- تفاصيل الأزمة المالية لشركة السيارات الكهربائية الصينية
- نفي رسمي لشائعات الاستحواذ
- الأزمة المالية المتفاقمة ومحاولات إعادة الهيكلة
- جهود لجمع تمويل جديد
- إجراءات قانونية تشير إلى احتمال الإفلاس
- تداعيات الأزمة على صناعة السيارات الكهربائية الصينية
تفاصيل الأزمة المالية لشركة السيارات الكهربائية الصينية
شهدت شركة نيتا أوتو، إحدى الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية في الصين، تطورات دراماتيكية خلال الأشهر الأخيرة، حيث انتشرت شائعات حول احتمال استحواذ شركة تويوتا اليابانية العملاقة عليها. إلا أن كلا الشركتين نفيا هذه الأنباء بشكل رسمي، فيما تشير المستجدات القضائية إلى أن نيتا أوتو قد تواجه إجراءات الإفلاس بدلاً من الاندماج أو الاستحواذ، في ظل أزمات مالية متفاقمة تهدد مستقبل الشركة.
نفي رسمي لشائعات الاستحواذ
في بداية عام 2025، تصاعدت التكهنات حول استحواذ محتمل من قبل تويوتا على نيتا أوتو، خاصة بعد الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الصينية والدولية. لكن تويوتا الصين سارعت إلى نفي هذه الشائعات بشكل قاطع. حيث صرح "شيو ييمينغ"، رئيس قسم التواصل الإعلامي في شركة تويوتا موتور (الصين)، قائلاً: "لم نسمع عن هذا الموضوع من قبل، ونطلب المساعدة في توضيح هذه الشائعة."
وبالمثل، أكدت شركة نيتا أوتو نفسها أن هذه الأخبار غير صحيحة، مما وضع حدًا للشائعات التي أثارت قلق المستثمرين والعملاء على حد سواء.
الأزمة المالية المتفاقمة ومحاولات إعادة الهيكلة
رغم نفي الاستحواذ، لم تستطع نيتا أوتو تجاوز أزمتها المالية التي بدأت تتفاقم منذ نهاية 2024. في مارس 2025، شهدت الشركة ضغطًا متزايدًا من قبل مورديها الذين طالبوا بحلول عاجلة لسداد الديون المتراكمة. وقد انعقد اجتماع هام للموردين في مقر الشركة في شنغهاي، حيث تم الاتفاق على خطة لإعادة هيكلة الديون.
أعلنت نيتا أوتو في 25 مارس أنها توصلت إلى اتفاقيات لتحويل الديون إلى أسهم مع 134 من مورديها الرئيسيين، بمبلغ إجمالي يزيد عن 2 مليار يوان (ما يعادل حوالي 285 مليون دولار أمريكي). وشملت هذه الاتفاقيات كبار الموردين مثل شركة CATL المتخصصة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وشركة Gotion High-Tech وغيرها من الشركات الكبرى في سلسلة التوريد.
جهود لجمع تمويل جديد
في محاولة لتجاوز الأزمة، عقدت نيتا أوتو اجتماعًا مع المساهمين في يناير 2025 لمناقشة جولة تمويل من الفئة E، تهدف لجمع مبلغ يتراوح بين 4 إلى 4.5 مليار يوان (570 إلى 640 مليون دولار أمريكي). وكان من المتوقع أن يساهم المستثمر الرئيسي بمبلغ حوالي 3 مليارات يوان (430 مليون دولار أمريكي).
وفقًا لخطة الشركة، كان من المقرر أن تصل هذه الأموال في أبريل 2025، لتستخدم في استعادة الإنتاج وتمويل عمليات التطوير المستقبلية. إلا أن مصادر داخل الشركة أكدت أن هذه الأموال لم تصل حتى منتصف مايو، مما زاد من تعقيد الوضع المالي للشركة.
إجراءات قانونية تشير إلى احتمال الإفلاس
في تطور جديد، كشفت سجلات المحكمة بتاريخ 13 مايو 2025 أن الشركة الأم لنيتا أوتو، شركة "هوزون نيو إنرجي أوتوموبيل" (Hozon New Energy Automobile Co., Ltd)، تواجه الآن مراجعة قضائية لطلب الإفلاس. حيث تقدمت شركة "شنغهاي يوكسينغ للإعلانات" بطلب رسمي إلى المحكمة الابتدائية المتوسطة في مدينة جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ، لبدء إجراءات الإفلاس ضد الشركة.
وفقًا للقانون الصيني للإفلاس، تبدأ العملية عادة بطلب إعادة هيكلة أولي أو طلب رسمي للإفلاس. بمجرد تقديم طلب التصفية من قبل الدائن، يجب على المحكمة إخطار الشركة المدينة خلال خمسة أيام. ثم يكون أمام الشركة سبعة أيام للاعتراض على الطلب أو تقديم خطة لإعادة الهيكلة.
إذا تم قبول إعادة الهيكلة، يتعين على الشركة أو المسؤول المعين تقديم مسودة خطة إعادة الهيكلة إلى المحكمة واجتماعات الدائنين خلال ستة أشهر من قرار المحكمة، لبدء عملية الإنقاذ المالي.
تداعيات الأزمة على صناعة السيارات الكهربائية الصينية
تمثل أزمة نيتا أوتو انعكاسًا لتحديات تواجه العديد من شركات السيارات الكهربائية الناشئة في الصين، التي تعاني من ضغوط مالية متزايدة بسبب المنافسة الشرسة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وصعوبة تأمين التمويل اللازم للتوسع والتطوير.
تعتبر نيتا أوتو واحدة من الشركات التي حققت نموًا سريعًا في السنوات الماضية، لكنها الآن تواجه اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على الصمود في سوق متغير ومتقلب. وقد تؤدي هذه الأزمة إلى إعادة هيكلة واسعة النطاق في قطاع السيارات الكهربائية الصيني، وربما إلى خروج بعض الشركات من السوق أو اندماجها مع لاعبين أكبر.
في ظل نفي شركة تويوتا لأي نية للاستحواذ على نيتا أوتو، تتجه الشركة الصينية الناشئة نحو مواجهة مصير غير مؤكد بين محاولات إعادة الهيكلة وإجراءات الإفلاس المحتملة. تعكس هذه التطورات واقعًا صعبًا يعيشه قطاع السيارات الكهربائية في الصين، حيث تتطلب المنافسة الشديدة والضغوط المالية حلولًا مبتكرة وإدارة حذرة لضمان الاستمرارية.
تبقى أنظار المستثمرين والمراقبين موجهة إلى الخطوات القادمة التي ستتخذها نيتا أوتو وشركتها الأم، والتي قد تحدد مستقبلها في أحد أكثر الأسواق تنافسية في العالم.