- الضمان وتكاليف الصيانة: الأولوية الأولى
- الاستدامة البيئية وكفاءة استهلاك الوقود
- التكنولوجيا المتقدمة: مطلب أساسي وليس رفاهية
- خدمة ما بعد البيع وقيمة إعادة البيع
- اختلاف الأولويات بين الأجيال
- نصيحة للمشترين الجدد
- مستقبل سوق السيارات في الإمارات
تشهد سوق السيارات في دولة الإمارات تحولاً ملحوظاً في أولويات المشترين، حيث لم تعد المظاهر الجذابة أو قوة المحرك هي العوامل الحاسمة عند اتخاذ قرار الشراء. فقد كشفت دراسة حديثة، أُجريت بتكليف من فولكسفاغن أبوظبي ونفذتها شركة "يوغوف" على أكثر من ألف مقيم في الإمارات، عن تغيّر جذري في معايير اختيار السيارة المثالية لعام 2025. اليوم، أصبح المستهلك الإماراتي أكثر وعياً وواقعية، إذ يركز على القيمة طويلة الأمد، الكفاءة الاقتصادية، والتأثير البيئي، متجاوزاً بذلك مفاهيم الرفاهية التقليدية.
الضمان وتكاليف الصيانة: الأولوية الأولى
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 40% من المشترين يعتبرون الضمان القوي وتكاليف الصيانة المنخفضة هما العاملان الأكثر تأثيراً في بناء الثقة بالعلامة التجارية. ويُعزى ذلك إلى طبيعة الحياة في الإمارات، حيث المسافات الطويلة، وحرارة الصيف الشديدة، وأهمية قيمة إعادة البيع تجعل من التفكير في تكاليف الملكية على المدى البعيد أمراً أساسياً. يقول جوردان ووكر، المدير العام لفولكسفاغن أبوظبي: "هذا يوضح أن المشترين لا ينظرون فقط لسعر الشراء، بل يحسبون تكلفة امتلاك وصيانة السيارة على المدى الطويل – وهذا أمر منطقي تماماً".
الاستدامة البيئية وكفاءة استهلاك الوقود
تأتي الاستدامة البيئية وكفاءة استهلاك الوقود في المرتبة الثانية من اهتمامات المشترين بنسبة 34%، في ظل ارتفاع أسعار الوقود وازدياد الوعي البيئي في المجتمع الإماراتي. لم يعد المستهلك يبحث فقط عن سيارة اقتصادية، بل أصبح يهتم بما تقدمه العلامة التجارية من حلول صديقة للبيئة، خاصة مع توسع خيارات السيارات الهجينة والكهربائية في السوق المحلية، إلى جانب الحوافز الحكومية التي تشجع على اقتناء هذه الفئة من السيارات.
التكنولوجيا المتقدمة: مطلب أساسي وليس رفاهية
أشار 33% من المشاركين إلى أن وجود تقنيات متطورة وأنظمة ذكية في السيارة أصبح من أهم العوامل المؤثرة في قرار الشراء. لم تعد أنظمة المساعدة على القيادة أو التكامل مع الهواتف الذكية مجرد إضافات، بل أصبحت ضرورة في ظل التقدم التكنولوجي السريع وتغير توقعات المستهلكين.
خدمة ما بعد البيع وقيمة إعادة البيع
احتلت جودة خدمات ما بعد البيع المرتبة الرابعة بنسبة 32%، تليها قيمة إعادة البيع بنسبة 31%. هذا يعكس رغبة المشترين في الشعور بالطمأنينة طوال فترة امتلاك السيارة، وضمان الحصول على قيمة جيدة عند الرغبة في بيعها مستقبلاً.
اختلاف الأولويات بين الأجيال
كشفت الدراسة عن وجود فجوة واضحة بين الأجيال في معايير اختيار السيارة. فالسائقون الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً يركزون بشكل كبير على الجوانب العملية، حيث اختار نصفهم تقريباً الضمان والصيانة كأهم عامل. في المقابل، أظهر المشترون الأصغر سناً (18-24 عاماً) اهتماماً أكبر بتاريخ العلامة التجارية (30%) وآراء الأصدقاء والمجتمع (20%)، ما يعكس تأثرهم بثقافة الإنترنت والتواصل الاجتماعي.
نصيحة للمشترين الجدد
تؤكد نتائج الاستطلاع أن على من يرغب في شراء سيارة جديدة في الإمارات أن ينظر أبعد من السعر المبدئي. فاختيار سيارة ذات ضمان طويل وتكاليف صيانة منخفضة وكفاءة عالية في استهلاك الوقود، قد يوفر الكثير من المال على المدى الطويل، ويسهم في تقليل البصمة الكربونية وحماية البيئة.
مستقبل سوق السيارات في الإمارات
مع استمرار التحول نحو التنقل الذكي والمستدام، من المتوقع أن تزداد المنافسة بين العلامات التجارية التي تقدم مزايا عملية وأداء صديقاً للبيئة. فالمستهلك الإماراتي اليوم أكثر وعياً، ويبحث عن حلول تلبي احتياجاته اليومية وتتماشى مع تطلعات المجتمع نحو مستقبل أكثر استدامة.
في الختام، لم تعد سوق السيارات في الإمارات تقتصر على الرفاهية أو الأداء، بل أصبحت ساحة تنافسية تعتمد على الابتكار، القيمة طويلة الأمد، والاهتمام بالبيئة. الشركات التي تدرك هذا التحول وتستجيب له بمنتجات وخدمات عملية وذكية ستنجح في كسب ثقة وولاء العملاء في السنوات القادمة.