- الأصل والهدف من الضوء الأحمر الوميض
- الفرق بين الضوء الأحمر و ضوء الفرامل
- متى يظهر هذا الضوء الوميض؟
- قواعد وضع الضوء وأهميتها التقنية
- الأهمية والتأثير في أجواء السباق
إذا كنت من متابعي سباقات الفورمولا 1، ربما لاحظت ضوءًا أحمر صغيرًا يومض في الخلفية خلال السباقات، خاصة في الأجواء الممطرة أو عند تحرك السيارة ببطء في منطقة الحظائر. كثيرون يتجاهلون هذا الضوء ويركزون على السرعات الهائلة والمنافسات النارية، لكن هذا الضوء ليس مجرد ديكور بل أحد أهم أنظمة السلامة في رياضة السيارات.
الأصل والهدف من الضوء الأحمر الوميض
يعد هذا الضوء الأحمر الوميض من متطلبات الاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، وهو مخصص لتحسين الرؤية خصوصًا في الظروف الصعبة مثل الأمطار الغزيرة التي تحول المضمار إلى سحب من رذاذ الماء. في مثل هذه الحالات يكون من الصعب على السائقين رؤية السيارات التي أمامهم، وهنا يبرز دور هذا الضوء الذي يخترق الضباب ويجعل السيارات أكثر وضوحًا مما يقلل من خطر الحوادث.
لكن الضوء لا يُستخدم فقط في الطقس السيء؛ مع إدخال التكنولوجيا الهجينة الحديثة في سيارات الفورمولا 1 منذ عام 2014، أصبح للضوء وظيفة إضافية مهمة. عندما تبدأ السيارة في استعادة الطاقة عن طريق نظام استرجاع الطاقة (ERS)، خصوصًا وحدة المحرك-المولد الحركي (MGU-K)، يبدأ المحرك في تقليل قدرته على التسارع أثناء استخدام المكابح لاستعادة الكهرباء. هذا يعني أن السيارة تتحرك بأداء أقل من المعتاد، ويبدأ الضوء الأحمر يومض لإعلام السائقين خلف السيارة أن السيارة أمامهم قد تبطئ بشكل مفاجئ مما يمنحهم فرصة للاستجابة وتفادي التصادم.
الفرق بين الضوء الأحمر و ضوء الفرامل
من المهم فهم أن هذا الضوء الوميض الأحمر لا يُعتبر ضوء فرامل تقليدي؛ لأن سيارات الفورمولا 1 لا تستخدم أضواء فرامل كما تعرفها في السيارات العادية. ظهر هذا الضوء لأول مرة منذ عقود كميزة أمان في الأجواء الممطرة، لكنه تطور ليصبح أداة مهمة في عصر السيارات الهجينة.
متى يظهر هذا الضوء الوميض؟
يرى المتابع للسباقات أن الضوء الأحمر الوميض يعمل في عدة مواقف مختلفة وليس فقط في الأجواء الممطرة، منها الجولات التأهيلية، وجولات التدريب، وجولات التشكيل قبل انطلاق السباق، وكذلك عند العودة إلى الحظائر أو عندما يتم تفعيل سيارة الأمان. في حالات نادرة قد يتحول اللون من الأحمر إلى الأخضر، وهو إشارة إلى وجود سائق مبتدئ أو سائق لم يحصل على رخصة FIA كاملة، وهو بمثابة بشرى للسائقين الآخرين بخصوص خبرة السائق خلف عجلة القيادة.
قواعد وضع الضوء وأهميتها التقنية
يلتزم الاتحاد الدولي للسيارات بمجموعة صارمة من القواعد حول تركيب هذا الضوء، حيث يجب أن يكون مثبتًا بدقة على ارتفاع 300 مليمتر من مستوى مرجعي محدد مع هامش خطأ لا يتعدى 5 مليمترات، ويوجه مباشرة إلى الخلف بزاوية 90 درجة. غالباً ما يكون الضوء مثبتاً فوق الناشر الهوائي الخلفي وتحت الجناح الخلفي.
بالإضافة إلى الضوء الأساسي، تمت إضافة أضواء وامضة إضافية على نهايات الأجنحة الخلفية في السيارات الحديثة، والتي تكون متزامنة مع الضوء الأساسي. هذا التزام أمني إضافي يساهم في زيادة وضوح السيارة حتى في ظل الضباب، رش الماء والعوامل البيئية الأخرى التي قد تعيق الرؤية.
الأهمية والتأثير في أجواء السباق
في بيئة تتسم بالسرعة القصوى والحساسية العالية، حيث يتم قياس ردود الفعل بالميلي ثواني، يوفر هذا الضوء الأحمر الوميض نظام تحذير مبكر للسائقين لمساعدتهم في اتخاذ رد فعل آمن. يمكن للوميض أن يمنع اصطدامات مدمرة ويحافظ على استمرارية السباق بسلاسة.
حتى مع بساطته وشكله الصغير، يحمل هذا الضوء مسؤولية كبيرة جدا في تعزيز السلامة، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من التكنولوجيا المعقدة لسيارات الفورمولا 1 الحديثة.
الضوء الأحمر الوميض الموجود في خلف سيارات الفورمولا 1 ليس مجرد تزيين أو عنصر جمالي، بل هو أداة حيوية تساعد على تحسين الرؤية في ظروف الطقس السيء وتنبيه السائقين أثناء استرجاع الطاقة أو تباطؤ السيارة. يضمن تطبيق هذه التقنية بصرامة من قبل الاتحاد الدولي للسيارات أعلى مستويات السلامة ويقلل من المخاطر المحتملة في بيئة سباق عالية السرعة.
في المرة القادمة عندما ترى ذلك الضوء الأحمر يومض خلف سيارة فورمولا 1، تذكر أنه يحمل رسالة أمان هامة تخدم السائقين والتجربة الكاملة لرياضة المحركات.