- مفاجأة على شكل خنفساء
- قلب تسلا وبطاريات بورشه: تركيبة غير عادية
- أرقام أداء تحرج السوبركارز
- المدى والاستخدام اليومي
- شاسيه وكوابح على طريقة بورشه
- مظهر خارجي كلاسيكي يخفي ما تحته
- مقصورة تمزج الأصالة مع الرياضة
- رحلة 8000 كيلومتر لإثبات الجِدّية
- مقارنة مبسّطة مع بورشه 911 GT3
- “حكاية” على الطريق
- أكثر من مشروع “تعديل”
هذه الخنفساء الكلاسيكية تبدو من بعيد كأي فولكس واجن عادية خرجت من زمن أبسط، لكنها في الحقيقة مشروع متطرف يخلط بين تسلا وبورشه في جسم سيارة شعبية صغيرة. تحت هذا السقف الدائري اللطيف يختبئ أكثر من 600 حصان كهربائي، وتسارع من 0 إلى 100 كم/س في 2.9 ثانية فقط، ما يجعلها أسرع إلى 60 ميل/س من بورشه 911 GT3 الحديثة ومقاربة لزمن لامبورغيني فائقة الأداء.
![]()
مفاجأة على شكل خنفساء
بداية قصة هذه السيارة كانت في ساحة خردة في كاليفورنيا، حيث وُجدت Beetle مهجورة بحالة لا توحي أبداً بما ستصبح عليه لاحقاً. تم شراؤها وشحنها إلى ألمانيا، وهناك تولّت ورشة Knepper Bugs & More مهمة إعادتها للحياة، لكن ليس بالطريقة التقليدية عبر محرك بوكسر هواء صغير، بل عبر مشروع Restomod كهربائي يضعها في مستوى السوبركارز من حيث الأداء.
الهدف لم يكن مجرد ترميم خنفساء كلاسيكية، بل خلق سيارة تجمع شكل الماضي بروح المستقبل، وتثبت أن التحويل الكهربائي يمكن أن يحوّل “سيارة القرية الهادئة” إلى وحش صامت يهزم سيارات رياضية أسطورية.
![]()
قلب تسلا وبطاريات بورشه: تركيبة غير عادية
تم التخلص من مجموعة الحركة الأصلية بالكامل، واستبدالها بوحدة المحرك المثبّتة على المحور الخلفي من Tesla Model S.
جرى تعديل النظام ليعمل بجهد أعلى من الأصل، ما يرفع القوة إلى أكثر من 600 حصان تقريباً مع عزم يقارب 700 نيوتن متر، أي ما يوازي ثلاثة أضعاف قوة بعض الهاتشباك الساخنة الحديثة.
الطاقة تخزنها 17 وحدة بطارية مأخوذة من Porsche Taycan، ما يعني أن السيارة تستفيد من خلايا مصممة أصلاً لتغذية سيدان كهربائية عالية الأداء.
عُمُد إدارة من Porsche 930 تتولى نقل هذا العزم الكبير للعجلات الخلفية بشكل موثوق.
بهذا المزيج، تتحول الخنفساء إلى “فرانكشتاين كهربائي” يجمع هندسة تسلا وبطاريات بورشه وملامح فولكس واجن الكلاسيكية في حزمة واحدة متماسكة.
![]()
أرقام أداء تحرج السوبركارز
التسارع من 0 إلى 100 كم/س يتم خلال 2.9 ثانية، وهو رقم يضع السيارة في منطقة السوبركار بدون مبالغة.
للمقارنة، تحتاج بورشه 911 GT3 الحديثة إلى نحو 3.4 ثانية لنفس الانطلاق، بينما تسجل بعض لامبورغيني الهجينة الجديدة حوالي 2.7 ثانية، ما يعني أن الخنفساء قريبة جداً من عالمها.
مع هذا التسارع، تصبح أي إشارة مرور أو انطلاق على طريق سريع فرصة لإثبات أن الشكل الكلاسيكي لا يعني بالضرورة أداء قديماً.
الأجمل أن كل هذا يحدث بصمت نسبي؛ لا هدير محرك ولا عادم صاخب، فقط صفير إطارات وعجلة قيادة تحاول نقل كل هذا العزم إلى الأسفلت.
المدى والاستخدام اليومي
رغم تركيز المشروع على الأداء، لم يتم إهمال الجانب العملي:
في قيادة هادئة نسبياً، يمكن للسيارة أن تقطع حوالي 250 كم في الشحنة الواحدة، وهو مدى محترم لمشروع Restomod كهربائي.
عند القياد ة الهجومية والاستفادة الكاملة من التسارع والقوة، ينخفض المدى إلى حوالي 100 كم تقريباً، وهو متوقع في هذا النوع من السيارات الموجهة للمتعة أكثر من كونها وسيلة مواصلات يومية.
هذا يضعها في خانة “سيارة عطلة نهاية الأسبوع” المثالية: رحلات قصيرة، قهوة، تجمع سيارات، ثم شحن ليلي استعداداً للجولة التالية.
![]()
شاسيه وكوابح على طريقة بورشه
القوة وحدها لا تكفي، لذلك تم تحديث الأنظمة الميكانيكية المحيطة بها:
كثير من مكونات التعليق والفرامل تم استعارتها من Porsche 944، وهي سيارة معروفة بتوازنها الجيد وثباتها.
