح الرياضية.
الهندسة المعمارية والأزياء: شراكات مع شركات تصميم لإدخال فلسفة لامبورغيني الهندسية في المنازل والموضة.
الفن والصوتيات: أنظمة صوت ومنحوتات فنية تعكس هوية العلامة خارج الطرقات.
أصبح سنترو ستايل اليوم مركزاً للثقافة الإيطالية الإبداعية التي تعكس الدقة والجرأة في كل مجال.
أقوال تلخص المسيرة
"التصميم هو روح لامبورغيني. هو ما يربط تراثنا برؤيتنا للمستقبل."
— ستيفان وينكلمان
"نحن في سنترو ستايل لا نصمم سيارات فقط، بل نصمم أحلاماً قابلة للقيادة."
— ميتيا بوركيرت
بالأرقام
المستقبل عبر "مانيفيستو"
يجسّد هذا المفهوم لغة التصميم القادمة لدى لامبورغيني، حيث تلتقي التكنولوجيا الكهربائية بالعاطفة الحسية، والبساطة بالدراما الجمالية. يصفها المصممون بأنها "هندسة عاطفية" تتفاعل فيها الأسطح مع الهواء والضوء والتقنية لتعبّر عن فلسفة لامبورغيني في الجمال الوحشي.
![]()
لماذا يُعتبر سنترو ستايل مهماً؟
لأنه حرّر لامبورغيني من الاعتماد على بيوت التصميم الخارجية.
ولأنه جسّد هوية بصرية متكاملة عبر طرازات الشركة.
ولأنه احتضن المواهب الناشئة وحوّل رسومهم إلى أساطير.
ولأنه وسّع دائرة تأثير العلامة إلى ما وراء عالم السيارات.
في عالم تهيمن عليه فيراري كرمز تقليدي، نجحت لامبورغيني عبر سنترو ستايل أن تصبح الفنان المتمرّد الذي يلوّن المستقبل بأفكار جامحة.
بعد عشرين عاماً من الإبداع، يقف مركز سنترو ستايل اليوم كأحد أهم مراكز التصميم في العالم. لقد أعاد تعريف معنى الجمال في السيارات الخارقة ورسّخ فلسفة تجعل الأداء فناً والقوة عاطفة. ومع دخول العالم حقبة الكهرباء والذكاء الاصطناعي، ستبقى لامبورغيني مخلصة لروحها المتمردة: جريئة، ناطقة بالعاطفة، ومستحيلة التقليد. "مانيفيستو" ليست مجرد احتفال بالماضي، بل إعلانٌ صريح للمستقبل الذي تلتقي فيه السرعة بالفن، والتقاليد بالابتكار.