- من محرك متواضع إلى قلب إيطالي ينبض بالقوة
- هيكل معزز لمواجهة القوة الإضافية
- ناقل حركة بورشه ونظام تعليق رياضي
- أول ظهور رسمي: من SEMA إلى شوارع أتلانتا
- فلسفة التعديل: الحفاظ على الروح مع تحديث الأداء
- تحديات هندسية وحلول مبتكرة
- تجربة قيادة غير مسبوقة
لطالما ارتبط اسم ديلوريان DMC-12 بأسطورة سينمائية وذكريات جيل الثمانينيات، لكن أداءها الميكانيكي ظل نقطة ضعفها الأبرز. اليوم، تعود هذه الأيقونة إلى الأضواء بعد أن خضعت لعملية تعديل جريئة، استبدلت خلالها محركها الأصلي بمحرك فيراري V8 قوي، لتتحول من سيارة كلاسيكية إلى وحش أداء حقيقي يجمع بين الحنين والقوة الحديثة.
من محرك متواضع إلى قلب إيطالي ينبض بالقوة
اشتهرت ديلوريان بتصميمها الفريد وبريقها المعدني، لكن محركها الأصلي V6 المستورد من رينو لم يكن يومًا على مستوى طموحات عشاق الأداء. هذا الواقع دفع فريقًا من خبراء التعديل إلى اتخاذ قرار جريء: استبدال المحرك بمحرك فيراري V8 سعة 4.3 لتر، مأخوذ من سيارة فيراري كاليفورنيا 2012 تعرضت لحادث. هذا القلب الجديد يمنح السيارة قوة 453 حصانًا، أي ما يفوق بثلاثة أضعاف تقريبًا قوة المحرك الأصلي.
لم يكن الأمر مجرد استبدال محرك، بل مشروع هندسي متكامل استغرق شهورًا من التعديلات الدقيقة والتصنيع الخاص لحل تحديات التوافق بين الهيكل والمحرك الجديد.
هيكل معزز لمواجهة القوة الإضافية
تستند ديلوريان إلى هيكل "باك بون" (Backbone) تقليدي، وهو أقل صلابة من الهياكل الحديثة ذات التصميم الصندوقي أو السلمي. حتى مع محركها الأصلي، كان الهيكل يعاني من بعض الانثناءات تحت الضغط، فما بالك بمحرك فيراري V8 قوي؟ لذلك، عمل الفريق على تدعيم الهيكل وتعزيز نقاط التحميل لضمان قدرة السيارة على تحمل القوة الجديدة دون فقدان الاستقرار أو السلامة.
ناقل حركة بورشه ونظام تعليق رياضي
لتحقيق أفضل توازن بين القوة والتحكم، تم تزويد السيارة بناقل حركة يدوي من بورشه 911 بست سرعات، ما يمنح السائق تجربة قيادة رياضية أصيلة. كما تم تطوير نظام التعليق بالكامل باستخدام نوابض KW الرياضية، وأذرع تحكم مصنوعة من الألمنيوم، وجلود مطاطية محسنة، ما ساهم في رفع مستوى الثبات والاستجابة على الطريق.
العجلات الجديدة أكبر حجمًا من الأصلية لكنها تحافظ على الطابع الكلاسيكي، في حين تم تركيب مكابح أكبر لضمان قدرة السيارة على التوقف الآمن عند القيادة بسرعات عالية. أما الإطارات، فتم اختيار طراز Toyo R888 الرياضي لتوفير أقصى درجات التماسك.
أول ظهور رسمي: من SEMA إلى شوارع أتلانتا
رغم أن السيارة ظهرت لأول مرة في معرض SEMA 2024 الشهير، إلا أنها لم تكن جاهزة للقيادة الفعلية حينها. بعد أشهر من العمل والتطوير، انطلقت ديلوريان المعدلة لأول مرة بقوتها الجديدة إلى فعالية "Caffeine and Octane" في أتلانتا، جورجيا، حيث جذبت أنظار الحضور وأثارت إعجاب عشاق السيارات المعدلة.
هذه الفعالية، المعروفة بجمعها لأغرب وأجمل السيارات، كانت المسرح المثالي لاستعراض هذا المشروع الفريد الذي جمع بين عبقرية التصميم الكلاسيكي وقوة الهندسة الحديثة.
فلسفة التعديل: الحفاظ على الروح مع تحديث الأداء
ما يميز هذا المشروع ليس فقط القوة الإضافية، بل الحرص على الحفاظ على هوية ديلوريان الأصلية. فقد تم اختيار عجلات تحاكي التصميم الكلاسيكي، مع لمسات عصرية في نظام التعليق والمكابح، ما يجعل السيارة تبدو وكأنها خرجت من مصنع ديلوريان لكن بروح فيراري.
حتى التفاصيل الداخلية تم الاعتناء بها لضمان تجربة قيادة رياضية بدون التضحية بعناصر الراحة أو الطابع الأصلي للسيارة.
تحديات هندسية وحلول مبتكرة
واجه الفريق العديد من التحديات التقنية، أبرزها توافق المحرك مع الهيكل، وتوزيع الوزن الجديد، وضبط نظام التبريد ليتناسب مع متطلبات محرك فيراري القوي. كما تطلب الأمر تعديل نظام العادم بالكامل، وتصميم أجزاء مخصصة لضمان الأداء الأمثل دون التأثير على متانة السيارة.
كل هذه التعديلات تمت برعاية FuelTech، التي وفرت الدعم التقني واللوجستي للمشروع، ما ساهم في إنقاذ ديلوريان كانت بلا محرك، وإعادة الحياة لمحرك فيراري من سيارة تعرضت لحادث.
تجربة قيادة غير مسبوقة
النتيجة النهائية هي سيارة تجمع بين الحضور الأسطوري لديلوريان وصوت وأداء فيراري الرياضي. تجربة القيادة أصبحت أكثر إثارة، مع استجابة فورية للمحرك، وثبات محسّن، وقدرة على التسارع والتوقف تليق بسيارة سوبركار.
هذه النسخة المعدلة ليست مجرد مشروع استعراضي، بل سيارة عملية يمكن قيادتها يوميًا أو المشاركة بها في فعاليات السيارات الرياضية، ما يجعلها حلمًا يتحقق لعشاق السيارات المعدلة والكلاسيكية على حد سواء.