نيسان تستعد لتصدير سياراتها الكهربائية المصنعة في الصين إلى الأسواق العالمية

تخطط شركة نيسان اليابانية لإطلاق استراتيجية جديدة تهدف إلى توسيع نطاق مبيعات سياراتها الكهربائية المصنعة في الصين لتشمل الأسواق العالمية، بدءًا من عام 2026. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود نيسان لتعزيز حضورها في قطاع السيارات الكهربائية المتنامي، والاستفادة من القدرات الإنتاجية والتكلفة التنافسية التي توفرها مصانعها في الصين.

تأسيس شركة مشتركة للتصدير بين نيسان ودونغفنغ

في يونيو 2025، أعلنت نيسان وشريكها الصيني المحلي "دونغفنغ موتور" عن تأسيس شركة مشتركة جديدة مخصصة لتصدير السيارات، برأس مال مسجل يبلغ مليار يوان صيني (حوالي 140 مليون دولار أمريكي). تمتلك نيسان 60% من أسهم هذه الشركة، بينما تملك دونغفنغ النسبة المتبقية. وتهدف هذه الشركة إلى تنظيم عمليات التصدير وتوسيع شبكة نيسان في الأسواق الخارجية، خصوصًا في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، مع احتمالية التوسع إلى أوروبا وأستراليا.

سيارة نيسان N7 الكهربائية: نموذج رئيسي للتصدير

تعتبر سيارة نيسان N7، وهي سيدان كهربائية متوسطة الحجم طورتها الشركة المشتركة في الصين، النموذج الأول الذي ستبدأ نيسان بتصديره. أطلقت السيارة في السوق الصينية في أبريل 2025، وحققت نجاحًا سريعًا بحصولها على أكثر من 10,000 طلب شراء، ما يجعلها أسرع علامة تجارية مشتركة تحقق هذا الرقم في الصين. يبدأ سعر السيارة من حوالي 119,900 يوان (حوالي 16,450 دولارًا أمريكيًا)، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا مقارنة بموديلات كهربائية أخرى في السوق.

التحديات التقنية والقانونية في التصدير

تعتمد سيارة N7 على برمجيات متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي من شركات صينية، وهو ما قد يواجه قيودًا تنظيمية في بعض الأسواق العالمية التي تفرض قيودًا على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الصينية. لذلك، تستثمر نيسان في شركة تطوير برمجيات محلية تُدعى IAT Automobile Technology لتطوير حزمة برمجيات جديدة تناسب الأسواق الخارجية، مما يضمن توافق السيارة مع المتطلبات القانونية والتقنية في تلك الأسواق.

توسيع مجموعة السيارات الكهربائية

بالإضافة إلى N7، تخطط نيسان لتصدير نماذج أخرى من السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، ومنها شاحنة كهربائية صغيرة ستطرح في السوق الصينية قبل نهاية عام 2025. كما تعمل الشركة على تطوير 10 سيارات جديدة تعمل بالطاقة النظيفة بحلول منتصف عام 2027، ما يعكس التزامها بتعزيز محفظتها من المركبات الكهربائية والهجينة.

استراتيجية نيسان للتعافي والنمو

تواجه نيسان تحديات مالية وإدارية، من بينها تأخر إطلاق موديلات جديدة وتعقيدات في سلاسل التوريد. وفي مايو 2025، أعلنت الشركة خطة تعافي تشمل خفض عدد الموظفين بحوالي 20,000 موظف، وتقليص عدد مصانعها من 17 إلى 10 مصانع، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف. كما تسعى نيسان لجعل السيارات الكهربائية مركز استراتيجيتها المستقبلية، مع التركيز على الأسواق التي تشهد طلبًا متزايدًا على هذه الفئة.

الأسواق المستهدفة للتصدير

تركز نيسان على تصدير سياراتها الكهربائية المصنعة في الصين إلى مناطق جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، حيث تمتلك الشركة بالفعل شبكة خدمات ما بعد البيع، مما يسهل دخول هذه الأسواق وتعزيز ثقة العملاء. كما تدرس الشركة إمكانية دخول السوق الأوروبية والأسترالية، حيث يزداد الاهتمام بالسيارات الكهربائية الصينية ذات الأسعار التنافسية.

أهمية هذه الخطوة لنيسان

تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه صناعة السيارات الكهربائية تنافسًا متزايدًا، خاصة مع تصاعد حضور الشركات الصينية التي تقدم سيارات بأسعار منخفضة وجودة مقبولة. من خلال الاستفادة من الإنتاج المحلي في الصين، تستطيع نيسان تقديم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، مما يساعدها على استعادة حصتها السوقية وتحقيق نمو مستدام.

تسعى نيسان من خلال تصدير سياراتها الكهربائية المصنعة في الصين إلى تعزيز مكانتها في الأسواق العالمية، مستفيدة من التكلفة المنخفضة والتكنولوجيا المتقدمة. مع تطوير البرمجيات المناسبة للأسواق الخارجية وتوسيع مجموعة السيارات الكهربائية، تضع نيسان نفسها في موقع قوي لمواجهة تحديات السوق وتحقيق تحول ناجح نحو مستقبل كهربائي مستدام.