كارتيأخبارعالم السياراتهل السيارات الكهربائية أصلب من البنزين في الفيضانات؟ الحقيقة الكاملة عن مخاطر الغرق وأضرار المياه الخفية

هل السيارات الكهربائية أصلب من البنزين في الفيضانات؟ الحقيقة الكاملة عن مخاطر الغرق وأضرار المياه الخفية

تمارا شلق
تمارا شلق
تم النشر: 2025-12-19
تحديث: 2025-12-20
الفهرس

مع تزايد انتشار السيارات الكهربائية في المنطقة، لم يعد السؤال فقط عن المدى أو الشحن، بل عن سلوكها في الظروف القاسية مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول. كثيرون يتصورون أن وجود كهرباء عالية الفولت يعني خطرًا أكبر دائمًا، بينما آخرون يعتقدون أن غياب المحرك التقليدي يمنح السيارة الكهربائية أفضلية تلقائية في المياه، والحقيقة تقع في المنتصف بين هذين التصورين. هذا المقال يسلّط الضوء على نقاط القوة والضعف في كل من السيارات الكهربائية وسيارات البنزين عند مواجهة الماء، مع أمثلة عملية ونصائح سلامة ضرورية للسائق في منطقتنا.

أولًا: ماذا يحدث للسيارة عند الغمر بالمياه؟

قبل مقارنة الأنواع، من المهم فهم ما تفعله المياه في السيارة عمومًا، سواء كانت كهربائية أو تقليدية.

  • الماء عدو للأنظمة الميكانيكية والكهربائية معًا:

    • يمكن أن يتسبب في دخول الأوساخ والطين إلى المكونات المتحركة، ما يؤدي إلى احتكاك زائد وتآكل مبكر.

    • كما يمكن أن يسبب قصرًا كهربائيًا أو صدأًا في الوصلات والأجزاء المعدنية الدقيقة داخل الأنظمة الإلكترونية.

  • عمق المياه ومدة الغمر عاملان حاسمان:

    • المرور السريع في بركة سطحية يختلف تمامًا عن بقاء السيارة نصف غارقة لساعات.

    • كلما ازداد العمق وطالت المدة، زاد احتمال الوصول إلى المكوّنات الحرجة مثل وحدة التحكم، البطارية، أو المحرك.

بناءً على ذلك، لا توجد سيارة “مضادة للغرق”، بل مستويات مختلفة من الاحتمال والضرر حسب التصميم وطريقة الاستخدام.

مزايا محتملة للسيارات الكهربائية في الفيضانات

رغم انطباع “الكهرباء تعني خطرًا أكبر”، تحمل السيارات الكهربائية بعض نقاط القوة التصميمية عند التعامل مع المياه.

تصميم أبسط وعدد أجزاء متحركة أقل

  • غياب المحرك التقليدي وعلبة التروس المعقدة:

    • السيارات الكهربائية تعتمد على محرك كهربائي أو أكثر مع ناقل حركة أبسط وأجزاء متحركة أقل بكثير من سيارات البنزين.

    • هذا يعني أن عدد المكوّنات الميكانيكية القابلة للتلف بسبب الطين والماء أقل نسبيًا.

  • نظريًا، إصلاحات أقل في بعض الحالات:

    • إذا لم تتضرر البطارية أو وحدة التحكم، قد تكون بعض عمليات الإصلاح أبسط من محرك احتراق داخلي مليء بالسوائل والفلاتر والحساسات.

    • مع ذلك، يتطلب التعامل مع الأنظمة عالية الفولت فنيين متخصصين وتجهيزات سلامة متقدمة.

مكوّنات رئيسية محمية ومضادة للماء جزئيًا

  • حزم البطاريات والمحركات الكهربائية عادةً ما تكون:

    • مغلقة داخل حاويات محكمة الإغلاق ومصنّفة لمقاومة درجة معينة من الغمر بالماء.

    • مصممة وفق معايير عزل عالية لتتحمل المطر، البرك، وغسيل السيارات عالي الضغط ضمن حدود محددة.

  • أنظمة العزل والمراقبة:

    • معظم السيارات الكهربائية تحتوي على مراقبة مستمرة للعزل بين النظام عالي الفولت وجسم السيارة.

    • أي خلل يُكتشف بسرعة ويمكن أن يؤدي إلى إيقاف أجزاء من المنظومة لحماية الركاب.

أنظمة أمان وإيقاف تلقائي

  • الإغلاق التلقائي عند الاشتباه بقصر كهربائي:

    • في حال استشعار قصر أو خلل في الدوائر عالية الفولت، يمكن للسيارة فصل البطارية عن بقية النظام تلقائيًا.

