شهدت جودة السيارات تحسنًا كبيرًا على مدار العقود الماضية. ومع ذلك، فإن دراسة "جي دي باور" لجودة السيارات في الولايات المتحدة لعام 2025، التي نُشرت في 13 فبراير، تشير إلى أن الشركات المصنعة تسير في الاتجاه الخاطئ فيما يتعلق بجودة السيارات على المدى الطويل. هذا التراجع يشكل تحديًا متزايدًا لشركات السيارات والسائقين والموردين على حد سواء.
على عكس التقارير المشابهة، تركز دراسة "جي دي باور" على المشكلات التي يبلغ عنها الملاك الأصليون بعد ثلاث سنوات من الاستخدام. في حين أن تقييم الجودة في الأشهر الثلاثة الأولى من الملكية مهم، فإن توسيع الدراسة إلى ثلاث سنوات يوفر بيانات أكثر دقة حول الموثوقية طويلة الأجل.
تعتمد "جي دي باور" في قياس الموثوقية على مقياس "عدد المشاكل لكل 100 سيارة" (PP100). كلما كان الرقم أقل، كانت السيارة أكثر موثوقية، مما يعني عددًا أقل من المشكلات المُبلغ عنها.
تغطي الدراسة تسع فئات للسيارات وتقيّم 184 مشكلة محددة، تشمل أنظمة التحكم في المناخ، وأنظمة القيادة، والمقاعد، ومجموعة نقل الحركة، والمقصورة الداخلية، وتقنيات مساعدة السائق. في عامها السادس والثلاثين، جمعت الدراسة آراء 34,175 من الملاك الأصليين لسيارات طراز 2022.
لكن كيف كان أداء شركات السيارات خلال السنوات الثلاث الماضية؟ ليس جيدًا. وفقًا للدراسة، وصلت مشاكل السيارات إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2009، حيث بلغ متوسط الصناعة 202 مشكلة لكل 100 سيارة، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 12 مشكلة لكل 100 سيارة، أي ارتفاع بنسبة 6% مقارنة بدراسة 2024.
ترجع "جي دي باور" هذا التراجع في المقام الأول إلى العلامات التجارية ذات الإنتاج الواسع، والتي شهدت زيادة قدرها 16 مشكلة لكل 100 سيارة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المشكلات المتعلقة بالبرمجيات. نتائج دراسة 2025 ليست مفاجئة، حيث إن موثوقية السيارات تتراجع منذ عدة سنوات.
قال جيسون نورتون، مدير تقييم السيارات في "جي دي باور"، في بيان صحفي: "كانت مشكلات سلاسل التوريد، وارتفاع أسعار السيارات إلى مستويات قياسية، وتأثير الجائحة من بين العوامل التي ساهمت في هذا التراجع".
كما كان متوقعًا، تصدرت لكزس دراسة "جي دي باور" لجودة السيارات لعام 2025، حيث سجلت 140 مشكلة لكل 100 سيارة. لكن المفاجأة كانت احتلال بويك المركز الثاني بـ 143 مشكلة، تليها مازدا في المركز الثالث بـ 161 مشكلة. أما تويوتا، التي لطالما كانت رائدة في الجودة، فجاءت في المركز الرابع برصيد مميز بلغ 162 مشكلة لكل 100 سيارة.
جاءت كل من كاديلاك، شيفروليه، جي إم سي، بورشه، بي إم دبليو، ميني، كيا، وهوندا بأداء أعلى من متوسط الصناعة البالغ 202 مشكلة لكل 100 سيارة. في المقابل، سجلت فورد وإنفينيتي أداءً أقل من المتوسط بفارق بسيط، حيث سجلت كل منهما 208 مشاكل لكل 100 سيارة.
أما في أسفل القائمة، فقد سجلت فولكس فاجن أكبر عدد من المشكلات، بمعدل 285 مشكلة لكل 100 سيارة. كما حققت كل من كرايسلر، جيب، أودي، لاند روفر، وميتسوبيشي نتائج ضعيفة، حيث تجاوزت جميعها 256 مشكلة لكل 100 سيارة.
لا تزال مشكلات الاتصال بـ "آبل كاربلاي" و"أندرويد أوتو" تشكل تحديًا كبيرًا لشركات السيارات، حيث تسببت وحدها في 8.4 مشاكل لكل 100 سيارة، مقارنة بـ 6.3 في العام الماضي. كما تستمر أنظمة البلوتوث والواي فاي في التسبب بمزيد من المتاعب للمصنعين.
عند النظر في أنظمة الدفع، أظهرت السيارات الكهربائية تحسنًا ملحوظًا في الموثوقية، حيث ارتفعت درجاتها بمقدار 33 نقطة مقارنة بعام 2024. ومع ذلك، تراجعت السيارات الهجينة القابلة للشحن بمقدار 26 نقطة، مما جعلها الفئة الأقل موثوقية بين جميع أنظمة الدفع. ومن المثير للاهتمام أن السيارات الهجينة التقليدية أثبتت أنها الأكثر اعتمادية، متفوقة على السيارات التي تعمل بالبنزين والكهرباء، بينما احتفظت السيارات التي تعمل بالديزل بمرتبة أعلى من السيارات الهجينة القابلة للشحن.
بشكل عام، صنفت "جي دي باور" سيارة تويوتا أفالون على أنها الأكثر موثوقية، إلى جانب تصدر كورولا وكامري لفئاتهما. بشكل مفاجئ، تفوقت نيسان مورانو وكيكس في فئتيهما، رغم أن نيسان كعلامة تجارية سجلت أداءً أقل من المتوسط (215 مشكلة لكل 100 سيارة).