كارتيأخبارعالم السياراتبي ام دبليو جولدفش 1990: تحفة هندسية بقيت في الظل

بي ام دبليو جولدفش 1990: تحفة هندسية بقيت في الظل

عهد كمال
عهد كمال
2025-08-22
الفهرس

في عالم السيارات الفاخرة، اشتهرت بي ام دبليو بجرأتها في خوض تجارب تقنية غير مسبوقة، خاصة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات التي شهدت سباقًا محمومًا بين صانعي السيارات الألمان لتقديم ما يلفت الأنظار. من بين أبرز هذه التجارب، يبرز مشروع سري حمل اسم جولدفش Goldfish، والذي كان من شأنه أن يغير مسار سيارات السيدان الفاخرة لدى بي ام دبليو. هذه النسخة التي خرجت للنور عام 1990 حملت طموحات تتجاوز حدود الواقع، بمحرك V16 ضخم وتجهيزات مبتكرة جمعت بين الأداء المتفوق والفخامة الاستثنائية.

بداية مشروع جولدفش


بدأت القصة في عام 1988 عندما كشفت بي ام دبليو عن نموذج أولي أطلق عليه اسم Super Seven، والمبني على الفئة السابعة E32، لكنه تميز بكونه مزودًا بمحرك V16 بسعة 6.6 لتر. كان الهدف من هذا المشروع إبراز قدرة الشركة على تقديم سيدان فاخرة تتجاوز حتى مفاهيم محركات V12 الشائعة آنذاك.

لكن المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي عام 1990 ظهر الجيل الثاني من جولدفش في صمت، كنموذج أكثر تطورًا وأقرب إلى الإنتاج، حيث جاء بتصميم أكثر انسيابية يجمع بين لغة تصميم الفئة السابعة E32 والجيل الجديد E38.

محرك ضخم وتصميم متطور

  • تحت غطاء المحرك، اعتمدت السيارة على نسخة مطورة من محرك V12 الخاص ببي ام دبليو، ليصبح V16 بسعة 6.6 لتر وبقدرة تصل إلى 348 حصانًا، وهو رقم مذهل بالنسبة لتلك الحقبة.

  • من الناحية التصميمية، تخلت السيارة عن فتحات التهوية الجانبية البارزة في نسخة 1988، حيث أعيد ترتيب نظام التبريد ليكون في الخلف، ما منح السيارة مظهرًا أكثر أناقة وانسجامًا مع فلسفة التصميم الجديدة للشركة.

  • أما من حيث الأبعاد، فقد تجاوز طولها 5.4 متر، وهو أكبر بكثير من أي سيارة فاخرة في ذلك الوقت، لتشكل منافسًا حقيقيًا لمرسيدس S-Class وحتى لمشاريع أكثر جنونًا مثل محرك V18 الذي عملت عليه مرسيدس في السر.

الطموح الكبير والنهاية الصامتة


على الرغم من تفرد جولدفش، فإن المشروع لم يدخل مرحلة الإنتاج. كان السبب الرئيسي تركيز بي ام دبليو على استراتيجيات أخرى، أبرزها الاستحواذ على رولز رويس واستخدامها كمنصة لتطوير سيارات الرفاهية القصوى. ومع هذا التحول، تلاشت فكرة السيدان المزودة بمحرك V16 من خطط الشركة، وظلت جولدفش مجرد نموذج تجريبي يروي قصة طموح لم يكتمل.


ومع مرور السنوات، بقيت جولدفش رمزًا لفترة ذهبية في صناعة السيارات، فترة تميزت بتجارب جريئة وأفكار تتجاوز حدود الممكن. فعلى الرغم من أنها لم تصل إلى خطوط الإنتاج، فإنها تركت إرثًا يؤكد شغف بي ام دبليو بابتكار تقنيات ثورية ورغبتها في تقديم سيارات خارجة عن المألوف.

إرث جولدفش في عالم السيارات


اليوم، ينظر عشاق السيارات إلى بي ام دبليو جولدفش 1990 كتحفة هندسية لم يكتب لها أن تعيش في الأسواق، لكنها بقيت علامة فارقة في تاريخ الشركة. فهي تمثل لحظة أظهرت فيها بي ام دبليو استعدادها لمواجهة التحديات، وتقديم ما يتجاوز توقعات السوق. وبالنسبة لهواة السيارات في الخليج، تبقى جولدفش مثالًا على ما يمكن أن ينتج حين تجتمع الهندسة الألمانية بالخيال الجامح، لتخلق سيارة أسطورية تخلدها الذاكرة حتى وإن لم تدخل مرحلة الإنتاج.

بهذا، تظل بي ام دبليو جولدفش V16 واحدة من أكثر المشاريع غموضًا وإثارة في تاريخ صناعة السيارات، وذكرى تؤكد أن بعض الأساطير تخلق لتبقى حكاية يتداولها عشاق السرعة والفخامة عبر الأجيال.

اقرأ أيضا:

عهد كمالعهد كمال
معلومات رئيس التحرير:

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.

السابق: نظرة على أقوى السيارات في معرض تشنغدو بالصين