    • هذا يقلل خطر استمرار تدفق الكهرباء في وسط مغمور بالماء.

  • حساسات وأكواد أعطال متقدمة:

    • بعد التعرض للماء، يمكن للنظام تسجيل أعطال وتحذيرات تساعد الفنيين على تحديد المناطق المتضررة بدقة.

كل هذه العناصر تجعل السيارة الكهربائية، على الورق، مجهزة بطريقة مختلفة للتعامل مع الماء مقارنة بالسيارة التقليدية، لكن ذلك لا يعني immunity أو أمانًا مطلقًا في الفيضانات.

نقاط ضعف خطيرة للسيارات الكهربائية في حال الغمر

في المقابل، تحمل السيارات الكهربائية مخاطر فريدة عندما يتجاوز الماء الحدود التي صممت لمواجهتها.

اختراق المياه للمكوّنات عالية الفولت

  • رغم أن البطارية والمحرك مغلقان، إلا أن:

    • الغمر العميق أو الطويل في مياه ملوّثة (طين، أملاح، ملوثات كيميائية) يمكن أن يتسبب في تلف موانع التسرب مع الوقت.

    • أي فشل في الإغلاق قد يؤدي إلى تآكل داخلي أو قصر كهربائي خطير.

  • بعد فيضانات عنيفة، سُجّلت حالات اشتعال لبعض السيارات الكهربائية بسبب تفاعل البطاريات مع المياه المالحة أو الأضرار الداخلية المتأخرة.

مخاطر السلامة بعد الغرق

  • سيارة كهربائية مغمورة أو متضررة من الفيضان ليست آمنة للمس أو النقل بواسطة أشخاص غير مدرّبين:

    • احتمالية وجود تيار في مناطق غير متوقعة، حتى مع أنظمة الأمان، تجعل التعامل معها يجب أن يكون من خلال فرق إنقاذ وفنيين متخصصين.

    • قد تحتاج السيارة إلى عزل في منطقة خاصة ومراقبة لاحتمال حدوث تفاعل حراري متأخر في البطارية (Thermal Runaway).

تكاليف الإصلاح المرتفعة

  • أي ضرر في البطارية أو وحدة التحكم الإلكترونية قد يعني فاتورة إصلاح ضخمة:

    • استبدال حزمة البطاريات أو إصلاحها غالبًا أعلى بكثير من صيانة محرك تقليدي متضرر بالماء.

    • حتى مع وجود عدد أجزاء متحركة أقل، قيمة المكون الواحد في السيارة الكهربائية أعلى بكثير.

في بعض الحالات، قد تُعتبر السيارة الكهربائية المتضررة من الغمر “خسارة كلية” اقتصاديًا حتى لو كان التلف متركزًا في مكوّن رئيسي واحد.

سيارات البنزين في الفيضانات: أضرار من نوع آخر

سيارات الاحتراق الداخلي ليست أفضل حالًا بالضرورة، لكنها تتضرر بطريقة مختلفة وأكثر تقليدية من منظور الورش.

المحرك ومنظومة السحب

  • خطر دخول الماء إلى مجرى الهواء/فلتر الهواء:

    • إذا وصل الماء إلى داخل غرف الاحتراق، يمكن أن يسبب ما يعرف بالـ “Hydrolock”، حيث يمنع الماء حركة البساتم ويتسبب في تلف حاد للمحرك.

    • إصلاح هذا النوع من التلف مكلف جدًا وغالبًا ما يستدعي استبدال المحرك أو إجراء عمرة شاملة.

أنظمة الوقود والزيوت

  • اختلاط الماء مع الوقود أو الزيوت:

    • يؤدي إلى فقدان التزييت المناسب، تآكل داخلي، وصدأ في الأجزاء الدقيقة مثل الحاقنات ومضخة الوقود.

الإلكترونيات والحساسات

  • السيارات الحديثة تعج بوحدات التحكم والحساسات:

    • الماء يمكن أن يتلف وحدات التحكم بالمحرك، أنظمة ABS، وحدات الوسائد الهوائية وغيرها.

    • على الرغم من أن ارتفاع تكاليف الإلكترونيات أقل عادة من بطارية EV كاملة، إلا أن تراكم الأعطال قد يجعل السيارة أيضًا غير اقتصادية للإصلاح.

مع ذلك، يتوفر في معظم الأسواق عدد أكبر بكثير من الورش القادرة على التعامل مع أضرار الغمر في سيارات البنزين مقارنة بالسيارات الكهربائية.

أضرار الهيكل والصدأ: عدو مشترك بين EV والبنزين

سواء كانت السيارة كهربائية أو بنزين، فإن الماء يترك بصمته على الهيكل والمكوّنات المعدنية.

