- أولًا: من كوبيه بمحرك ثماني الأسطوانات إلى سيدان هجينة خفيفة
- ثانيًا: منظومة دفع قوية ومتوازنة في قلب إس 5
- ثالثًا: تجربة قيادة ناضجة… لكنها أكثر عقلًا من روحًا
- رابعًا: مقصورة رقمية متقدمة… بتفاصيل لا تليق بالسعر
- خامسًا: فئة “إيديشن ون” بين السعر والأداء والتجهيز
- سادسًا: لمن تصلح أودي إس 5 سيدان 2026… ولمن لا تصلح؟
- سيارة متزنة ومقنعة… وتفاصيل صغيرة تمنعها من الكمال
على مدى ما يقرب من عقدين، بنت أودي إس 5 صورتها كسيارة تقع في المنتصف بين سيارات أودي اليومية وسيارات “آر إس” المتطرفة. بدأت ككوبيه أنيقة بمحرك ثماني الأسطوانات، ثم تحولت إلى سيارة مزودة بست أسطوانات وشواحن، واليوم تصل إلى جيل 2026 كسيدان رياضية هجينة خفيفة تجمع بين السرعة والراحة والتقنية العالية، لكن مع بعض التنازلات في المقصورة تجعل الانطباع النهائي أقل كمالًا مما يوحي به الشكل الخارجي والأرقام.
هذا المقال يعيد تقديم أودي إس 5 سيدان 2026 من زاوية صحفية عربية احترافية، بهيكل مختلف، وعناوين واضحة، ولغة تناسب قارئ المجلات الإلكترونية المتخصصة في عالم السيارات.

أولًا: من كوبيه بمحرك ثماني الأسطوانات إلى سيدان هجينة خفيفة
عندما ظهرت أودي إس 5 لأول مرة منتصف العقد الأول من الألفية، كانت رسالة واضحة من أودي: سيارة كوبيه أنيقة بمحرك ثماني الأسطوانات، موجهة لمن يريد مزيجًا من الفخامة والأداء والصوت الرياضي القوي. ومع مرور السنوات وتغيّر القوانين البيئية وتطور تقنيات الشحن التوربيني، انتقلت إس 5 من:
محرك ثماني الأسطوانات طبيعي التنفس.
إلى محرك ست أسطوانات بشاحن فائق.
ثم إلى محرك ست أسطوانات بشاحن توربيني فقط.
وصولًا إلى منظومة حديثة تجمع محرك ست أسطوانات بشاحن توربيني مع نظام هجين خفيف بجهد مرتفع.
جيل 2026 لا يكتفي بتغيير المحرك فقط، بل يغيّر تموضع السيارة بالكامل؛ إذ تتقدم إس 5 لتسد الفراغ الذي تركته فئة سيدان من “إيه 4” الرياضية، وتُطرح بهيئة سيدان وعائلية، مع ترك الكوبيه والمكشوفة في الخلف – على الأقل في هذه المرحلة.

ثانيًا: منظومة دفع قوية ومتوازنة في قلب إس 5
تعتمد أودي إس 5 سيدان 2026 على محرك سداسي الأسطوانات على شكل حرف “في” بسعة ثلاثة لترات مع شاحن توربيني، مدعوم بنظام هجين خفيف:
محرك بنزين بست أسطوانات مع شاحن توربيني يمنح استجابة سريعة وعزمًا قويًا في منتصف نطاق الدورات.
مولد كهربائي صغير وبطارية مدمجة تساعد في الانطلاق، وتسمح بإطفاء المحرك في بعض الظروف لتقليل الاستهلاك.
انتقال للحركة عبر ناقل حركة أوتوماتيكي مزدوج التعشيق بعدة نسب أمامية، مع نظام دفع رباعي دائم يوزع العزم بذكاء بين المحورين.
النتيجة على الطريق هي تسارع قوي من وضع الثبات، وقدرة واضحة على جمع السرعة بسهولة عند تجاوز السيارات على الطرق السريعة، مع إحساس أن المنظومة صُممت لتخدم ثلاثة أهداف معًا:
أداء رياضي يكفي لإرضاء سائق يحب القيادة السريعة.
سلاسة وهدوء في الاستخدام اليومي داخل المدينة.
قابلية للسفر لمسافات طويلة دون إجهاد واضح للمحرك أو السائق.
رغم زيادة وزن هذا الجيل مقارنة بالجيل السابق، فإن طريقة توزيع العزم وضبط نظام التعليق والدفع الرباعي تجعل الشعور العام بالسيارة أخف مما تشير إليه الأرقام.