استخدام أجزاء من شركات معروفة في أنظمة التعليق مثل KW وBilstein ساعد على ضبط سلوك السيارة بحيث يمكن التحكم في قوتها بأمان أكبر.
النتيجة خنفساء ما زالت خفيفة ومرنة في المنعطفات، لكنها في الوقت نفسه تتحمل التسارع والتباطؤ على مستوى سيارات رياضية حقيقية.
بهذه التوليفة، لا تقتصر التجربة على الانطلاق في خط مستقيم، بل تمتد إلى ثبات في المنعطفات وفرملة واثقة عندما يحين وقت إرجاع الوحش إلى حدود السرعة.
مظهر خارجي كلاسيكي يخفي ما تحته
من الخارج، لم يُفسد أصحاب المشروع روح Beetle الكلاسيكية:
تم إعادة العمل على الهيكل بشكل كامل وطلاؤه بدرجة جميلة من الأزرق تحمل اسم Marathon Blue، تضيف لمسة أنيقة تحترم تاريخ الخنفساء.
ركّبت السيارة على جنوط بورشه كلاسيكية مع خفض لارتفاع التعليق، ما يمنحها وقفة رياضية أكثر عدوانية دون أن تبدو “مفروضة بالقوة”.
تمت إضافة جناح صغير من الكربون فايبر في الخلف، لكنه بقي متواضع الحجم بحيث لا يسرق الأضواء من الخطوط الأصلية للسيارة.
بهذا، تبقى السيارة بالنسبة للمارة مجرد خنفساء أنيقة، إلى أن يضغط السائق على دواسة الكهرباء ليتغير كل شيء في ثانية.
مقصورة تمزج الأصالة مع الرياضة
في الداخل، حافظ المشروع على روح البساطة الكلاسيكية:
لوحة العدادات الأصلية وعدّاد السرعة تم تجديدهما، لكن شكلهما بقي قريباً جداً من التصميم الذي اعتاده عشاق Beetle القديمة.
المقاعد استبدلت بمقاعد Recaro مأخوذة من BMW 2002، ما يضيف دعماً جانبياً أفضل للسائق والراكب مع طابع كلاسيكي رياضي يناسب روح المشروع.
ناقل الحركة التقليدي اختفى وحل مكانه واجهة رقمية صغيرة تعمل كعنصر تحكم لاختيار وضع القيادة للأمام أو الرجوع، بما يتوافق مع طبيعة نظام الدفع الكهربائي.
النتيجة مقصورة تبدو للوهلة الأولى مألوفة وبسيطة، قبل أن تلاحظ التفاصيل التي تفضح أن هذه ليست خنفساء عادية على الإطلاق.
رحلة 8000 كيلومتر لإثبات الجِدّية
لتأكيد أن هذه السيارة ليست مجرد “قطعة استعراض على منصة” بل مشروع مكتمل قادر على الحياة الفعلية على الطرق، تم قيادتها في رحلة طويلة تجاوزت 8000 كم:
شملت الرحلة عدداً من الدول الأوروبية مثل بلجيكا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال ولوكسمبورغ.
امتدت المغامرة حتى عبور مضيق جبل طارق والوصول إلى شمال أفريقيا، في استعراض واضح لثقة الورشة في اعتمادية المشروع.
مثل هذه الرحلة تعطي أي مشتري محتمل أو متابع انطباعاً أن ما تم بناؤه قادر على تحمّل ظروف الاستخدام الحقيقي، وليس مجرد رقم تسارع impressive على الورق.
مقارنة مبسّطة مع بورشه 911 GT3
يمكن تقريب الصورة للقارئ بوضع مقارنة ذهنية بين الخنفساء وبورشه 911 GT3:
بورشه مصممة من الصفر كسيارة حلبات وحلم لعشاق الأداء.
الخنفساء، في المقابل، وُلدت كسيارة شعبية اقتصادية بسيطة.
ومع ذلك، بفضل التحويل الكهربائي، أصبحت الخنفساء تتفوق في التسارع من الثبات، لتثبت أن التكنولوجيا الحديثة قادرة على قلب التراتبية التقليدية في عالم الأداء.
“حكاية” على الطريق
يمكن تخيل المشهد على طريق سريع:
تقف خنفساء زرقاء صغيرة إلى جانب بورشه رياضية عند إشارة مرور. السائق في البورشه يبتسم بثقة، فالتاريخ في صفه.
تضيء الإشارة الخضراء، ينطلق الطرفان، لكن الخنفساء تُفاجئ الجميع بقفزة صامتة، تتقدم، وتبتعد تدريجياً بينما تتقلص بورشه في مرآتها الخلفية.
عند أول توقف، يقترب الفضوليون ليسألوا: “ما الذي فعلتموه بهذه الخنفساء؟” ليكتشفوا أن الإجابة عبارة عن ثلاث كلمات: تسلا + بورشه + فولكس واجن.
![]()
أكثر من مشروع “تعديل”
هذه الخنفساء ليست مجرد سيارة معدلة سريعة؛ هي بيان تصميمي وتقني عن المستقبل الذي يمكن أن يجمع بين التراث والأداء والكهربة في قالب واحد.
هي رسالة تقول إن السيارات الكلاسيكية لا يجب أن تُركن في المتاحف أو المناسبات فقط، بل يمكن أن تعود إلى الطرق بقوة حديثة، وبروح تحترم الماضي لكنها لا تخشى منافسة أقوى ما أنتجه الحاضر من سوبركارز.