  • التآكل (Corrosion):

    • المياه، خصوصًا إذا كانت ملوثة أو مالحة، تسرّع عملية الصدأ في الشاصي، القطع الميكانيكية، وأنظمة الفرامل.

    • الأسلاك الكهربائية، حتى منخفضة الفولت، قد تتعرض للصدأ داخل الكليبرز أو الوصلات، ما يسبب أعطالًا تظهر بعد أشهر من الحادثة.

  • المقصورة والداخلية:

    • الفرش، الاسفنج، وعوازل الصوت تمتص الماء وتحتفظ بالرطوبة، ما يخلق بيئة مثالية للعفن والروائح الكريهة.

    • في EV و ICE على حد سواء، قد تتضرر وحدات إلكترونية موجودة تحت المقاعد أو في أرضية السيارة.

هذه الأضرار “البطيئة” تجعل فحص سيارة مغمورة سابقًا بالمياه أمرًا أساسيًا قبل الشراء، مهما كان نوعها.

نقاط مقارنة رئيسية بين EV والبنزين في الفيضانات

مزايا EV المحتملة

  • مكوّنات رئيسية مغلقة ومصممة لعزل أفضل عن الماء ضمن حدود معينة.

  • أنظمة عزل ومراقبة وإغلاق تلقائي تقلل من استمرار القصر الكهربائي أثناء الغمر.

  • عدد أجزاء متحركة أقل قد يعني نظريًا نقاط فشل ميكانيكي أقل بعد الفيضان.

نقاط ضعف EV

  • أي تلف في البطارية أو منظومة الجهد العالي قد يكلف مبالغ كبيرة أو يؤدي إلى شطب السيارة.

  • مخاطر كهربائية محتملة تجعل التعامل مع السيارة بعد الفيضان حكرًا على متخصصين.

مزايا سيارات البنزين

  • معرفة وخبرة واسعة لدى الورش في التعامل مع أضرار المحرك والغمر.

  • سهولة نسبيًا في تقييم أضرار المحرك، ناقل الحركة، والهيكل مقارنة بحزمة بطاريات معقدة.

نقاط ضعف سيارات البنزين

  • خطر “Hydrolock” وتدمير المحرك عند دخول الماء إلى غرف الاحتراق.

  • إمكان انتشار الماء والزيوت الملوثة في أكثر من نظام (زيت، وقود، تبريد) في وقت واحد.

نصائح أساسية للسائقين في الأجواء الممطرة والفيضانات

  • لا تقُد عبر مياه لا تعرف عمقها:

    • سواء كنت تقود EV أو بنزين، تجاوز حدود ارتفاع الماء التي يحددها دليل المالك مخاطرة كبيرة.

  • التزم بحدود عمق الخوض (Wading Depth):

    • كثير من السيارات (بما فيها EV) لها عمق مصرح به يمكن السير خلاله بأمان نسبي، يجب الالتزام به وعدم تجاوزه.

  • بعد التعرض لغمر جزئي:

    • لا تعتمد على “كل شيء يعمل الآن إذن السيارة بخير”.

    • قم بفحص مهني لدى مركز متخصص، خصوصًا في حالة السيارات الكهربائية أو السيارات المزودة بأنظمة أمان متقدمة.

  • لا تلمس أو تحاول تشغيل سيارة كهربائية شبه مغمورة أو مبللة بشدة بعد فيضان:

    • اترك الأمر لخدمات الطوارئ أو الفنيين المعتمدين.

السيارات الكهربائية ليست منيعًة أمام الفيضانات، لكنها ليست أكثر خطورة بالضرورة من سيارات البنزين؛ الاختلاف الحقيقي يكمن في نوعية الأضرار، تكلفة الإصلاح، ومتطلبات السلامة بعد الغمر بالمياه. تصميم منظومات الجهد العالي المغلقة وأنظمة الإغلاق التلقائي يمنح EV مستوى حماية محسوبًا في ظروف محددة، بينما تبقى خبرة السوق ووفرة قطع الغيار في صالح سيارات الاحتراق الداخلي عند التعامل مع تلف المياه التقليدي. في جميع الحالات، يبقى تجنّب القيادة في الطرق المغمورة، والالتزام بعمق الخوض المصرّح به، واللجوء إلى فحص مهني بعد أي حادثة غمر، هو خط الدفاع الحقيقي للسائق الذكي بغض النظر عن نوع السيارة التي يقودها

اقرأ أيضا:

تمارا شلقتمارا شلق
معلومات رئيس التحرير:

تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.

شارك المقال

السابق: لماذا تفقد مكابح الكربون-سيراميك فعاليتها في الطقس البارد؟ الحقيقة التي لا يخبرك بها صانعو السيارات الرياضية