ثالثًا: تجربة قيادة ناضجة… لكنها أكثر عقلًا من روحًا
من خلف عجلة القيادة، تبدو أودي إس 5 سيدان سيارة ناضجة إلى حد كبير:
التوجيه دقيق وسريع بما يكفي لرسم خطوط واثقة في المنعطفات، دون أن يكون عصبيًا أو متوترًا.
هيكل السيارة يتعامل مع التغيير في الاتجاه وثبات السرعة في المنحنيات بثقة، مع ميلان محدود للجسم وإحساس قوي بالاتزان.
نظام التعليق يميل إلى التماسك أكثر من النعومة المطلقة، لكنه يظل قادرًا على امتصاص معظم المطبات والحفر بما يتناسب مع سيارة مخصصة للاستخدام اليومي.
الميزة اللافتة أن ميل سيارات أودي القديمة إلى الانزلاق الأمامي المبالغ فيه عند الضغط تم تقليصه بوضوح في هذا الجيل؛ إذ تبدو إس 5 أكثر حيادًا، مع قابلية لأن يتحرك الجزء الخلفي قليلًا تحت الضغط بدل أن ينزلق المقدّم مباشرة خارج المنعطف.
مع ذلك، قد يشعر بعض عشاق سيارات الأداء أن الشخصية الصوتية للمحرك متحفظة أكثر من اللازم؛ فالعادم لا يصرخ، وصوت المحرك لا يفرض نفسه بقوة، ما يجعل التجربة أقرب إلى سيدان رياضية راقية هادئة، وأبعد قليلًا عن سيارات الأداء الصاخبة التي ترتبط في الذاكرة بمحركات ثمانية الأسطوانات.
رابعًا: مقصورة رقمية متقدمة… بتفاصيل لا تليق بالسعر
في الداخل، تعرض أودي إس 5 سيدان فلسفة أودي الجديدة في المقصورة الرقمية:
شاشة عدادات رقمية كبيرة أمام السائق تعرض معلومات القيادة والأسلوب والأنظمة المساعدة.
شاشة وسطية كبيرة لنظام المعلومات والترفيه، التحكم بأنظمة السيارة، الملاحة، والربط بالهاتف.
شاشة موجهة للراكب الأمامي يمكن استخدامها لمتابعة المحتوى أو التحكم ببعض الوظائف.
من حيث الشكل، تصميم لوحة القيادة والشاشات متناسق، حيث يتخذ شكلًا منحنًيا واحدًا بدل “أجهزة لوحية ملصقة”، ما يعطي انطباعًا أكثر فخامة وترابطًا.
لكن عند الاقتراب والتعامل اليومي، تظهر بعض التفاصيل التي لا تواكب صورة السعر والفخامة المتوقعة:
استخدام واسع للبلاستيك الأسود اللامع في الكونسول الوسطي وحول عصا الاختيار، ما يجعله يمتلئ ببصمات الأصابع والخدوش السطحية بسهولة.
أزرار لمسية في عجلة القيادة بدل الأزرار التقليدية، وهو ما يجعل الضغط عليها أثناء القيادة أقل دقة وأكثر عرضة للأخطاء.
مناطق في الأسفل وعلى الأبواب ما زالت تعتمد على بلاستيك صلب لا يمنح نفس الإحساس الراقي الذي تقدمه مواد أخرى في السيارة.
في الجهة المقابلة، هناك نقاط قوة تقلل أثر هذه الملاحظات:
جلد ناعم يغطي أعلى لوحة القيادة وأعلى الأبواب.
لمسات من قماش ألكانتارا في بعض المواضع تمنح شعورًا رياضيًا فاخرًا.
مقاعد أمامية مريحة قابلة للضبط بعدة اتجاهات، تسمح بوضعية جلوس منخفضة تناسب محبي القيادة الديناميكية.
المساحة في الصف الأمامي ممتازة، لكن السقف المنخفض في الخلف يقلل من مساحة الرأس لمن هم طوال القامة، رغم أن مساحة الأرجل تظل مقبولة. سعة صندوق الأمتعة عملية للحقائب والاحتياجات اليومية، حتى لو لم تكن الأوسع في فئتها.

