- بداية القصة: مكبرات صوت تتسبب في ألم دائم
- تفاصيل الدعوى: عيوب تصنيع وصمت فولفو
- تفصيل حكم المحكمة: مسؤولية التصنيع السويدية لا الأمريكية
في عالم السيارات، لا يقتصر التحدي فقط على جودة المحركات أو التصميم الخارجي، بل في التفاصيل التقنية التي تؤثر على تجربة القيادة اليومية — وفي بعض الأحيان تتحول التقنيات المتطورة إلى مصدر للمشاكل الصحية والقانونية، كما حصل مع مالك سيارة فولفو XC90 عندما تحولت مكبرات صوت سيارته إلى صداع مستمر أثر بشكل دائم على حاسة السمع لديه.
في هذه المقالة نتناول قصة الدعوى القضائية المثيرة التي رفعها الممثل السينمائي الأمريكي تيموثي زاجاروس، والتي أثارت جدلاً واسعاً حول مسؤولية شركة فولفو عن جودة نظام الصوت داخل سياراتها، وآثار مضاعفة تتعلق بالصحة المهنية، لتسلط الضوء على تبعات التقنية المتقدمة التي قد تخطئ في بعض الأحيان.
بداية القصة: مكبرات صوت تتسبب في ألم دائم
بدأ الأمر حين كان تيموثي زاجاروس يقود سيارته من طراز فولفو XC90 موديل 2017 في مدينة ناشفيل، تينيسي، في سبتمبر 2022. فجأة، لاحظ صدور صوت عالي ونابض لا هوادة فيه من مكبرات الصوت داخل السيارة، وصفه بأنه "نغمة حادة ومستفزة" تسبب له ألماً جسيمًا في أذنيه.
الواقعة لم تكن مجرد إزعاج لحظي، بل تحول هذا الصوت المستمر إلى معاناة دائمة، حيث أكد زاجاروس في الدعوى القضائية أن ذلك أدى إلى فقدان دائم في سمعه بالإضافة إلى طنين أذني (Tinnitus) مزمن لم يستطع التخلص منه. هذه المشاكل الصحية أثرت أيضاً سلباً على قدرته المهنية كمخرج أفلام، ما دفعه لمطالبة فولفو بتعويضات مالية تصل إلى 30 مليون دولار تعويضية وزجرية.
تفاصيل الدعوى: عيوب تصنيع وصمت فولفو
رفع زاجاروس دعوى بموجب قانون مسؤولية المنتجات في ولاية تينيسي ضد فولفو مدعياً أن الضرر نجم عن عيب تصنيع في نظام مكبرات الصوت الموجود بسيارته. الدعوى تضمنت اتهامات لفولفو بعدم إخطار المستخدمين بالمخاطر المحتملة وعدم اتخاذ أي خطوات لإصلاح أو التنبيه بشأن هذا العيب.
وقد تضمنت الأطراف المدعى عليها في البداية فولفو كار أوف أمريكا الشمالية، وفولفو جروب أوف أمريكا الشمالية، إضافة إلى شركة فولفو كار يو إس إيه. لكن المحكمة ألغت الملاحقات ضد الشركة الأم في الولايات المتحدة، لتترك القضية تحت النظر ضد شركة فولفو السويدية (Volvo Car Corporation)، التي تم تحديدها على أنها الشركة المصنعة للسيارة في مصنع تورسلاندا بالسويد.
تفصيل حكم المحكمة: مسؤولية التصنيع السويدية لا الأمريكية
في حكم حديث أصدرته المحكمة الفيدرالية في وسط تينيسي، قضت القاضية أليتا تروغر برفض جميع الادعاءات ضد فولفو كار يو إس إيه لعدم وجود أدلة ملموسة تربطها مباشرة بصناعة أو بيع السيارة المعنية. أكدت المحكمة أن السيارة صُنعت في السويد بواسطة الشركة الأم، وأن وجود اسم "فولفو" في اسم الشركة الفرعية الأمريكية لا يثبت مسؤوليتها القانونية.
تبقى قضية تيموثي زاجاروس علامة استثنائية تعكس أن حتى الشركات الكبيرة كفولفو قد تواجه قضايا تتعلق بجودة مكونات السيارة الداخلية التي لم تحظَ كثيراً بالاهتمام في السابق. هذه القضايا قد تفتح الباب لمزيد من الدعاوى التي تركز على الصحة والسلامة داخل السيارة بدلاً من التركيز الكلي على المحرك والسلامة الخارجية.
تطوير أنظمة صوتية متقدمة ومريحة يجب أن يقترن دائماً بضوابط صارمة تتجنب التأثير على السائقين صحياً، ومراقبة دائمة لحماية المستخدمين من أي أضرار محتملة.