- تحرك رسمي لمواجهة ممارسات غير تقليدية في سوق السيارات
- استراتيجية خفية لكسر قيود التسعير دون الإضرار بصورة العلامة
- تحركات تنظيمية لإعادة ضبط سوق السيارات المستعملة في الصين
مع تصاعد المنافسة بين شركات السيارات في السوق الصيني، برزت إلى السطح ظاهرة غير مألوفة أثارت قلق الجهات الرقابية، تتمثل في بيع سيارات مسجلة رسميًا لكن لم تُستخدم فعليًا منذ إنتاجها. هذا النوع من السيارات، المعروف باسم "السيارات المستعملة بصفر كيلومتر"، دفع وزارة التجارة الصينية إلى تنظيم اجتماع عاجل يجمع كبار المصنعين والهيئات المعنية، بهدف مناقشة تداعيات هذه الظاهرة المتنامية على سوق السيارات المحلية.
تحرك رسمي لمواجهة ممارسات غير تقليدية في سوق السيارات
أفادت وكالة رويترز أن وزارة التجارة الصينية تستعد لعقد اجتماع موسع يجمع نخبة من كبار مصنعي السيارات والهيئات الصناعية لمناقشة ظاهرة بيع السيارات المسجلة دون أن تُستخدم فعلياً. ومن بين أبرز الجهات المدعوة شركتا بي واي دي ودونغفنغ موتور، إلى جانب جهات مرجعية مثل رابطة مصنعي السيارات في الصين ورابطة وكلاء السيارات، فضلاً عن عدد من منصات بيع وتداول السيارات المستعملة.
وبحسب مصادر مطلعة، من المقرر أن يُعقد الاجتماع يوم الثلاثاء في فترة ما بعد الظهر، حيث سيركز على تفشي هذه الظاهرة التي أصبحت محور نقاش متكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تزايد القلق من انعكاساتها على نزاهة السوق واستقراره.
استراتيجية خفية لكسر قيود التسعير دون الإضرار بصورة العلامة
في تصريح مثير للانتباه، أشار وي جيانجون، رئيس مجلس إدارة شركة غريت وول موتور، إلى أن ما يُعرف بظاهرة السيارات المستعملة بصفر كيلومتر جاء نتيجة مباشرة لسنوات من المنافسة السعرية الحادة بين شركات السيارات في السوق الصيني. وأوضح أن آلاف السيارات تُعرض حالياً عبر المنصات الإلكترونية بوصفها مستعملة، رغم أنها لم تُقَد مطلقاً منذ لحظة تسجيلها وترخيصها.
وبحسب جيانجون، تُستخدم هذه الطريقة كأداة لتجاوز القيود المفروضة على الأسعار الرسمية، حيث تتيح للشركات تقديم تخفيضات غير معلنة دون الإضرار بالقيمة التسويقية لعلامتها التجارية. ويُعتبر هذا الأسلوب وسيلة تسويقية رمادية، تسهم في تحقيق الأهداف البيعية بشكل غير مباشر، لكنه يطرح في المقابل تساؤلات حقيقية حول نزاهة السوق وحقوق المستهلكين، في ظل غياب ضوابط واضحة لهذا النوع من المعاملات.
تحركات تنظيمية لإعادة ضبط سوق السيارات المستعملة في الصين
نقلت منصة Cailian الإعلامية أن الجهات التنظيمية في الصين وجّهت دعوات رسمية إلى عدد من شركات صناعة السيارات والموردين للمشاركة في ندوة موسعة، تهدف إلى تطوير آليات توزيع السيارات المستعملة. ركزت هذه الندوة على التحديات المتصلة بسيارات الصفر كيلومتر، مع بحث سبل تعزيز تداول هذا النوع من السيارات بما يحقق حماية المستهلك ويساهم في تحفيز نمو السوق بطريقة منظمة.
ويأتي هذا التحرك في مرحلة حساسة، حيث يُنظر إلى سوق السيارات المستعملة كأحد الأعمدة الداعمة لصناعة السيارات المحلية. وتسعى الحكومة من خلال هذه المبادرات إلى تنظيم النشاط التجاري والحد من الفوضى الناتجة عن ممارسات غير خاضعة للرقابة، قد تؤدي إلى اختلالات في العرض والطلب وتشوه التنافسية داخل السوق.
ولا يمكن إغفال أن الصين، بصفتها أكبر سوق للسيارات عالمياً، تلعب دوراً محورياً في رسم ملامح السياسات التجارية المرتبطة بالقطاع. لذلك فإن أي إجراءات تنظيمية تُطبق داخل السوق الصيني قد تُحدث تأثيرات مباشرة على أسواق أخرى، لا سيما في ظل التوسع الملحوظ للعلامات الصينية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وعلى رأسها شركة بي واي دي التي تواصل تعزيز وجودها العالمي بثقة واضحة واستراتيجية توسعية مدروسة.