خامسًا: فئة “إيديشن ون” بين السعر والأداء والتجهيز
فئة “الإصدار الأول” من إس 5 سيدان صُمِّمت لتكون مدخلًا أقل تكلفة لعالم إس 5 دون التضحية بالقلب الميكانيكي للسيارة:
تحصل على نفس المحرك ونظام الدفع الرباعي الموجودين في الفئات الأعلى.
تتمتع بنفس الشخصية الديناميكية العامة من حيث التوجيه والتعليق والسلوك على الطريق.
تستفيد من الشاشة الرقمية ونظام الترفيه، مع إمكانية طلب بعض الخيارات الإضافية.
في المقابل، يتم تقليص أو جعل بعض التجهيزات اختيارية، مثل:
شاشة عرض المعلومات على الزجاج الأمامي.
بعض أنظمة المساعدة المتقدمة التي تأتي قياسية في الفئات الأعلى.
بعض اللمسات في المقصورة التي تُستبدل بنسخ أقل فخامة لتخفيض السعر.
لمن يركز على الجوهر الميكانيكي والأداء أكثر من الرفاهية القصوى، قد تبدو هذه الفئة خيارًا منطقيًا؛ فهي تقدم معظم ما يهم سائقًا يحب السيارة كأداة قيادة يومية سريعة، مع التضحية ببعض الكماليات لصالح سعر أكثر جاذبية.
سادسًا: لمن تصلح أودي إس 5 سيدان 2026… ولمن لا تصلح؟
تقدّم إس 5 سيدان نفسها كخيار وسطي بعناية: ليست سيارة عائلية مريحة فقط، ولا هي سيارة أداء متطرف، بل تقف بينهما:
تُناسب بشكل كبير:
من يريد سيدان أنيقة ذات طابع رياضي حقيقي، لكن دون صخب مبالغ فيه أو قسوة في التعليق.
من يستخدم سيارته يوميًا في المدينة وعلى الطرق السريعة، ويريد توازنًا بين الراحة والسرعة والتماسك.
من يقدّر المقصورة الرقمية الحديثة، ويقبل فكرة الاعتماد على الشاشات الكبيرة بدلاً من الأزرار التقليدية.
وقد لا تكون الخيار الأمثل لـ:
من يبحث عن تجربة صوتية وميكانيكية قريبة من سيارات الأداء الخالصة ذات الطابع المتوحش.
من يرى أن أولويته القصوى هي الفخامة الداخلية المطلقة، ولا يقبل أي وجود لمواد بلاستيكية متوسطة الجودة.
من يريد شخصية متطرفة في الأداء، حيث قد تكون فئات أعلى أو منافسات أخرى أقرب لما يتصوره عن سيارة رياضية صافية.

سيارة متزنة ومقنعة… وتفاصيل صغيرة تمنعها من الكمال
أودي إس 5 سيدان 2026 تمثل نضجًا واضحًا لمسار طويل بدأ بسيارة كوبيه بمحرك ثماني الأسطوانات وانتهى بسيدان هجينة خفيفة متطورة. من ناحية القيادة، يصعب إنكار أنها إحدى أفضل نسخ إس 5 على الإطلاق: أكثر توازنًا، أكثر ثباتًا، وأكثر قدرة على لعب دور السيارة “الوحيدة” التي تغطي معظم احتياجات مالكها.

لكن هذا النضج الديناميكي لا يخلو من ثمن؛ الاعتماد الكبير على الشاشات، بعض الخيارات في المواد الداخلية، والأسطح اللامعة التي تتسخ بسهولة، كلها تفاصيل تترك انطباعًا بأن أودي قدمت قدرًا بسيطًا من التنازلات في الإحساس الكلاسيكي بالفخامة الذي اعتاده البعض من أجيال سابقة.
في النهاية، تبقى إس 5 سيدان 2026 خيارًا قويًا ومنطقيًا لمن يبحث عن سيدان رياضية راقية يمكن استخدامها كل يوم دون تعب، مع احتفاظها بقدرة حقيقية على الإمتاع عند طلب المزيد من دواسة الوقود. هي ليست كاملة، لكنها بالتأكيد من أكثر سيارات أودي في هذه الفئة إقناعًا لمن يعرف ما الذي يريده بالضبط من سيارته اليومية.





